AS
س لان و
AAA MOSMAN _ GOT
بح اة r, س 1 فى a ت ١ ب سي ا
ا
د. عبد الم بر مامه الشیری
a ا ٍ 8 - ا 3< ا “هت اتبيه لغيه ا ا ا كم 39 الات E - 35 < r = ا aras ar ا a
ثم 0 9 و
WWW. moswarat. COM
رو۹ حم مس وسم وم مص وسم ودم وم وع 09
ص ھ کے
چ ی | ا کم د ودس 1 www.moswarat.cCcoOm 1 ١ ١ | ْ | ۰ ١ 1 1 1 1 1 ا 1 ا | ١ 1 ١ ْ 1 ا 1 ١ ا ١ 1 ْ 00
5
لاز ححصم وجو وڪم محم صحم ممصم ڪڪ وڪم وج رج 0
ی
سے
فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر الشهري» عبد الرحمن معاضة
الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم..../ عبد الرحمن معاضة الشهري .- الرياض» 555١اه
7 ص؛ ٤×1۷ اسم .- (سلسلة منشورات مكتبة دار المنهاج للنشر؛ ۷۴)
VA _ ۹41۰ _ م١#5_-٠ ١ ردمك:
| - القرآن - تفسير 7 الشعر العربى شرح ” القرآن بلاغة
1 أ.العنوان ب.السلسلة
| 6 مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزبع› ۹ هھ
: س م ر ل ل س
ل س تت ےک
وړ 57
ل ”ت يږ
تسمه O مون + يمه ة ...لبلا سيم لل 7
وا لس سس ل وړ ل ا
وی ب ع كفرع ر رل اا 1 الطبعة الأول دوا ليد ١۳٤۱ھ
چو ل ی ا چو س ین | سے یں | وک سین | چوا ت کس کی | چوا د ستتوق | سسسب mm س للل بلسي eS هه
وس ی | سن 5 jp ny وس سس 5
1 النشروالت وزع 1 !! المتلكن اة الشعودية.الريَاض
لار کزال سی ۔ طرق الت فهشد شاك جوازاستف | 3 اتش ٤1٥٥۵۳ ۔ ناكس .2.1944 صب ۵۱46۹4 ۔ الرياضتك ۱۵۵۴ E || انی کا رق نايدا ت : 0:40 ١ | 1 المدينة السَيوية طت سلطا ت : 4/45:0/115. )|
مک المکوۃ۔ البحميزة - الطيق الال الحرم ۔ ت ٥۷0۲۷۷
وجح وح وجح وجح وجح وبي <<
م
RG
2
سبع وسم مم پم ودم ود وم پم وع
ج 7 9 0 ASA : يني ايش سر يا
3
+ ي يلالا ١ 4 0 ٠. H الخدت عا ا سی ا یی وعدي ا چ ا 56 دد 2م rere gm مقييااية ل ىر س ا
110 ١
ا ١ ا اا ا ر ی جا 4 کس 1 بس سس وين سی ا اسمس عسو اس وس سنسدا ينيديا ر سانا ا اي صصص ميا سين و پیم تی
محتست ل | سم وي / a e وو يي | يي مسي
چ لو اي
١
[ |
١ تاليف ا
|
|
الرس تاذ ارك ممَة للك سعرر
ال7سحسيي اق ممح ا ا معد ممعي ا > 0 بواجي اا ایو ني ي سوسس چ انمهي Prr aaa
1
۱
ل
|
|
١ gk 78 رار الاين
ا 1
a
جح وک وححم کڪ و جع جک وجح وح و ع
<Q TE
||| | ا !| ١ ١ 1 بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: || ١ ا س س م س س ا | أ.د. محمد بن عبد الرحمن بن صالح الشايع مقرراً 1 1 الأستاذ بقسم القرآن وعلومه والمشرف الرئيس على الرسالة 11 1 أ.د. تركي بن سهو بن نزال العتيبي عضواً 1 | الأستاذ بقسم النحو والصرف وعميد البحث العلمي بالجامعة 1 إ٠ «المشرف الساعد عل الرسا 1 أ. د. زاهر بن عواض الألمعي عضواً ا ا الأستاذ بقسم القرآن وعلومه 5 أ.د. فهد بن عبد الرحفن الرومي عضواً ' ]|| الأستاذ بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض 1 / الأستاذ المشارك بقسم النحو والصرف بكلية اللغفة العربية 1 1 بجامعة الإمام ظ ||| | 1 |
1 جل دي 9ی
E ۶ س
اكمصطخحب ت ص س ` "ا" 21لهل E"
ص ل"
- .ا
سسحت
|| الحمد للهء والصلاة والسلام على رسول الله» وعلى آله وأصحابه ؟ وأتباعه إلى يوم الدين» أما بعد:
ا فن القرآن الكريم بنصّهِ امدق وقراءاتو المحفوظةء يعد المصدرٌ ا الأول لدراسة اللغة بفروعها؛ وذلك لأن اللغة إذا وردت في القرآن فهي ا أفصح مما في غير القرآن» غير أن المُفسَّرِينَ رجعوا كثيراً إلى لغة العرب ا من شعرٍ ونث لبيانٍ معاني القرآن الكريم؛ أنه من مم مصاد انير ا بالرأي وأُوسَعِهاء والمفسرون يشترطون في تلك اللغة التي يفسر | | |
| ْ القرآنُ الاستفاضةً والشهرةً؛ لأنَّ كتاب لله جل ثناؤه نزلَ بأفصح لغات العرب. وغير جائز توجيه شي منةٌ إلى الشاذ ِن لغاتها وله في . الأفصح الأشهرٍ معنىّ مفهوم. ووجة معروفٌ. |
1 ولم تكن تلك اللغة المستفيضة المشتهرة المعروفة المحفوظة سوی إا ! اللغة التي عرفت بتتبع شِعْرٍ العَربٍء الذي لا يزالُ مَحفوظاً مرويًاً. وهو ر ديوانُ مفاخر العرب» وسجلٌ علويها وعاداتهاء ولم يكن للعرب قبل 0 1 الإسلام عِلمٌ أُصمّ منه» وكان المفسرون من الصحابة ومن بَعدَّهم ا
| يرجعون في فهم بعض حروف القرآن إلى ذلك الشعر الثابت ليتبينوا منه
ما خفي عليهم منهاء ولم يكن حرص المفسرين على الشعر الجاهلي وما 8 0 وجح وصح رححم ودع بحم ودع ودع رححع و ر ج CG
| | ٍ |
بعده من شعر الاحتجاج ليتفقّهوا فيه لذاته» وإِنّما ليَفقَّهوا به القرآن والسنة
قبل ذلك» وكان بعض العلماء مشهوراً بحفظ شواهد الشعر للاستشهاد
بها على تفسير القرآن خاصة . وقد كان العلماء في استشهادهم بالشعر في تفسير القرآن
مدفوعين إلى ذلك بتوجيهٍ من القرآن الكريم ذاته» وذلك لما كرّرَ من
ذكر اللسانٍ العربيٌ المبين» واللسان العربي هو الشعرٌ وكُلَ ما تَطق به أصحابٌ السَّليقَةٍ في حواضرهم وبواديهم. وحفظ القرآنِ يقتضي حفظ اللسان الذي تَرَلَ به القرآن. والله سبحاتة لَمَّا وَصَفَ كتابه بأنه نَرَلَ يسان عر مين 402 [الشعراء: 140]» لم يكن هذا الوصف مَدحاً للقُرآن؛ لأت لا يُمدَحٌ بأفضل مِن أنه كلام الله وإتما هو مَدحٌ لهذا اللسانِ العربئ» المُتمثّل في غالبه في كَل ما نطق به أصحابٌ السليقة من شعر»ء وفي القليل منه فيما حفط مِن نَثر
العرب. ٠ ولما لاعتماد الشواهد الشعرية في كتب التفسير وكتب معاني القرآن
وغريبه من أهمية في التفسير اللغوي رغبت في دراسة هذا الموضوع
بعنوان: «الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم) من حيث أهميته.
ومناهج المفسرين في الاستشهاد به. وأثرهٌ في التفسير» ليكون موضوعا
لرسالة الدكتوراه في تخصص التفسير وعلوم القرآن.
« أهمية الموضوع وأسباب اختياره:
١ - كثرة الشواهد الشعرية في كتب التفسير» ومعاني القرآن» وغريبه. مما جعلها سكل ظاهرةً لا يُمكنٌ إغفالٌ دراستهاء بوصفها الشاهد اللغويّ الذي يورده المفسرون كلما احتاجوا إلى ذلك في التفسير اللغوي,. مع اختلاف مناهجهم في ذلك .
١ - أن الشاهد الشعريً قد وَظّفَ في مجالاتٍ المعرفة المختلفة من لغةٍ
مَقَدّمة ا ل سس ببسي ا ©
سے ع
ونحو"'' وتفسير وقراءات وصرفي وتاريخ وبلدان» غير أن توظيفة في تفسير القرآن الكريم» وكتبه» وكتب الدراسات القرآنية عامة لم يَحظ فيما أعلم بدراسةٍ مفصلةء تستقري مُفرداته» والجهود التي بذلت من قبل المفسرين في جَمعه وترتيبه» ومناهجهم في ذلك»› بقة وصفيّة تحليلية» تجمع إلى الاستقراء المتتيع» دة التحليل والوصف المطابق لمثل تلك المناهج . حاجة الموضوع في كتب التفسير إلى دراسةٍ تأصيلية» تكشف عن مناهج المفسرين في الاستشهاد بالشعرء وأثر الشاهد الشعري في التفسيرء والأسباب التي جعلت العلماء يُعْنَونَ بالشّعر» ومعرفة ضوابط التعامل مع الشواهد الشعرية في تفسير القرآن الكريم.
e الدراسات السابقة
(1)
هناك بعض الدراسات السابقة» منها:
أكثر من عَنِي بالشواهدٍ الشعرية وشَرّحها هم النحويونء ومنذ صِنّفت سيبويه كتابه واستشهد فيه بما يزيد عن ١٠١6 شاهداً شعرياً اشتغل من بعده بحفظ هذه الشواهد ونسبتها لقائليها وشرحها. ومن تلك المصنفات:
۲ شرح أبيات سيبويه يه لابن السيرافي (ت٣۳۸ه).
۳ - تحصيل عين الذهب للأَغلم الشنتَمَري ( ت٦۷٤ ه) .
٤ - شرح أبيات سيبو يه والمفصل لعفيف الدين الكوفىء فرع منه عام ۹٩ هھ.
ه ومن آخرها دراسة تأصيلية بعنوان «شواهد الشعر في كتاب سيبويه» للدكتور خالد وأبرز من عني بشرح شواهد النحو واللغة من المتأخرين هو العلامة اللغوي عبد القادر بن عمر البغدادي (ت ۰٩۹۳ ٠ه) فقد صنف في شرح الشواهد الشعرية في كتب النحو والصرف كتباً هي «خزانة الأدب» وهو أوسعهاء شرح فيه شواهد شرج الرّضيّ على الكافية في النحوء وكتاب «شرح أبيات مغني اللبيب»» وكتاب «شرح شواهد الشافية» للرضي في الصَّرفِء و«شرح شواهد التحفة الوردية» في النحوء وغيرها وكلها. مطبوعة. انظر: الشاهد وأصول النحو فى كتاب سيبو نه لخديجة الحديثى ۲۳ _ 560.
أولاً: رسالة ماجستير بعنوان «جهود الطبري فى دراسة الشواهد الشعرية» في جامع البيان عن تأويل آي القرآن» تقدم بها الباحث محمد المالكى» إلى كلية الآداب بظهر المهراز بالمغرب» طبعت فى مطبعة المعارف الجديدة بالدار البيضاء عام 64م وهي دراسة أدبية للشواهد الشعرية في تفسير الطبري» تعرّضت لجهود الطبري من الناحية الأدبية واللغوية في تفسيره.
ثانياً : كتاب «شواهد ابي حيان في ته تفسيره» للدكتور صبري إبراهيم السيد» وهو دراسةٌ نحوية لمنهج أبي حيان في تفسيره من خلال الشواهد الشعرية» وقد طبع الكتاب بدار المعرفة الجامعية بالاسكندرية عام 5504١ه.
ثالثاً: كتاب «الشواهد الشعرية فى تفسير القرطبى» للأستاذ الدكتور عبد العال سالم مكرم» وهو ليس دراسة تأصيليةً للموضوع. وإنما هو جَمع للشواهد الشعرية التي وردت في تفسير القرطبي» وتخريج لهاء مع بيان مواضع الاستشهاد في هذه الشواهد. وقد نشرته دار عالم لكب طبعته الأولى عام ۸ ھه.
رابعاً : رسالة دكتوراه بعنوان «التفسير اللغوي للقرآن الكريم» للدكتور مساعد بن سليمان الطيارء تفم بها لقسم القران بكلية ة أصول 7 اه. وف د أشار فيها للشاهد الشعري وأهميته في ده مواضع ء ونه
ونظراً لطبيعة هذه الدراسة» وقصر المدة المقررة» وكثرة الشواهد الشعرية في كتب التفسير فقد قصرت دراستي هذه على عدو من كتب التفسير وكتب غريب القرآن ومعانيه» هي العٌُمدةٌ في هذا الباب» وإِنْ كان غَيْرّها جديراً بالدراسة» إلا نها لا تكاد شواهدها تخرح عما في هذه الكتب. وهذه الكتب هي :
مَقَدّمة | ااا الل ل[ ۹_|
أولا : «جامع البيان في تأويل آي القرآن» للومام محمد بن جرير الطبري (ت١٠"ه) ّ4 حيث اشتمل على أكثر من ألفين ومائتي شاهدٍ شعري» وكان لابن جرير سبقٌ في العناية بالشواهد الشعرية أتى البحث على بيانه وإيضاحه. وقد اعتمدت في هذا البحث طبعتين لهذا التفسيرء الأولى التي حققها العالمان الجليلان أحمد محمد شاكرء ومحمود محمد شاکر» ومعظم العمل فيها لمحمود رَحِمهما الله» وأشير إليها في البحث ب «تفسير الطبري (شاكر)»» وطبعتها دار المعارف بالقاهرة وينتهي الجزء السادس عشر منها بتفسير الآية السابعة والعشرين من سورة إبراهيم. والطبعة الثانية التي حققها معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات العربية والإسلامية بدار هجرء. وأشير إليها في البحث ب «تفسير الطبري (هجر)».
ثانياً: تفسير «الكشاف» للزمخشري (ت578ه)» وهذا التفسير قد عُنِيَ بالجانب البلاغي وكان له منهجه الخاص في الاستشهاد بالشعر في التفسير» حيث كان مرحلةً جديدةً في فتح الباب للاستشهادٍ بشعر المحدثين من الشعراء» وتجويز ذلك» وسيأتي بسط المسألة.
ثالثاً : «المحرر الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز» للقاضي عبد الحق ابن عطية الأندلسي (ت547ه)» وقد اشتمل على ما يزيد عن أل وتسعمائة شاهد شعري» وهو من التفاسير الأصيلة المتقدمة» وكان له عناية بالشاهد الشعري في تفسيره. وقد اعتمدت في البحث على طبعتين» الأولى التى حققها المجلس العلمي بفاس بالمغرب» وصدرت في ستة عشر جزءاً» وعند الإشارة إليها أكتفي بعبارة «المحرر الوجيز». والطبعة الثانية التي حققها السيد عبد العال السيد إبراهيم وآخرين» وطبعتها وزارة الأوقاف القطريةء وقد أشرت إليها في البحث ب «المحرر الوجيز (قطر)) .
رابعاً: «الجامع لأحكام القرآن» للإمام القرطبي (ت١717ه)» فقد
__ ا الاه ر (الشعري في تفسيرالقرآن الكريم
قارب عدد شواهده من الشعر تحمسة الآف شاهد» شملت شواهد اللغة والغريب» والنحو والقراءات والبلاغة والأدب والتاريخ» وهو أوسع كتب التفسير التي درستها إيراداً للشعر لتأخره واطلاعه على شواهد المتقدمين. وقد اعتمدت في هذا الكتاب على طبعة دار الكتب المصرية الأولى عدا الجزء الأول والثالث من الطبعة الثالثة.
خامساً: «مجاز القرآن» لأبى عبيدة مَعْمَّر بن المُثَنّى البصري (ت۲۱۰ه)» حيث زادت شواهده عن تسعمائة وخمسين شاهدا» وعد تُمدةً ومصدراً أصيلاً في شواهد الشعر عند المفسرين وغيرهم» وقد عَنِي العلماءٌ بشواهدو وشَرحُوهاء وجميع من جاء بعده عيالٌ عليه في ذلك.
سادساً : «معانى القر آن» ليحيى بن زكريا الفراء الكوفي (ت۷٠۲ه)» وهو كسابقه من أهم الكتب التي عنيت بالشاهد الشعري في تفسير أساليب القرآن» وفهم معانيه.
سابعاً: «تفسير غريب القرآن»» و«تأويل مشكل القرآن؛ كلاهما لابن قتيبة (ت٣۲۷ه)» لوفرة شواهدهماء وتقدم وفاة مؤلفهماء واعتماد من جاء بعده من المفسرين على كتبه.
كما رجعت إلى غير هذه المصادر من كتب التفسير والغريب والمعاني واللغة والنحو وشروح الشواهد والشعر الجاهلي حسب الحاجة» في بعض المسائل لحاجة البحث إلى ذلك» ورغبة في اكتمال الصورة.
: منهج البحث ٠
انتفعتُ في بَحثي بالمنهج الوصفيٌ والتحليليٌ معاً في البحث العلمي» مع اللجوء للإحصاء رغبةٌ في الحصولٍ على نتائجٌ دقيقةٍ بقدر الطاقة» خاصة في دراسة الشعراءٍ الذين اعتمدّ عليهم المفسرون في الاستشهادء والقبائل التي ينتمي إليها شعراءٌ الاحتجاج» والنسب الإحصائية ذات الدلالة» كما استفدت من المنهج التاريخي في بعض
شف اال المسائل التي تطلبت ذلك» فكان المنهج التوفيقئٌ الذي يجمع بين مناهج البحث العلميٌ المتبعة في الدراسات العلميّةِ المعاصرة هو المنهجَ الذي سرت عليه في هذا البحث» وسلكت في كتابة البحث المنهج الآتي :
- وضعت الآيات بين قوسين للآيات القرآنية هكذا # #.
- عزوت الآيات إلى سورها من القرآن الكريم» وذلك بكتابة اسم السورة ورقم الاية بعدها مباشرة.
حرجت الأحاديث والآثار التي وردت في البحث من مصادرها المعتمدة من كتب السنة النبوية» فإن كان الحديث أو الأثر مخرجاً فى الصحيحين أو أحدهما اكتفيت بذلك وإلا خرجته من الكتب والمصادر الأخرى ونقلت حكم أهل الحديث عليه.
- جمعت الأقوال والمسائل التي تتعلق بموضوع البحث من الكتب الأساسية فى البحث فى بطاقات» وقد زاد عدد هذه البطاقات عن عشرة الآف بطاقة» ثم رتبت هذه البطاقات بحسب موضوعاتهاء ووضعتها في مكانها من البحث» ثَُّ ججمعتٌ كل ما استطعت الوصول إليه من معلومات متعلقة بالبحث في كتب التفسير الأخرى» وكتب علوم القرآن» واللغة. والنقد الأدبي» وشروح الشعر الجاهلي» وغيرهاء وأخذ مني ذلك وقتا طويلاً» ولم أكتب خلال ذلك شيئاً في الموضوع غير ما دونته في تلك البطاقات» وكنت كلما أعدت قراءة هذه البطاقات بدا لى جانب من البحث واتضح» فأضطر إلى إعادة قراءة ما كنت كتبته مرات أخرى» ولم أبدأ في الكتابة إلا بعد أن اتضح لي الموضوع اتضاحاً كاملاًء وأرجو أن لا يكون نَدَّ عني شيءٌ ذو بال إن شاء الله ثم شَرَعتُ في الكتابة بعد ذلك مُسترشداً بتوجيهات المشرقين الكريمين وفقهما الله.
- اعتمدت على المصادر الأصلية في كل مسألةٍ بحسبهاء ما استطعت. فإن لم أجد لجأت إلى المصادر المتأخرة عنها . 1
5531م _(لشاضر الشعري في تفسير القرآنالكريم
- عند الإحالة إلى المرجع أو المصدر في أول موضع أكتفي بذكر عنوان الكتاب إن كان مشهوراً ولا أذكر اسم المؤلف إلا عند الاشتباه» نم أتبعهُ بالجزء ء والصفحةء وأذكر تفصيلاً كاملا عن المرجع في ثبت المراجع والمصادر في نهاية البحث.
- نسبت الشواهد الشعرية الواردة في البحث إلى قائليهاء إلا ما لم يعرف له قائل» فأكتفي بكتابة :لم أعثر عليه» أو: لم أجده» وقد اعتمدت الإحالة إلى ديوان الشاعر الأصليء أو المجموع» وإلا أحلت إلى المراجع الأدبية المعتمدة التي ذكرت الشاهد» وربما لا أجد من نسب الشاهد قبل المرجع الذي أنقل منه» فأحيل إلى مراجع متأخرة لمن أراد مصدراً آخر» لا لتوثيقه
- ما أنقله بنصه فإني أضعه بين قوسين مزدوجين هكذا « »» وما نقلته بمعناه أكتفي بالإشارة إليه في الحاشية بعد عبارة (انظر :).
- عرّفتٌ بالأعلام غير المشهورين في الرسالة بإيجاز» وأحلت إلى مرجع أو مرجعين للاستزادة» وأتبعتٌ | سم العَلَّم في المَمْنِ بذكرٍ سنةٍ وفاته إن رأيتٌ حاجة لذلك في فهم المسألة وتسلسلها التاريخي» وأما الشعراء فَأَحَلْتٌ إلى ترجَمتهم في «طبقات الشعراء» لابن سلام» و«الشعر والشعراء» لابن قتيبة» لكونهما مِنْ أوثق المصادر المتقدمة في ترجّمة الشعراءء فإن لم أجد الشاعرّ فيهماء أو في أحدهما أحلتٌ إلى مصادر أخرى .
- لا أطيل في مناقشة الأمثلة التي أوردها بتحقيق المسائل التي اشتملت عليها مما لا علاقة له بالشاهد الشعري؛ لأن الغرض التمثيل» ورغبة في تركيز البحث في موضوع الشاهد الشعري» دون الاستطراد إلى مسائل أخرى بجحتت بَحثاً مُستقلاً في دراسات مطبوعة» وأكتفي بالإحالة إلى مواضع بحث هذه المسائل .
مَقدّمة 22 سس سسسصصسسحححححببببببططغ ۱۳ |
- رَيّما طال القول في بعض مباحث الرسالة» وذلك حين تكون القضية يما له صلة بجوهر موضوع الرسالة ولا سيما المباحث التمهيدية» فإن الإيجاز يُذهبٌ الوضوحَ المقنع» وقد حرصت على التوسط دون الإطالة.
- اقتضت طبيعة موضوع الرسالة» وطبيعة الخطة التي التزمتها في البحث تكرار بعض الشواهد» والتقريرات في مواضع متفرقة من الدراسة» ولم يكن بوسعي العدول عن ذلك» مع حرصي على التقليل منه» وجعله في أضيق الحدودء وإن كان المثال المكرر صالحاً للموضعين معا .
- لعل من المفيد أن أذكر أنني حين بدأت في دراسة الشاهد الشعري في كتب التفسير لم يكن يدفعني إلا الموضوع نفسه» ولم يكن نصب عيني غاية بذاتها أتوخاها وأرمي إلى إقامة الدليل عليهاء غير الغاية المُجرّدة التي سينتهي إليها البحث الموضوعي وحدهء فقد لحظت هذه الظاهرة في كتب التفسير فأردت أن أتتبعها لأرى هل لها من أثر في التفسير أم لاء ولذا فلم يكن من المُحبط لي أَنَنِي لم أجد في بعض المباحث أثراً كبيراً للشاهد الشعري في كتب التفسير» بل اعتبرت ذلك نتيجة مهمة من نتائج البحث العلمي التي يرمي إليهاء فقد يقرأ الباحث كتاباً يستغرق منه الوقت الطويل ` نم لا پخرح منه بشيء يفيده في بحثه . ه خطة البحث :
قَسَّمتٌ خطة البحث بعد هذه المقدمة التي بينت فيها أهمية الموضوع وأسباب اختياره» ومنهج البحث» إلى تَمهيد» وبابين وخاتمة.
أما التمهيد فهو مدخل عَرَّفْتُ فيه الشعرَ في اللغة والاصطلاح ثم تحدثتٌ حديثاً مُختصراً عن نشأة الشعر العربي والأقوال التي قيلت في ذلك» ثم تطرقت بعد ذلك إلى الأثر الذي أحدثه الإسلام في الشعرء له
_۱٤ |=
الشاهر الشعري فى تفسير القرآن الكريم
ختمت التمهيد ببيان الحكم الشرعي الفقهيّ في الشعرء وحكم الاستشهادٍ به في تفسير القرآن الكريم وضوابط ذلك. وكانت بقية تفاصيل الخطة
على النحو الآتي :
الباب الأول: الشعر وموقف علماء السلف من الاستشهاد به فى تفسير القرآن الكريم. اشتمل على فصلين : الفصل الآول: الشاهد الشعري» فيه سبعة مباحث :
المبحث الأول: المبحث الثاني: المبحث الغالث: المبحث الرابع:
المبحث الخامس: المبحث السادس:
تعريف الشاهد الشعري.
أنواع الشواهد الشعرية.
الشاهد الشعري المحْتّح به.
عيوب الشاهد الشعري .
مصادر الشعر المحتح به .
صلة الشاهد الشعري بالتفسير اللغوي . الرد على التشكيك في الشعر الجاهلي› وخطره على تفسير القرآن.
فيه ثلاثة مياحث :
المبحث الأول:
المبحث الثالث:
منهج الصحابة في الاستشهاد بالشعر في التفسير .
تحقيق مسائل نافع بن الأزرق من حيث ثبوتها وحجيتها .
منهج التابعين وأتباعهم في الاستشهاد بالشعر في التفسير.
الباب الثاني: مناهج المفسرين في الاستشهاد بالشعر وأثر الشاهد
مقدمة
ل] ه©١ |
الفصل الأول: مناهج المفسرين في الاستشهاد بالشعر»ء فيه خمسة
المبحث الأول: المبحث الثاني:
المسحث الثالث:
الميحث الرابع: المبحث الخامس :
مدى اعتمادهم على الشاهد الشعري في التفسير .
على المعنى المراد.
منهجهم في توثيق الشاهد الشعري. أغراض إيراد الشاهد الشعري عند المفسرين .
الفصل الثاني : مناهج أصحاب كتب معاني القرآن وغريب القرآن فى الاستشهاد بالشعر» فيه سبعة مباحث :
المبحث الثاني : الميحث الثالث:
المبحث الرابع:
المبحث الخامس:
المبحث السادس :
المبحث السابع :
المقصود بأصحاب كتب المعاني وأصحاب كتب الغريب.
الفرق بين كتب المعاني وكتب الغريب. منهجهم في إيراد الشاهد الشعري. مدى الاعتماد على الشاهد الشعري الفرق بين مناهجح أصحاب هذه الكتب والمفسرين في توظيف الشاهد الشعري . أغراض إب اد الشاهد ال عندهم. عراص إير سع ري عند هم
الفصل الثالث: أثر الشاهد الشعري فى تفسير القرآن» فيه أحد
٠“ لشاهر لشي في تفسير القرآن الكريم
المبحث الأول: أثره في إيضاح المعنى . المبحث الثاني: أثره في توجيه القراءات. المبحث الثالث: أثره في الجانب العَقَدئّ عند المفسرين . المبحث الرابع: أثره في الجانب الفقهي . المبحث الخامس: أثره في الترجيح بين الأقوال. المبحث السادس: أثره في بيان الأساليب القرانية. المبحث السابع: أثره في نسبة اللغات للقبائل. ظ المبحث الثامن: أثره في الحكم بعربية بعض الألفاظ وفصاحتها . ظ المبحث التاسع: أثره في بيان الأحوال التي نزلت فيها الايات. المبحث العاشر: أثره في معرفة الأماكن. المبحث الحادي عشر: صلة الشعر الجاهلي بإعجاز القرآن الكريم . الخاتمة» لخصت فيها أهمٌ نتائج البحث. ثبت المصادر والمراجع . فهرس الموضوعات .
وبعد» فهذا جهد علمي متواضع. في موضوع فيه قدر من الصعوبة لاتصاله بعلمين من أكبّرٍ علوم الإسلام» وهُما التفسير والعربية» وقد عانيت في بداية البحث من الغموض الشديد الذي أحاط بي 2 4 م ما ليث اَن تَبِدَّدَ شيئاً فشيئاً» بفضل الله 4# ثم بتوجيهاتٍ المُشرفين على هذا
و ي 5 معد هك r کک
البحث وفقهما الله؛ وذلك لكثرة المسائل التى ينبغى التطرق لهاء ودراستها في عدد كبير من المصادر» وتفرق جزتياتها في كتب كثيرة متباعدة .
وإ ما تضمنه هذا البحث» من الجديد في تفسير ظواهر الاستشهاد بالشاهد الشعري في كتب التفسير وتاريخهاء والمناهج التي اتبعت في ذلك» والأثر الذي تركته في كتب التفسير» إنما هو حصيلة ما تيسر من معلومات في كتب محددةٍ من كتب التفسير وغريب القرآن ومعانيه» أرجو أن تكون صحيحةً في أكثرهاء إلا انها ليست آخر ما يُمكن قوله في هذا الموضوعء بل هي - كما أرجو لها فاتحة منهج صحيح - إن شاء الله - في دراسة هذا الأمر في بقية كتب التفسيرء ولذا فإني مدين سلفا لكل من يصحح رأياً في هذا البحث» أو يقوم خطأء أو يوضح غامضاًء فإن الأمر يتعلق بكتاب الله العزيزء وإذا كان هذا مطلبا في سائر البحوثء» فإنه في بحث يتصل بالقرآن وتفسيره أولى.
وأخيراً فإني ىه اله يل الذي أعانَ ووفَّقَ لإتمام هذا البحث على هذا الوجهء وأسأل الله أن ينفعَ به» وأن يَجزي كَل مَنْ أسدى إلى عَوناً لإنجازه حَيْرَ الجزاء في الدنيا والآخرة.
وأخص بالشكر والتقدير والدعاء الأستاذين الكريمين المشرفين على هذا البحث وهما أستاذي الكريم الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحلن الشايع الأستاذ بقسم القرآن وعلومه بالكلية المشرف على هذه الرسالة» والأستاذ الكريم الدكتور تركي بن سهو العتيبي عميد البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية» والأستاذ بقسم النحو والصرف وفقه اللغة بكلية اللغة العربية المشرف المساعدء اللذين لم يبخلا علي باي توجيهٍ وتعليم وتقويم طيلة إعدادي لهذا البحثء وأسأل الله أن
ب[ 016 الشاهر الش ري في تفسير القرآن الكريم
يجعل ما قَذَّماهُ في موازين حسناتهماء وأن يكتب لهما أجزل الأجر والثواب.
كما أشكر أصحاب الفضيلة الذين تفضلوا بقبول قراءة هذا البحث وتقويمهء سائلاً الله تعالى أن يكتب لهم الأجر والثواب على حسن
وأختم بشكر شقيقي الدكتور زاهر بن معاضة الشهري الذي كان لي خير أخ ومعين طيلة إعداد هذه الرسالة بدعمه المتواصل» وتشجيعه المستمرء فشكر الله له» وجزاه عني خيراً. وإني أهدي هذا الكتاب له تقديراً لجهده ودعمه لي حفظه الله .
والله الموفق» وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. . .
المؤلف 6م amshehri(@ gmaıl.com
ر CO 2 اح ا وح N جه 771 ] _ بيخي nn ]| لتمهيد - --2 2ك ىص9920.2.2.2 222222 222ف١دا ب لٌٌشششششَشةةششسسسسسسسسس E =
الشّعْرٌ في اللغة مأخوذ من قولهم: شَعَرْتٌ بالشيء إذا علمتٌهٌ وفطنتٌ له فاشتقاق لفظة الشّعْرِ من العلم والإدراك والفطنة. ومنه قولهم: ليت
شعري؛ أي: علمي”. وفي القرآن الكريم: ##وما مركم انما إا جام لا وموك [الأنعام: ۹٠٠]؛ أي: وما يُدريكم”. وقوله تعالى: #وم عرو 1# [البقرة: 4] أي : لا يعلمون» ولا یدرون . وسمي الشاعرٌ بذلك لفطنته لما لا يفطن له غيره من الناس لدقةٍ حسّوء ورهافة خاط و40 .
والشعرٌ لغة يشمل كل علم»ء ولكنه غَلَبَ على منظوم القول لشرفه بالوزن والقافية» وكونه قريضاً محدوداً بعلامات لا پجاورها .
عرف بتعريفات) من أمثلها أنه الكلام الموزون المُقَمُى المقصود
)١( انظر: تهذيب اللغة ٤٠١ /١ مقاييس اللغة ۳/ ٤1۱۹ء الصحاح ۰1۹۹/۲ لسان العرب ۷ (شعر).
(۲) تفسير الطبري (هجر) 9/ 585.
(۳) تفسير الطبري (شاكر) ١//الاا» 2594١ مقاييس اللغة “/ ۹۳ء الصحاح ”2198/7 لسان العرب ١77/17 (شعر)ء القاموس المحيط 077.
(6) انظر: تهذيب اللغة »57١ /١ لسان العرب ١77/7 (شعر).
(0) انظر: المصادر السابقة.
(1) نقد الشعر "» لاء العمدة فى محاسن الشعر ونقده »1۹۳/١ مقدمة ابن خلدون ۷ أبجد العلوم ٠.6۳١
لمج __(لشاضر الشمري في تفسيرالقرآنالكريم
الذي يُصِوٌرٌ العاطفة”'' . ذ (الكلام) جنس يدخل فيه کل كلام من الشعر وغيره. و(الوزن) يُخْرِحُ ما ليس موزوناً من الكلام. والمراد بالوزن ما كان و 5 7 00 . o )۲( 2
العرب وهى خّمسة عشر بحراًء تدارك الأخفش"" على الخليل واحداً هو البحر السادس عشر وَسَمَّاهُ المتدارك .
و(المقمّى) هو انتظام الشعر في قافية واحدة» وهي «الساكنان آخر البيت وما بينهما من الحروف المتحركة إن وجدت - مع المتحرك الذي قبل الساكن الأول» . مثال ذلك» قول امرئ القيس"'' : قفا تبك من ذكرى حَبِيبٍ ومَنْزِلٍ سقط اللوى بينَ الدخول فَحَوْمَلٍ”) فالقافية هي كلمة ١حَوْمّل». حيث يشكل حرف الواو أقرب حرف ساكن لآخر حرف في البيت» مع ما قبله وهو حرف الحاء هنا .
.۲۹۸ انظر: أصول النقد الأدبى لأحمد الشايب )١(
(؟) هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عبد الرحمن الفراهيدي الأزدي البصري» ٠٠١( - ١۷١ه)»ء له كتاب العين» والعروض» وغيرهاء. اخترع علم العروض»ء والمعجم» وهو أستاذ سيبويه في النحو رحمهما الله. انظر: أخبار النحويين البصريين ٤ إلبأه الرواة ۷/1 .
(۳) هو أبو الحسن سعيد بن مسعدة أوسط ثلاثة كلهم اشتهر بالأخفش» وإذا أطلق الأخفش دون وصف فهو المراد» روى كتاب سيبويه ونشره بين الناس» له كتاب معانى القران وغيرة» وهو بصري المذهب فى النحو. مات قبل سنه ۵ ٣ ھ. انظر : إنبأه الرواة 1/۲ وبغية الوعاة ٠/١ .
(8) المعجم المفصل في علم العروض ."٤١
(0) العيون في القوافي ٠۲۳۸ والعروض والقافية لأمين سالم .٠١١
030 هو أمرقٌ القيس بن حجر بن الحارث» يلقب بڏي القروح› وهو أشهر شعراء الجاهلية. وأجودهم شعراً مات مسموما عام شم ومن أكثر من احتج المفسرون بشعره . انظر: طبقات فحول الشعراء ١/ه الشعر والشعراء .,٠ ٠/١
)۷( انظر : ديوانه 6.
تك انندم 5
و(المقصود) يخرج الكلام الموزون الذي لم يقصد به الشعرهء كبعض الآيات التي جاءت على بعض الأوزان العروضية كقوله تعالى : لن تاوا ال حى فقوا مسا بون [آل عمران: ؟4]» وقوله تعالى: # ای أنقض هرك ر وَرَمَعنا لك َك 469 [الشرح: ۳ ]٤ فإنه كلام موزون مقفى لكنه ليس بشعر لعدم القصد إلى الشعر فيه على اصطلاح الشعراء. ويخرج كذلك كلام النبي بي الموزون لعدم القصد إلى الشعر كذلك» وهكذا كلام غيره.
ولذلك نص التهانوي على ذلك فعرّف الشعر بأنّه «الكلام الموزون المقفى الذي قصد إلى وزنه وتقفيته قصداً أولياً»”". فالمعنى عند الشاعر تابعٌ للوزن غالباً» بخلافٍ غيره» فإنَ المعنى هو الأصل. والوزن يأتي عَرَضاً غَيْرَ مقصود.
وتقييدٌُ الشعر بأنة يُصِوَّرٌ العاطفة يُخرحٌ النّظمّ الذي لا يُصِوَّرٌ العاطفة» وَإِنّما يكون مقصوراً على نظم مسائل العلوم.
نشأة الشعر : لم تكن الجاهلية التي سبقت الإسلام مباشرة البداية الأولى لتاريخ ٍِ العرب عند كثير من الباحثين» فقد سبقتها جاهلية أو جاهليات قديمة سَمّاها الله ۾ الْجَنهليَةَ الول [الأحزاب: ۳۳]» وليس هناك تحديد لزمن تلك الجاهلية أو الجاهليات» وإِنْ كان المفسرون ذهبوا في تحديدٍ زمنها
ٍ وما بعدها. ۲٤۲/۲ انظر: البرهان في علوم القرآن )١(
(0) هو محمد بن علي بن محمد الفاروقي» التهانوي. من علماء الهندء كان حيا عام 4ه. لغوي» مشارك في بعض العلوم. له كتاب كشاف اصطلاحات الفنون. انظر: الأعلام 2188/1 معجم المؤلفين ۳/ .٥۳۷
(۳) كشاف اصطلاحات الفنون .٠١۳١
(6) مثل ألفية ابن مالك في النحوء وألفية العراقي في الحديث» والشاطبية في القراءات وغيرها .
مذاهبَ كثيرة"''. ومع الخلاف في تحديد زمنهاء فظاهر الآيات يدل على انها ليست القرون القليلة التي سبقت الإسلام؛ لان الله وصفها بالجاهلية الأولىء والله قد ذكر الجاهلية دون وصف في ثلاث آيات» وهي قوله تعالى: ٭# ینوت بار عر آل ر ة4 [آل عمران: »]١154 وقوله دعالى: (اتشگم للهية يها و س ب ار عا يتم ذا @) [المائدة:٠٥]» وقوله تعالى: #إِذْ جَعَلَ اريت كفر في قُلوبهم أَلَيِيَةَ جيه هلد 4 (الفتح: »]۲١ فيستدل من ذلك ومن سياق هذه الآيات المقصود بالجاهلية الأخرى الجاهلية القريبة من الإسلام.
ووصفٌ الرّمن بالجاهلية بهذا المعنى من الألفاظ الإسلامية الحادثة التي طرأت بعد الإسلام للدلالة على زمن الشرك قبل الإسلام. قال الطاهر بن عاشور : «وأحسث أن لفط الجاهلية من مبتكراتٍ القرآن, وصف به أهل الشرك تَنْفِيْراً من الجهل» وترغيباً في العلمء ولذلك يذكره القرآن في مقاماتِ الذم. .. وقالوا: شعر الجاهلية» وأَيّام الجاهلية» ولم مع ذلك كله إلا بعد نزول القرآن وفي كلام المسلمين»”".
والقبائل العربية التي عاشت ت في الجزيرة امتداذ تاريخي لقبائل سبقتها . ذُكرت في القرآن الكريم كعاد وتّمود: وذكرهم المؤرخون مثل قبائل طس“
ل هيه ى ا
3
(1) قيل: كانت بين آدم ونوح وقُدّرت بثمانمائة سنة» وقيل: كانت بين نوح وإدريس وقدرت بالف سنة» وقيل : كانت بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلامء وکل ذلك من باب الظن. انظر: تفسير الطبري (هجر) .٠٠١ _ ٩4۷/۱۹
(۲) هو الشيخ محمد الطاهر بن عاشور التونسي )۱۹7 _ «(AIT مفسر تحوي فقيه» من كبار العلماء المسلمين المتأخرين» تتسم مصنفاته بالعمق والتحرير» شيخ نم جامع الزيتونةء ورئيس المفتين المالكية منذ عام ”1915م من أهم مصنفاته تفسيره (التحرير والتنوير). انظر: الأعلام 2١11/54/5 معجم المفسرين .04١/7
(۳) التحرير والتنوير 15/5.
(4:) قبيلة من العرب العاربة البائدة» كانت مساكنهم اليمامة والبحرين. انظر: معجم قبائل العرب لكحالة 7/١ 177.
لشي ااا رل[
وججديسر”*. ووصفهم بالعغرب البائدة» له يعلى الفناء الكامل للآفرادء وإنما يعني زوال كيان القبيلة واندثار اسُمهاء مع بقاء آحادٍ أو مَجموعات دخلت في القبائل الأخرى الباقية .
والله ك وصف عاداً ب #الْأُوك» في آيةٍ واحدةٍ فى سورة النجم
کی س سے ايم
فقال: لوان آهلك عادًا الأوك © [النجم: »]٠١ وذكرها في ثلاث وعشرين سورة أخرى دون وصف'" '. وأشار يل إلى قبائل أخرى غيرها
م ا ر
فقال : #وعا ادا وثموداً وَأَصَصْبٌ الرس وفرونا بین للت كيرا 4 [الفرقان: ۸]. وهذه القبائل سكنت جزيرةً العرب» فقد أخبر الله تعالى عن موطن قوم
0 ج لے 3
هود ت4 فقال : ودک ت عاو ٳذ أنذر قومم بأ حاف ه [الأحقاف: »]۲١ وأشار إلى قوم صالح #4 وهم تمودء الذين يَقطنون الججر"» فسمّاهم الله أصحابٌ الجر في قوله : #ولقذ كدب أب الحجر الْمْرْمَِنَ ©4 [الحجر: ٠ وسمّيت سورتان ذ في القرآن الكريم الجر والأحقاف إشارة إلى هذين الموضعين. وقال تعالى: #إنَّ أل بيت وضع لكا کدی بِبَكّة مبَارك وهدى ملین (4)69 [آل عمران : 47[ . وذكرت كتب التاريخ أن نكا وديا وسواهما كانت في اليمامةٍ وفي مواضعَ أخرى من الجزيرة“ .
() قبيلة من قبائل العرب العاربة البائدة» كانت مساكنهم باليمامة مجاورين لطسم. | الاشتقاق ٠۲٤ المفصل في تاريخ العرب لجواد علي .۲۹٤/١
(۲) انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لعبد الباقي 5777 1۲۷.
(۳) تة تقع الحجر بوادي القرى بين المدينة والشام كما في معجم البلدان ۲ وهي اليوم واد شمال مدينة العلاء وليست هي مدائن صالح. وإنما هي من مساكن ثمود قوم صالح #4 كتب حمد الجاسر بحثا بعنوان «ليس الحجر مدائن صالح». بمجلة العرب ١ - ۳/۹۳ وضح فيه موقع الحجرء وأنه واد لا يزال يعرف باسمه هذا إلى اليوم. انظر: معجم الأمكنة الوارد ذكرها في القرآن الكريم لسعد بن جنيدل ۱۱١ ۔١١٠.
(6) تقع الأحقاف بين عُمَان وحضرموت من أرض اليمن» كما في معجم البلدان /١ 5» وتعرف الآن بالربع الخالي» جنوب شرق جزيرة العرب. انظر: معجم الأمكنة الوارد ذكرها في القرآن الكريم .٠١
)١( انظر: المفصل في تاريخ العرب لجواد علي ۲۹٤/١ وما بعدها.
ِنَّ عرب الجاهلية الأخيرة هم امتداد لمن سبقهم» ومرحلة حديثة من مراحلهم» والقبائل العربية القديمة كانت لها لغتها أو لغاتها ولهجاتها التي لا يعرف الكثير عنهاء وتلك اللغة تدرجت في مراحل حتى وصلت إلى المرحلة الأخيرة من اللغة العربية التي نظمت بها قصائدٌ الشعر الجاهلي» نَم نزل يها القرآن الكريم. ولذلك فالعرب قَديمو الوجود في الجزيرة العربية» وقد سبقوا عرب الجاهلية الأخيرة بقرون لا يعرف عددها .
فالبحث في نشأة الشعر العربي أو أوليته - كالبحث في نشأة العرب أنفسهم» ولغتهم العربية - يعتمد على الظن والتقريب؛ والآدلة الظنيّة ولا يوجد لمن كتب في هذا الأمر دليل قاطع يُحَددُ أولية الشعر العربي› والسبب أن البحث في أوليات الأمور يَحتاج إلى نصوص موثقةٍ يعتمد عليها الباحث» ويمخصهاء ويفاضل بينهاء ويستخلص منها نتائجه» وإذا لم تتوفر هذه النصوص والأدلة - وهو الحاصل في هذه القضية - فان البحث يصبح نوعاً من التيه. أَضِفْ إلى ذلك أن أكثرٌ من عُنِيَ بالآثارء وقراءة النقوش هم من المستشرقينَ الغربيين» وهم محل شك كبير في البحث في تاريخ العرب» حيث يَحرص أغلبهم على طمس فضائل العرب» وإنكار تاريخهم وحضارتهم» لانطلاقهم في بحويهم تلك من منطلقاتٍ عَقَديّةٍ معادية للعرب ٠
والذين حاولوا معرفة أولية الشعر الجاهلي ربطوه يخرب البَسُوسٍ""
)١( انظر: فصول فى فقه العربية لرمضان عبد التواب ٠٠٠ آلهة مصر الفرعونية لعلي فهمي خشيم» المقدمة. 00
(۲( البَسوس بنت منقذ التميمية» أثار قتل كليب ناقة جارها الجرمي جَسَاسسَ بن مره فقتل كليباً: فاستعرت الحربٌ لهذا أربعين سنة» وهي من أشهر حروب العربء سمت بحرب البّسوس نسبةً لهذه المرأة» حتى صرب بشؤيها المكَّل فقيلَ: أشأم من البسوس. انظر: ثمار القلوب للثعالبي .٠۷
كك الي كك التي دارت رحاها بّين بكر وتغلب”'' منذ أوائل القرن الخامس الميلادي» حيث ترجع إليها أقدمُ مجموعة من الشعر العربي التي تستند إلى مصادر صحيحة نسبياًء لشعراء مشهورين في تاريخ العرب الأدبي. ومن مر الشعراء المهلهل بن ربيعة )0۰م( والمرقش الأكبر (۲٥٠م)“. والمرقش الأصغر””'» وسعد بن مالك البكري (or: ٠( والحارث بن عُباد البكري (١٥٠م) ٠ وغيرهم“ . وأما قبل هذا التاريخ
)١( قبيلة بكر بن وائل من العدنانية» قبيلة عظيمةٌ مُحاربةٌ» فيها الشهرة والعدد. منها يشكر بن بكر» وبنو عكابة ابن صعب بن علي بن بكر» وينو حنيفة» وبنو عجل» وقد استشهد المفسرون بعدد كبير من شعرها كما سيآتي في البحث» وكانت ديارهم من اليمامة إلى البحرين» إلى سيف كاظمة الكويت حالياً - فأطراف العراق» ثم تنقلت بعد ذلك حتى بلغت حدود تركيا. انظر: نهاية الآرب ۲/ »"٠ معجم قبائل العرب ٩۳/۱ - 48.
(۲) قبيلة تغلب بن وائل العدنانية» قبيلة عظيمة» خاضت كثيراً من الحروب مع بكر وغيرهاء سكنت الجزيرة الفراتية بديار ربيعة» وأشهر شعرائها الذين احتج المفسرون بشعرهم الأخطل التغلبي. انظر: معجم قبائل العرب ۱۲۰/۱ .٠١١
000 مختلف في اسمه فقيل عدي بن ربيعة من بني جشم بن بكر من تغلب» > قيل هو أول من قصد القصيد» وهو خال امرئ القيس» وجل عمرو بن كلثوم لأمه. قاد تغلب في حرب البسوس بعد مقتل أخيه كليب» توفي سنة ١٠٠م تقريباً. انظر: معجم الشعراء للمرزباني 1/4 الشعر والشعراء ۲۹۷/۱.
)٤( هو عمرو بن سعد بن مالك» شاعر جاهلي قديم» كان يعرف الكتابة لأن أباه دفعه إلى نصراني من أهل الحيرة فعلمه» مات تقريباً عام 007م. انظر: معجم الشعراء 65؛» الشعر والشعراء .5٠١ /١
(0) هو ربيعة بن سفيان بن سعد» وهو ابن أخي المرقش الأكبرء ' عم طرفة بن اليل البكري» وهو أشعر المرقشين» وأطولهما عمراً. انظر: معجم الشعراء 4 المفضليات .5١5١
(5) هو سعد بن مالك بن ضبيعة البكري» أحد سادات بكر بن وائل وفرسانهاء من المقلين» قتل في الحروب بين بكر وتغلب حوالي سنة ٠017م. انظر: خزانة الآدب .٠٠٠/١
(0) هو الحارث بن عبّاد بن ضبيعة البكري» وهو ابن عم سعد بن مالك» وكان الحارث من سادات ربيعة المعدودين › وله القصيدة اللامية المشهورة» مات حوالي 6مم. انظر: الأغاني 557/60» خزانة الآدب .٠٠٠/۲
(A) كل هؤلاء وردت لهم شواهد شعرية قليلة في كتب التفسير.
KN" (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم فإنه من الصعوبة تحديد تاريخ دقيق للزمن الذي بدأ فيه العربُ بقول الشعر؛ لأن الأدلة لا تساعد على الجزم برأي قاطع» ولم يعثر العلماء على شعر مُدونِ بقلم جاهليٌ وكل ما يُعرفُ عن هذا الشعر مستمدٌ من موارد إسلامية» اذك من أفواه الرواة» وكل المحاولاات التي بذلت في ذلك من باب المقاربة لا القطع.
يقول الرافعي”'': «وقد تصفحنا التواريخ العربية» وأرجعنا ما نقلوه عن أهل الرواية وهم مصدر آداب الجاهلية وأخبارها فرأينا أن ما كتبوه من ذلك إذا صلح أن يُنقل. فهو لا يصلح أَنْ يُعقّل) ٠ وهذه من أكبر المشكلات التي تواجه الباحث في الشعر الجاهلي؛ لان ما وصل من شعر الجاهلية منسوياً لشعراء معروفين كأصحاب المعلقات يعد شعراً متكامل النضج» تام البناء ولا بد أن يكون قد سر بمرحلةٍ بدأ فيه الشعرٌ بداية ضعيفةً» دُمّ تكاملَ وقوي نسجهٌ بعد ذلك» حتى استتمّ تم على هيئته القائمة.
ولذلك فقد اختلف الباحثون في تحديد تاريخ بداية الشعر الجاهلي تحديداً دقيقاًء فمنهم من ذهب بعيداً في أعماق التاريخ وزعم أن الشعر الحربيّ سبق الإسلام بألفي سنة'"» وبعضهم ذهب إلى أَنَّهُ سبقةُ بألفٍ نة وبعضهم ذهب إلى أنه سبقه بأكثر من سبعة قرون» وحدد تلك البداية بحادثة سيل الحرم وتَغرّقٍ أبناء سبأ ر اليمنيين في الجزيرة
)١( مصطفى بن صادق بن عبد الرزاق الرافعي ولد سنة ۲۹۸٠ه وتوفي سنة 11757١ه أديب مصري كبير نثره فى الذروة» وشعره دون ذلك . انظر : حياة الرافعى لمحمد سعيد العريان فكله عنه» والأعلام ۷/ 770. 1
(۲) تاريخ آداب العرب ."١5/١
(۳) انظر: تاريخ الأدب العربي لعمر فروخ ؟/ لالا.
(4) الصورة فى الشعر العربى لحسن البطل 54".
(5) قبيلة سباً تنتسب لسبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان» ذكرهم الله في القرآنء وإرساله عليهم سيل العرم العظيم الذي تفرقوا بعده في أنحاء جزيرة العرب -
[wv التفهيد
العربية”'' . ومنهم من ذهب به إلى القرن الثالث الميلادى"
وجل من كتب في نشأةٍ الشعر العربيّ ع يدور حول ما قاله الجاحظ (66؟7ه”" : «وأمًا الشعه فحديث الميلاد صغيرٌ السَنٌء اول من نَهَجَ سبيله» وسهَّلَ الطريقّ إليه امرؤ القيس بن حُحبجرء ومهلهل بن ربيعة. وكتبٌ أرسطا طالیس“» ومعلمه أفلاطون”'. ثم بطليموس"''. وديمقراطس”""'. وفلان وفلان» قبل بدء الشعر بالدهور قبل الدهور. والأحقاب قبل الأحقاب... فإذا استظهرنا الشَّعرّء وجدنا له إلى أن جاء الله بالإسلام خمسين ومائة عام» وإذا استظهرنا بغاية الاستظهار فمائتي عام . وقد شرح محقق الكتاب معنى كلام الجاحظ هذا . وشرحه غيره محاولاً الوصول إلى الطريقة التي قدّر الجاحظ بها عُمْرَ الشعر الجاهلي» وتوصل إلى أن مقالة الجاحظ: أن الشعرّ حديث
= وخارجها. انظر: معجم قبائل العرب .٤۹۸/۲
.١١١ الأسس المبتكرة لدراسة الأدب الجاهلي لعبد العزيز المزروع )١(
(۲) الشعراء الجاهليون الأوائل للدكتور عادل الفريجات 4.
(۳) هو أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ» سمى بذلك لجحوظ عينيه وبروزهماء أديب من كبار الأدباء» يذهب مذهب المعتزلة فى الاعتقاد ومصنفاته في الذروة كالبيان والتبيين» والحيوان وهي تعين مدمن النظر فيها على البيان والفصاحة. توفي سنة 0 ه. انظر: معجم الأدباء ٤۷۲/٤ ۰
(4:) هو الفيلسوف اليوناني الشهير» توفي سنة ۳۲۲ ق.م» له مؤلفات شهيرة من أهمها هنا كتابه عن الشعرء والمقولات» والخطابة وغيرها. انظر: كتاب (أرسطو طاليس: فن الشعر) لعبد الرحمن بدوي 80.
(6) فيلسوف يوناني» يعتبر المعلم الأول عند الفلاسفة» ومن أشهر تلاميذه أرسطو. انظر: قصة الفلسفة لديورانت .١ ١
(5) هو فلكي جغرافي يوناني شهير» عاش ما بين 40( 158م)»2 ولد في مصرء ونشأ في الاسكندرية. من أشهر مؤلفاته المجسطي في علم الفلك. انظر: الفهرست 25594 طبقات الأمم للأندلسي ۹.
(0) من كبار فلاسفة اليونان. انظر: قصة الفلسفة لديورانت .۲٤٥١
.5 /١ الحيوان )۸(
(9) انظر الاستدراك والتذييل رقم ١ في الحيوان 77/١ للمحقق عبد السلام هارون.
| الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
الميلاد صغير السَنٌ) قضيةٌ باطلةٌ لا برهان عليهاء ولیس لها دلیل› وان غاية ما يبقى من استظهار الجاحظ هذا هو أن شعر مهلهل» وابن اخته امرئ القيس من أقدم ما بقي من شعر الجاهلية”. ويقول الجاحظ في موضع آخر من كتابه : اوقد قبل : الشعر قبل الإسلام في مقدار اطول هِمّا بيننا اليوم وبين أول الإسلام)”"'. والجاحظ قد توفي سنة 100ه. والجاحظ وغيره من العلماء الذين قالوا بمذة مائة وخمسین سنه
تقريباً أو أكثر للشعر الجاهلي لم يبعدوا عن الصواب إذا فُرضٌ ن أنّهم إِنّما أرادوا بذلك ما وصل من الأشعار القديمة الموثوق بهاء بحي لا يَرتات الرواة الثقات في صحة هذه الأشعار ونسبتها لأولئك الشعراءء وأما عَمْرٌ الشعر نفسه فهو أقدم من ذلك بكثير» ولا يستطيع أحد أن يزعم معرفة ذلك التاريخ بدقة» فالأبيات المفردة» والمقطعات عمرها أطول من ذلك
بكثير » ولم يقف أحد على أولهاء ولذلك يقول السيوطي”" : ) وقال عَمَرٌَ بن و في (طبقات الشعراء»: للشعر والشعراء اول 5 يَوَقَفْ عليه» وقد اختلف فى ذلك العلماءً» وادَّعت القبائل كل قبيلة لشاعرها أنه الأول ولم يدّعوا ذلك لقائل البيتين والثلاثة؛ لأنهم لا يُسمُون ذلك
شعراًء فادعت اليمانية لامرئ القيس› وينو أ سد لبيد بن الأبرص”2.
.١5 قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام لمحمود محمد شاكر )١(
(۲) الحيوان 5//ا77.
(۳) هو جلال الدين أبو بكر عبد الرحمن السيوطي 849( ١١۹ه)ء من العلماء المشاركين في عدد من العلوم. المكثرين من التصنيف. من كتبه الدر المنثور في التفسير» والمزهرء والإتقان في علوم القرآن وغيرها. انظر: حسن المحاضرة /١ ۸ البدر الطالع ۳۲۸/١ معجم المفسرين .114/١
(4) هو عمَرٌ بن شَبَّةَ بن عبيدة البصري» من رواة الأخبار الكبار» توفى سنة 77١1ه وقد بلغ التسعين. له من التصانيف كتاب الشعر والشعراءء وكتاب أشعار الشراة وغيرها. انظر: معجم الأدباء .٠٠/١١
00 هو عَبيد بن الأبرص بن حَنتّم» شاعر بني أسدء عدّه ابن لام من الطبقة الرابعة من شعراء الجاهلية» توفي سنة ١٠٠م تقريباً وشعره المحفوظ قليل› مع تقديمه؛ مما 6
ال ال #8 ]| وتغلبٌ لمهلهل. وبكر لعمرو بن قميئة” '" والمرقش الأكبرء وإياد لأبي
دؤاد" .
قال أي عمر بن شبّة : وزعم بعضهم أن الأفوة الأودي” ' أقدم من هؤلاءعء أنه اول من قَصَّدَ القصيدء قال: وهؤلاء التْمَرٌ المَدّعى لهم التقدم ذف في الشعر متقاربون. لعل أقدمهم لا يسبقٌ الهجرةً بمائة سنةٍ أو نحوها).
وأكثر العلماء يَخْصّون المهلهل بن ربيعة بفضل ريادة الشعراء أصحاب القصيدء إد يقول ابن سلا : «(وكان أول من صد القصائد» وذگر الوقائع المماهل بن ربيعة»”. ويقول الأصمعي”" : «أول من تروى له كلمة تبلغ
م
ثلاثين بيتا من الشعر مهلهل › ثم ذؤيب بن كعب بن عمرو بن لمي > ثم
= على ذهاب كثير من شعر الجاهلية. انظر: الشعر والشعراء ۰۲٦۷ /١ الأغاني ۱۹/ .۸٤ )١( هو عمرو بن قميئة بن سعد بن مالك البكري» شاعر جاهلي قديم» عده ابن سلام من الطبقة الثامنة من الجاهليين» لم تعرف سنة وفاته. انظر: الشعر والشعراء ."1/7/١
(۲) هو جارية بن الحجاج الإيادي» توفي سنة ١٤٠م أو 00٠ م» شاعر قديم» وقد أهملت العرب رواية شعره لأن ألفاظه ليست بنجدية. انظر: الأصمعيات 186.
(۳) هو أبو ربيعة صلاءة بن عمرو بن مالك من مذحجء» شاعر جاهلي قديم» كان سيد قومه وحكيمهم» توفي أيام عمرو بن هند سنة 0٠ قبل الهجرة. لقب بالأفوه لغلظ شفتيه» وظهور أسنانه. انظر: الشعر والشعراء 2777/١ ديوانه (ضمن الطرائف الأدبية) للميمني ”.
.٤۷۷/۲ المزهر )6(
(5) هو محمد بن سلام الجَمَحئٌ البصري» المتوفى سنة ١۲۳ه» من أعلم الناس وأوثقهم بالشعراء وطبقاتهم» وله كتاب طبقات فحول الشعراء. انظر: معجم الأدباء .5١ 5/١4
(5) طبقات فحول الشعراء ."9/١
(۷) هو عبد الملك بن قريب الأصمعي الباهلي» من أوثق رواة الشعر والأخبار والغريب» أخذ عن أبي عمرو بن العلاءء وتوفي سئة ١١۲ه. وله الأصمعيات وهي مختارات من الشعر. انظر: مقدمة تحقيق الأصمعيات .١١
(A) ا ا قبل امرئ القيس بثلاثين سنة» وبعد المهلهل في تقصيد
. انظر: الاشتقاق ۲۰۱ ۔ .75١7
0 ] الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ضَمْرةٌء رجل من كنانة» والأضبظ بن قريع''' وكاب بينَ هؤلاء وبين الإسلام أربعمائة سنة» وكان امرؤ القيس بعد هؤلاء بکشیر»" .
والظاهرٌ أن المرحلة التي سبقت حربّ البّسوس كانت مرحلة مقطوعات وأبيات متفرقة كما وصلت وحفظها الرواة» وهو ما عَبّرَ عنه ابن سلام الجمحي بقوله: «ولم يكن لأوائل العرب من الشعر إلا الأبياث يقولّها الرجلٌ في حاجته)”” .
وقد ذهب بعض الباحثين إلى أنَّ أول الشعراءِ هو حُزيمة بن نَهْدٍ القضاعي””'» واستندَ هذا الباحث في هذا التقديم إلى قول أبي عُبيد البكري”': إن شِعرَهُ أي خزيمة أَوَّلُ الشّعْر)". وقد تدل هذه المقطعات على غَيْرِهاء غير أَنَّهُ لم يُحفظ ذلك الشعث والأمر في هذا قريب» وكثير من القضايا التاريخية الموغلة في القدم» يصعب الوصول فيها إلى دليل قاطع؛ لغياب الحْبّر الموثوق.
وكتبٌ التفسير تذكرٌ شواهد شعرية لشعراء قبل مهلهل» فهناك شاهد
شعري منسوث لآدم الى ع ع ع ع 0
)١( هو الأضْبَظ بن قُرَيع التميمي» شاعر جاهلي قديم» وأحد المعمّرين في الجاهلية. لم تعرف سنة وفاته» وهو القائل: بكل واد بنو سعد. انظر: الشعر والشعراء .787/١
(؟) مجالس ثعلب .4١5- 5١١ (۳) طبقات فحول الشعراء .55/١
(5:) هو حُرَيْمة بن نَهْدِ بن زيدٍ المُضاعئٌ. شاعرٌ مُقِلَّ من قدماء الشعراء في الجاهليةء انفرد الأصفهاني بذكره في الأغاني» وذكر أخباره» ولم تعرف سنة وفاته. انظر: الأغاني /١1 84.
(0) هو عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي» توفي سنة 54417ه»ء من كبار اللغويين والجغرافيين» له اللآلي في شرح أمالي القالي» وله معجم ما استعجم في المواضع انظر: بغية الوعاة .۲۸٠١ /١ كشف الظنون .١77
030 الشعراء الجاهليون الأوائل لعادل الفريجات 4.
0( تفسير الطبري (شاكر) 0 287. وقد حمل ابن سلام على مُحمدٍ بن إسحاق صاحب السيرة؛ أنه ذكر في كتابه أشعاراً منسوبة لآدم ومن بعده من الذين لم يصلنا تاريخهم. انظر: طبقات فحول الشعراء ۷/۱ _ 4» المحرر الوجيز 448١ - 8١/5 -
التعهيكد لل[
ولزّهَيْرٍ بن جناب الكلبيع”''» وغيرهم من الشعراء الذين قيل : نهم اول الشعراء» ولكتها أبياتٌ قليلة. وأكثر الأقوال والشواهد الشعرية في كتب التفسير واللغة والنحو منسوبة للشعراء المعروفين الذين حُفظت أشعارهم من المهلهل بن ربيعة وطبقته حتى آخر عصور الشعراء المستشهدٍ بشعرهم. وما سوى ذلك من الشعراء المختلف فيهم وفي زمنهم فالآبيات المنسوبة إليهم قليلة لا تكاد تذكر في باب الشواهد الشعرية العلمية التي هي محل البحث» وسيتضح هذا في موضعه.
ولذلك فالعلماء بالشعر قد انتخبوا من الشعراء مَّن يقع الاحتجاج بشعرهم في غريب اللغة» وتفسير القرآن» والنحوء والأخبار لكثرتهم» ولم يتعرضوا لكل الشعراء لتعذر ذلك عليهم» ولذلك يقول ابن سلام: «ذكرنا العربّ وأشعارهاء والمشهورين المعروفين من شعرائها وفرسانها وأشرافها وأيامها؛ إذ كان لا يحاط بشعر قبيلةٍ واحدة من قبائل العرب» وكذلك فرسانها وساداتها وأيامهاء فاقتصرنا من ذلك على ما لا يجهله عالِم» ولا يستغني عن علمه ناظرٌ في أمر العرب» فبدأنا بالشى.
ويقول ابن قتيبة: «وكان أكثر قصدي للمشهورين من الشعراءء الذين يعرفهم جل أهل الأدب» والذين يقعٌ الاحتجاج بأشعارهم في
= وذكر الأصفهاني أن قائل هذه الأبيات المنسوبة لآدم هو خلف الأحمر. انظر: التنبيه على حدوث التصحيف ۸
)١( تفسير الطبري (شاكر) ۳۳/٠١ الجامع لأحكام القرآن 1917/6. وزهير هذا هو بن جناب الكلبى» شاعر جاهلى قديم من الأشراف» طال عمره حتى عد من المعمرين. انظر: طبقات فحول الشعراء ٠/١ الشعر والشعراء ١/4/ا".
(۲) طبقات فحول الشعراء ."/١ أهل السئة» رزقه الله قبولا وحظا في التصنيف في فنول كثيرة» من أهم كتبه» تاويل مشكل القرآن» وغريب القرآن» وغيرها. انظر: سير أعلام النبلاء *1977/17.
| مم0 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
الغريب» وفي النحوء وفي كتاب الله كك وحديث رسول الله بل . هذا كله عن أولية الشعر من حيث الزمن» أما من الناحية الفنية فقد اختلف الباحثون حولهاء فبعض العلماء يرى أن الرّمل هو المرحلة الفنية الأولى التي بدأ بها الشعر» فقد روي أن قيس , بن عاصم ال يمي قدم على رسول الله كل فقال یوما وهو عنده: أتدري يا رسول الله اول مَن رَجَرَ للإبل؟ قال: لاء قال: أبوك مُضَرٌء كان يسوق بأهله ليله فَضَربَ َد عبدٍ له» فصاح: وا يداه» وا یداه» فاستوسقت الإبلء فَتَرَلَء فرَجَدَ على ذلك . فهو أو مَن دا إن صحت هذه الرواية» وقد استعمل الناس الحداء بالشعر بعدهء وتزيدوا فيه شيئاً بعد شيء”*". وأما الباحثون المتأخرون فيذهبون إلى أن السجع هو البداية الفنية التي عرفها العرب» ومن هؤلاء المستشرق كارل بروكلمن”' الذي يقول: اينبغي أن يكون أقدم القوالب الفنية هو السّجع" ثم يقول: «والسجع هو القالب الذي كان يصوغ العرّافون والكهنة فيه كلامَهم وأقوالهم كما جاء فى القرآن)"") . وذهب بعض الأدباء إلى أن السجعَ ترقی بعد ذلك إلى ا أما الرافعي فيكتفي بالقول: إن الشعر كان قبل مهلهل رَجَزاً
(1) الشعر والشعراء .64/١
(؟) هو أحد أمراء العرب وعقلائهم» كان شاعراًء قدم في وفد تميم على النبي بيه سنة 9ه. وتوفي سنة ١ه بالبصرة. انظر: الإصابة .07195(١905/5
(۳) انظر: جمهرة أشعار العرب .٠١١۷ _ ٠١١/١
(5) انظر: أنساب الأشراف للبلاذري 7٠/١ ١ا"ء العمدة في صناعة الشعر ونقده ۲/ الث
)٥( هو كارل بروكلمن ١878( - 19035م) من كبار المستشرقين الألمان» من أشهر مؤلفاته تاريخ الأدب العربي» من المراجع المهمة فيما يتعلق بالمخطوطات العربية وأماكن وجودها. انظر: موسوعة المستشرقين 0۷.
(7) تاريخ الأدب العربي .٥١/١
(۷) تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان »15/١ تاريخ الأدب العربي للزيات ۲۸.
التعهيد لآ
وقطعا”''. وبعض الباحثين يقف من تلك المحاولات الأولى لفن الشعر موقفاً يرفض فيه تلك الفروض التي رجحها المستشرقون وغيرهم من الأدباءء ويشك في أن يكون الرَّجَرُ هو أقدم أوزان الشعرء فيقول: «وكل ما يُمكنٌ أن يقال هو أن الرّجرّ كان أكثر أوزان الشعر شيوعاً فى الجاهلية؛ إذ كانوا يرتجلونه في كل حركةٍ من حركاتهم» ولكنٌ شُيوعَهُ لا يعنى تقدّمةٌ ولا سَبِقَهٌ للأوزان الأخرىء إِنّما كان يعنى أنه كان وزناً شعبياً ل أا ولا أكثر»"'. ۰
ويقترب من هذا الرأي ما ذهب إليه الدكتور إبراهيم انيس من بحر الرَّجَزْ مرحلةٌ متطورةٌ عن بحر الكامل؛ نظراً لما لاحظَهُ من أن اللغة العربية تتجه من المتحرك إلى الساكن» وليس العكسر”". وهناك من لا يعد الرّجَرٌ من الشعرء فقد نقل عن الخليل بن أخمد أن الرّجَرَّ ليس بشعر» وإِنّما هو أنصاف أبياتٍ أو أثلاث وهذه مسألة تعرض لها نقاد
الشعر بتفصيل” .
أثر الاسلام في الشعر : لم يَدَع الإسلامٌ جانباً من جوانب حياة العرب في الجاهلية إلا أتى عليه فغيرة أو قوّمه وهذّبه والشعرٌ من أهمٌ جوانب الحياة العربية» وقد تأثر الشعر العربي بالإسلام تأثراً كبيراًء وظهر هذا للدارسين بعد جمع شعر صدر الإسلام ودراسته» وبعض الباحثين يزعم أنه لم يكن للإسلام في الشعر”2. وهذه الدعوى تعني أن الإسلام لم يُحدِث أثراً على
(۱) انظر: تاريخ آداب العرب ۲٤۲/۳ - 75. (۲) العصر الجاهلي لشوقي ضيف 1856.
(۳) انظر: موسيقى الشعر ٠١ وما بعدها. (6) تهذيب اللغة .5١١- ٦1١/٠١
(5) انظر: المرشد إلى فهم أشعار العرب لعبد الله الطيب »۲*/١ دراسة لغوية في أراجيز رؤبة والعجاج لخولة الهلالي .١١/١
(5) انظر: تاريخ الأدب العربي لبلاشير .٠١
ا ٣e الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
ثقافة المجتمع» ولم يكن هناك أثر للإسلام في الثقافة والشعر إلا في فترة متأخرة”''. وهناك من الباحثين من يرى أن فن الهجاء ظلت معايئرة جاهليةً دون تغيير بعد مجيء ء الإسلام ' "“. وأن المديح ظل بتغنّى بالصفات الجاهلية التي كان الجاهليون يَعدُونَها المَتَلَ الأعلى”"» ومثل ذلك يقال في شعر الحرب والفخر والرثاءء هذا من ناحية الأغراض والموضوعات .
أما ناحية الأساليب فيرون أن الشعراء لم يهجروا ما درجوا عليه في الجاهلية من أساليب» فلم يتأثروا بأسلوب القرآن الكريم في التذكير والوعد والوعيد والمحاجة ونحوها ٠ ْ من الأساليبء ويرون أنه إن صم أن يقال : 3 هناك تغيراً ما فيقال في حقٌّ شعراء المدينة فحسب”*'.
وقد أرجع بعض الباحثين السبب الذي حمل هؤلاء الباحثين على القول بأنه لم يكن هناك أثر يذكر للإسلام على الشعر وعلى الشعراء الذين عاصروا صدر الإسلام إلى عدم توفرٍ نصوص كافية تمثل أدب هذا العصر. بسبب إهمال الرواة لها في كتب الأدب والشعرء في حين حفلت بها كتبٌ السيرةٍ وكتب التراجمء وهو مع ذلك متفرق فيها لا تكاد تجده مُجتمعاً في كتاب منها دون کتاب
وسبب آخر يُمكن إضافته وهو أن هناك من الباحثين من يخلط بين موقف النبي َة من الشعر. وبين نفي صفة الشاعرية عن القرآن والنبي كله وذكروا أن الإسلام قد قَلّنَّ من ¿ شأن الشعرء ودكره في موطنٍ الذم. والصحيحٌ عند الباحثين المطلعين على شعر هذه المرحلة أنّها قد
.505/١ انظر: تاريخ الأدب العربي لعمر فروخ )١(
(۲) انظر: الهجاء والهجاءون لمحمد محمد حسين .٠١۷
(۳) انظر: شعر المخضرمين للجبوري ."٤۸
(5) انظر: المصدر السابق 2568 594".
(5) انظر: العصر الإسلامي لشوقي ضيف ٠٠٠١ والتطور والتجديد في الشعر الأموي له ١؟.
التعهيد ل٣
حفلت بعددٍ كبير من الشعراء؛ وأنْ هناك نضوصاً كثيرة تتيح للدارس أن يحكم عليه حكماً منصفاً.
والحديث عن أثر الإسلام في الشعر يعني التعرض لناحيتين من أغراض الشعر :
أولاهمما: الأغراض التي تطورت من حال إلى حال.
والأخرى: تلك التي طمسها الإسلام ومحاها.
وإذا كان الذين يتحدثون عن أثر الإسلام في الشعر إِنّما يتجهون إلى الأغراض التي تطورتء فن معرفة الأغراض التي تُركت تُعطي دلائل لا تقل عن الدلائل التي تعطيها معرفة الأغراض التي تعَيّرت؛ إذ هي أكثر أهمية منها وأصدق دلالة في أحايين كثيرة.
فمن الأغراض التي حَمّدت الهجاءٌ الفاحش» والمديح الكاذبٌ» والمبالغة فيه» والحديث عن الخمر ووصفهاء وإثارة الشرور والأحقاد. والفخر بالقبيلة والأحساب والأنساب ونحوها من الأغراض.
وأما الأغراض التي ظهرت بعد الإسلام فهي الدعوة للإسلام, ومدح الدين الجديدء ومدح النبي بي والرد على المشركين» والحث على الجهادء وأصبح الشعراء أكثر حذراً في جانب العبارات التي يقولونها من ذي قبا لوازع الدين في نفوسهم»› ومخالطة هذا الدين لقلوبهم .
حكم الشعر :
ذَكِرَ الشعرٌ في القرآن الكريم في مواضع متعددة» كلها وردت في المرحلة المكية إلا موضعاً واحداًء تحدياً للمشركين › ورداً على رعمهم أن القرآن الكريم ما هو إلا شعر وأوهام» وأن النبي ئي ما هو إلا شاعر كغيره من الشعراء. وهذه الآيات هي قوله تعالى: وما عَلَمَئَنَهُ ألْمّعْرَ وما يت له إن هو للا ور مدان مب 40 ايس: 0154 وقوله تعالى: ابل
سر الإصرة ص
الوا أَضْعَدتُ احم بل أفترينه بل هو سا عر لايا ايو ڪما ارس ا © [الأنبياء: 0]. وقوله تعالى : ور ينا تارا ايتا لاع ون بل جاءَ َألَي وَصَدَقَ لْمرسلِينَ 2 ©{ [الصافات: ١۳ء ۳۷]. وقوله تال ا َر هما أنت نعمت ريك بکاهن ولا حونو 9 آم يقولونَ شاع ريصن بو ر ج المثون € [الطور: ۲۹ ۰]. وقوله تعالى: إِنَمِ قا 2 کیم 9©) را هو بقول شاعر قلا ما ومون ) رلا قول كاهن لیا م رون زيل من رب ممن 462 [الحاقة: 4١ "4].
هذه كلها آيات مكية وردت للرد على مزاعم المشركين» وهي له تدل على ذم الشعرء فمبناها واضحء» وسياقها ظاهر» تتحدث عن القرآن. وتؤكد أنه ليس بشعر» وعن النبي يه وأنه ليس بشاعر ولا كاهن» وأن هذا القرآن من رب العالمين» وليس من وحي الخيال الذي توسوس به الشياطين .
والحديث عن الشعر في كل ما ورد في القرآن يتحدث عن الشاعر وليس عن الشعر. ولذلك قال ابن العربي في تفسير قوله تعالى: وما لَه لشّعْرَ وما وما ا سی ل إن هو إل 01 وان مين 9 [آيس: 19]: هذه الآية ليست من عيب الشعرء كما لم يكن قوله تعالى: وما کت لوا من قله من کب ولا طم وملك [العنكبوت: 48] من عيب الخط . فلمًا لم تكن الأميّهٌ ِن عيب الحَط كذلك لا يكون نفيُ النظم عن النبي ية مِنْ عيب القع .
إن مسألة نفي الشعر عن القرآن الكريم مسألة أساسية لا علاقة لها بحكم الشعر في الإسلام» وكذلك نفي صفة الشاعر عن النبي يي مسألة أساسية ولا شأن لها بموقف الإسلام من الشعرء فهذان أمران يخصان الدعوة الإسلامية» ومصدرها الإلهي» والثقة بالنبي ييه وليس فيهما ما
.۲۸/٤ أحكام القرآن )١(
س لللحح لق |
يغض من قيمة الشعر أو يحض على الانصراف عنه. ولِتَنْزِيهِ القرآن الكريم عن أن يكون شعراًء وبُعدهِ عن طرائق الشعر أسبابٌ» منها ما في أذهان العرب من قَرْنٍ الشّعر بالشيطنة والشَّرٌء وصلته بالموسيقى والغناءء ولمَكان القرآن من التحدي» ولأن روح الشعر بعيدة عن الالتزام» وقد كان القرآن دعوةً ملتزمة بمَنهج لا تحيد عنه» خالفث الشعرّ في الغاية فبعدت عن مناهجه وطرائقه.
وهناك سورة في القرآن سيت باسم الشعراء لذكرهم في بعض آباتهاء 0 الله تعالى : 0 بدي ڪل من َكَل اَن 7 تان عل کل 5 ایر © © لفون اسع ڪر هم كزبوت © راشا يهم لاون © أل 5 E واد 6 يقوأوت ما لا يفعلورت اوقا لله الس امنا وأ وولو لصَلِحَتِ وذكروا الله 7 وأَننصَروا يِن بعل ما وسيعل آل ظلموا اى منقب يقلن 409 [الشعراء: ٠١١ -۲۲۷]. وهذه الآيات تذكر الشعراء بصيغةٍ العُموم» ولكنَّ المقصود بها شعراءٌ قريش الذين ناصبوا الإسلام العداء ومن أشهرهم عبد الله بن الرَغرى قبل إسلامه الذي أثار الخواطر ضد المسلمين بعد وقعة بدر”"» وهُبيرة بن أبي وَهب المخزومئ ٠ وأميّهُ بن أبي الصَّلت”*'» ويدخل معهم گل من سلكٌ بالشعر مسلك الكذب والهجاءء وما حرم في الإسلام.
ص
ي 3
.77 انظر: الشعر الإسلامي في صدر الإسلام للدكتور عبد الله الحامد )١(
(؟) هو عبد الله بن الربَغرى القرشي» شاعر مخضرمٌ هجا المسلمين قبل إسلامه» وحرّض عليهم» وأسلم يوم الفتح» عذه ابن سلام من شعراء القرى» من شعراء مكة. انظر : طبقات فحول الشعراء .776/١
(۳) انظر: طبقات فحول الشعراء .1١98
(6) من شعراء قريش المعدودين» كان شديد العداوة للرسول بل فأخمله الله. ولم أجد ذكراً لإسلامه. انظر: طبقات فحول الشعراء .۲٥۷/١
(0) هو أمية بن عبد الله أبي الصلت بن ربيعة الثقفي» شاعر جاهلي» أدرك النبي كه ولم يسلم» قرأ التوراة والإنجيل وغيرهاء وفي شعره عبارات كثيرة منهاء وقد أكثر -
A |— الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ولهذا فُسّرت الآية بأنه: «لا يتبعهم على باطلهم وكذبهم وفضول قولهم وما هم عليه من الهجاءء وتمزيق الأعراض والقّدح في الأنساب». والنسيب بالحرّم» والغزل» والابتهار» ومدح من لا يستحق المدح» ولا يستحسن ذلك منهم ولا يطرب على قولهم إلا الغاوون والسفهاء»"''.
والصدق هو العنصر الذي يطلبه الإسلام في الشعرء والشعراء يصعب عليهم الالتزام بهذه الصفةء طألَرَ ر أنَهُمْ في كل واد يَهِيمون © وان يقولورت م ل يفُعلورت 0 [الشعراء: .]۲۲١ ۲۲١ وهيامهم في كل واد معناه اعتسافهم الطريق والغلو ومجاوزة حد الاعتدال» وتخييل الجبان شجاعاً» والبخيل جواداً. والمقصود بالغاوين في أقوال أهل التفسير آولئك السفهاء من الغوغاء والأعراب وغيرهم الذين يجتمعون إلى شعراء قريش المشركين يستمعون أشعارهم وأهاجيهم في الرسول وله ورسالته”'".
وسيرة النبي يه تدل على أنه قد استنشد الشعرٌ واستحسئّهُ» ومد قائله» وأجازٌ عليه» وعفا بسببه عمّن يستحقٌ العقابَ. وقبل وسيلة مَن توسَّلَ به» وشَّفّع من استشفع به. والصحابةٌ كان فيهم الشعراء ومّن يستنشد الشعرٌ ويجيز عليه.
ولذلك قال أنس بن مالك ويه: «قدم علينا رسول الله 4لا المدينةء وما في الأنصار بيت إلا وهو يقول الشعر»”". والنبي ية كان له منهم شعراء يهجون المشركين» ويجيبونهم ويحامون عن النبي ئي
= المفسرون من شعره. ذكره ابن سلام في طبقة شعراء الطائف. مات في السنة الثامنة من الهجرة. انظر: الشعر والشعراء .404/١
)١( الكشاف ۳٤۳/۳ التحرير والتنوير ٥٥١/۲۲ - ل59.
(۲) انظر: محاسن التأويل للقاسمى ۳۸۸/٩ والكشاف .۳٤٤/۳
(") العقد الفريد ۳۸۸/۳. ليت أحد الباحثين يتصدئ لأحاديث الشعر ويدرسها حديثياً.
(6) هو حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري وء صحابي جليل» من فحول -
اميد ساف[ ]د وكعب بن مالك”''» وغيرهما ون .
وأما الأحاديث التي ورد فيها ذكر الشعر فهي كثيرة» وقد صِنَّف الحافظ عبد الغني المقدسيٌ جزءاً في الشعر”"“» وكذا الإمام ابن سيّد الناس اليعمري”"» ولا تكادٌ جد مُسنداً أو جامعاً من كتب الحديث إلا وفيه بابٌ أو كتاب للشعر» وسأقتصر على بعض هذه الأحاديث .
١ - عن أبى هريرة ونه أن النبى بي قال: «أصدق كلمة قالها شاعر» كلمة لبي( ) : ١
ألا کل شيءِ مَا حلا الله باط“
وكاد أميّةٌ بن أبي الصَّلتٍ أن يُسلم». ©
١ - عن عائشة وا أن حسان بن ثابت وله استأذن رسول الله كلا فى هجاء المشركين» فقال رسول الله كللةِ: «فكيف بنسّبي؟). فقال حسان: لأسلئّكَ منهم كما سل الشَّعْرةٌ من العجين”" .
= شعراء الجاهلية والإسلام» وهو شاعر الرسول ية الأول. انظر: طبقات فحول الشعراء »75١65/١ الشعر والشعراء .806/١
)١( هو كعب بن مالك الخزرجي الأنصاري يه من شعراء الرسول بي المجيدين» شهد بيعة العقبة مع قومه» عذه ابن سلام في طبقة شعراء المدينة. مات سنة ٠مه وهو أحد الثلاثة الذين خلفوا. انظر: سير أعلام النبلاء ۲/ 077.
(؟) طبع بتحقيق إحسان عبد المنان عام ١٠5١ه. وأصدرته المكتبة الإسلامية بالأردن.
(۳) انظر: فتح الباري .066/٠١
)٤( هو لبيد بن ربيعة بن عامر العامري. صحابي جليل و من شعراء المعلقات» ومن كبار شعراء الجاهلية» عُمّرَ طويلاً. انظر: طبقات فحول الشعراء /١ ١٠ء لبيد بن
(5) عجزه: 00000 000600000600660 وكل نعيهملا محالة زائل انظر: ديوانه ۱۲۷.
(7) صحيح البخاري» كتاب الأدب» باب ما يجوز من الشعر٥/٦۲۲۷» صحيح مسلم» كتاب الشعر 6 ..
(۷) صحيح البخاري» كتاب الأدب» باب هجاء المشركين 8/6!ا؟25 صحيح مسلمء -
= الشاهر الشري في تفسير القرآن الكريم
- وأمر النبي يكل حسانً بذلك فقال: «اهجهم أو هاجهم - ٣ . وجبريل معك)20
. قال عله : ان من الشَّعْرِ حکمة) - ٤
ه عن الشريد" ويه قال: ردفتٌ رسول الله كَل يوماً فقال: اهل معكٌ من شعر أمية بن أبي الصلت شي*؟» قلت: نعم. قال: «(هيه». فأنشدته بيتاً» فقال: «هيه» أي: زدني -» ثم أنشدته بيتأ فقال :
3. 1 7 3 «(هية) . حتى انشدته مائة بیت 0
5 - أَقَىّ النبيُ يك صحابته على قول الشعر وسَّماعهٍ وإنشاده واستنشاده في حضرته» فعن جابر بن سَمَرةً له قال: كان أصحابه يتذاكرون عنده الشعر وأشياء من أمورهمء فيضحكون. ورَيّما بشم 1 ع 5
كل هذه الأحاديث تدل على أن النبي ييل كان يرخص في قول الشّعرء بل ويأمرٌ به للردٌ على المشركين» ويستنشدٌ بعض الصحابة. مما يدل على جوازو» وججمهورٌ الفقهاء من المذاهب الأربعة المتبوعة مجمعون على جوازه وإباحته» وهو المنقول عن عامة أهل العلم قديما
= كتاب فضائل الصحابةء باب فضائل حسان 197”5/54.
)01 صحيح البخاري» كتاب الأدب» باب هجاء المشركين ه2227 صحيح مسلمء كتاب فضائل الصحابة» باب فضائل حسان 1977/5.
(؟) صحيح البخاري» كتاب الأدب» باب ما يجوز من الشعر 771777/6.
(۳) هو الشريد بن سويد الثقفي . طءء صحابي جليل شهد بيعة الرضوان» قيل: أصله من حضرموت» توفى فى خلافة يزيد بن معاوية. انظر: طبقات ابن سعد 2155/86 أسد الغابة ؟/ "202.47 ئ
)٤( صحيح مسلم» كتاب الشعر /٤ ۷١۱۷ء جزء في أحاديث الشعر.
/0 سنن الترمذي» كتاب الأدب» باب ما جاء في إنشاد الشعر ۸٥/١ مسند أحمد )٥( وقال: حديث حسن صحيح . صحيح ابن حبان» كتاب الحظر والإياحة» باب “۸ مسند أبي يعلى7١7794/1» مصنف ابن أبي شيبة» كتاب 445/١ الشعر والسجع .655/4 الأدب» باب الرخصة في الشعر
شيد ل لل ببسي 49 ]سم
(7 | u (1(7
وهناك أحاديث وردت في ذم الشعر يحتج بها من يقول بكراهة الشعر بل بعضهم يبالغ فينهى عنه» وأهمها ما رواه أبو هريرة طب مرفوعاً: الأنْ يَمتلئَ جوف رجل قِيحاً حتى يَرِيَهُ خير من أن يَمتلئ et 1 (ONÎ a سر . م ت : شعرا) . من الوّري على وزن الرمي. وهو الداء. يقال : وري يري فهو موري » إذا أصاب جوفه الداء0 2 .
وسئلت عائشة : هل كان رسول الله ية يتسامع عنذه الشعر؟ قالت: كان أبغض الحديث إليه”" .
وقد نَبَّهَ العلماء على مناسبة هذا الحديث بما يزيل الإشكال» وقيل إن: «مناسبة هذه المبالغة في ذم الشعر أن الذين خوطبوا بذلك كانوا في غاية الإقبال عليه» والاشتغال به فزجرهم عنه ليقبلوا على القرآن. وعلى ذكر الله تعالى وعبادته» فمَنْ أخذ من ذلك ما أُمِرَ به لم يَضرَهُ ما بقي
عنذهة مما سوق ذللی»”.
(1) انظر: التمهيد لابن عبد البر 77/ 2١45 المجموع /١ “الاء المغني 0١54/١4 مغني المحتاج »47٠/5 حاشية ابن عابدين 245/١ الأحكام الفقهية المتعلقة بالشعر لهيشم بن فهد الرومي» بحث تكميلي للماجستير بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام ص٤٤ وما بعدهاء الأحكام الفقهية المتعلقة بالشعر للدكتور زيد الغنام» بحث منشور بمجلة جامعة الإمام» العدد الخمسون ص ١50 وما بعدها.
(۲) شرح النووي على مسلم 275١/١5 تهذيب الآثار للطبري 5141//7.
(۳) صحيح البخاري» كتاب الأدب» باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر ۵“ صحيح مسلم» كتاب الشعر .١17594/5
(5) انظر: غريب الحديث /١ ١٠١٠ء عمدة القاري ۲۲/ 1۱۸۹ء فتح الباري .٥٦٤ /٠١
(5) مسند أحمد ١/٤۳٠ء السنن الكبرى للبيهقي - كتاب الشهادات باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر حتى يصده عن ذكر الله والعلم والقرآن 0515/٠١ مصنف ابن أبي شيبة - كتاب الأدب باب من كره الشعر ٥۳٤/۸ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 4 :: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
() فتح الباري للعسقلاني .215/١٠١١
1131 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وورد في رواية للحديث أن الرسول كل قال: «والذي نفسي بيده لأن يَمتلئَ جوف أحدكم قيحا ودمأ خير له من أن يُمتلئ شعرأ يهجو به الناسَ ويؤذيهم»”''ء وفسرتة عائشة ويا بقولها: «يعني الهجاء منه» .
وهذه الأحاديث التي وردت في الذم محمولةٌ على مَنْ أقبلَ على الشعر واشتغلَ به عن الذكر والصلاة وطاعة الله تعالى» وعلى من أقبل على شعر اللهو والعَبَّثِ والباطل. ولذلك بَوَّبَ البخاري في صحيحه: اباب ما يكره أن يكو الغالبُ على الإنسانٍ الشعرّ حتى يَصُدَهُ عن ذكر الله والعلم والقرآن)”"ا . ولذلك قال بعض العلماء : «وحَدٌ ما دون الامتلاء أن يعلم المرءٌ ما يَلزْمهُ» ويّروي مع ذلك من الشعر ما شا . وأما قول عائشة وا فهو محمول على بغض الشعر الذميم الذي يفيض بالفحش وهتك الأعراض . ويلخص الحكم ما روته عائشة وا قالت: قال النبي بلا : : «الشعر بمنْزلةٍ الكلام» حَسّنه كَحَسَنٍ الكلام. وقبيحه كقبيح الكلام 1
.۲ المنتخب من كتاب الشعراء لأبي نعيم الأصبهاني )١(
(۲) الفاضل للمُبَرّد 21 فتح الباري 2550/٠١ غريب الحديث 2١57/١ تهذيب الآثار للطبري ٦٥١1/۲ الإحكام للآمدي ۷۳/۳ نضرة الإغريض للعلوي 2”5١ شرح مسلم للنووي 25١/١6 فتح الباري .050/٠١
2 صحيح البخاري كتاب الأدب 21/0, صحيح مسلم «1/٤ سنن أبي داود /٤ 4 .
() الإحكام لابن حزم ”747/7 أضواء البيان 5/ 239٠9 الاستقامة لابن تيمية .1117/١
(0) السيرة الحلبية ۲/ .15٠
(5) الأآدب المفرد للبخاري باب الشعر حسنه كحسن الكلام ومنه قبيح 859(199)) السئن الكبرى للبيهقى كتاب الشهادات باب شهادة الشعراء 2579/٠١ وقال الهيشمي في مجمع الزوائد :١177/8 رواه الطبراني في الأوسط وقال: لا يروى عن النبي بي إلا بهذا الإسناد. قال: وإسناده حسن.أ.ه وحسنه النووي في الأذكار 7» وضعفه ابن حجر في الفتح 2000/٠١ وصححه الألباني لمجموع طرقه في صحیح الجامع 2200/١ .
المي لل
فالشعر فيه الحكمة. وفيه الفحش «وليس أحد من كبار الصحابة وأهل العلم وموضع القدوة إلا وقد قال الشعرًّء وتمثا فرضيه. وذلك ما كان حكمة أو مباحاً من القول. ولم يكن فيه فحشٌ ولا خنى» ولا لمسلم أذىء فان كان ذلك فهو أو المنثور من الكلام سواء» لا يحل سّماعةٌ ولا قوله»؟.
وقد أجاب الإمام الذهبي على سؤال حول حكم الشعر فقال: «وكذلك الشعر هو كلام كالكلام» فَحَسَّئه حَسَنٌء وقبيحة قَبِيحٌ» والتوسع منه مباحء إلا التوسع في حفظ مثل شعر أبي نواس وابن الحجاج ٠ وابنٍ الفارضِ " ' فَإِنّهُ حرام قال في مثلو نَبِيِكَ: الأن يَمتلئ جوف أحدكم قحا حتى يريه حمر له من أن يمتلىع * شعر ا)0
وليس معنى نفي الشعر عن النبي كل أنه لا يفهم الشعر ولا يستجيده» بل هو يفهمه ويتذوقه» ومن الأدلة على ذلك أنه حين طلب من الشعراء أن يدفعوا أذى قريش وهجاءهاء جاءه علي بن أبي طالب فصَرفهء وعبد الله بن رواحة فلم يعجبه هجاؤه» وكعب بن مالك فاستتحسنه» ودعا لهم جميعاً» غير أنه لما هجاهم حسان بن ثابت ول قال: «لقد شفى واشتفى)7*' .
$
ر ر به» أو سمعه
.195/77 التمهيد لابن عبد البر )١(
)۲( هو حسينٌ بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحجاجء النيلي البغدادى, شاعر شيعي من عصر بني بويه الشيعة. غلب عليه الهزلء قال عنه الذهبي : (اشاعر العصر» وسفيه الآدياءء وأمير الفحش). كان أمة وحذه فى نظم القبائح › توفي ببغداد سنة ۳۹۱ه. انظر: معجم الأدباء 2٠١5/9 سير أعلام النبلاء 097/117.
(۳) هو عُمر بن علي بن مرشد الحموي» مصري المولد والدار والوفاة» لقب بشرف الدين بن الفارض 515( 777ه)ء شاعر متصوف» في شعره فلسفة تتصل بما يُسمَى (وحدة الوجود)» ظهرت في شعره» سلك طريق التصوف وجعل يأوي إلى المساجد المهجورة وأطراف جبل المقطم. انظر: سير أعلام النبلاء 558/77.
(4:) مسائل في طلب العلم وأقسامه ٠١١ 7١9 ضمن ست رسائل للإمام الذهبي.
. صحيح مسلم )٥(
= الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
كما إنه «يروى أن رسول الله ية سَمِعَ كعب بن مالك ينشد: ألا مَل أتى عَمَانَ عَنَا ودُونَنًا من الأرض حَرق غَُوْلَهُ مُتَتَعْتِعُ مُجَالَدَنا عَن جذينا كل نَحُمةٍ مُذَرَبَةٍفيها القّوانسن تل“ فقال: «لا تقل: عَنْ جذمناء وقل: عَنْ دينِنا». فكان كعب يقرأ كذلك» ويهمتخر بذلك. ويقول: مأ أعان رسول الله که أحداً فى شعره غيرى)0" ., يما يدل على معرفته بنقد الشعر وفهمه له عليه الصلاة والسلام. وجُناء في حَرَّتَيُها لِلبَصِيْرٍ بها عتق مين وفي الخدين تسهيل استوقفه الرسول باه وسأل الصحابة: «ما خحرّتاها؟» فقال بعضهم: عيناها» وسكت بعضهم. فقال رسول الله ية «هما أذناها»» نسبهما إلى he 38 lG O kee "0 )۳( : الكرم . وذكر الزهري ما كان يحفظه النبي و من الشعر فقال: «كان رسول الله 4 لا يقول من الشعر إلا ما قد قيل قبله»؛ أي: أنه كان
حكم الاستشهاد بالشعر في التفسير: أما حكم الاستشهاد بالشعر في تفسير القرآن» فقد نُْقِلَ عن الإمام أحمد بن حنبل أنه «سَيْلَ عن القرآن تمثل له الرجل بشيء من الشعرء
)١( المجالدة: المدافعةء الفخمة: الكتيبة العظيمة» المذربة: المدربة على القتالء القوانس: جمع قونس» وهي أعلى خوذة الحديد. انظر: ديوانه 05.
(۲) الفاضل للمبرد »١7 الروض الأنف للسهيلي :٠١4/5 جزء في أحاديث الشعر للمقدسي 1¥
(۳) انظر: شرح بانت سعاد لعبد اللطيف البغدادي ١7١ ١١۳٠ء شرح قصيدة كعب بن
.۸٤ أخبار النحويين البصريين )٤(
المي لالح حسفي ايم | لا فقال: «ما يُعْجِبنِي''. وقد انتقد بعضٌ العلماء النحويين؛ لاستشهادهم بالشعر في تفسير القرآن وقالوا: «إذا فعلتم ذلك» جعلتم الشعرّ أصلاً للقرآن... وكيف يَجورٌ أن يُحتجٌ بالشعر على القرآن» وقد قال الله تعالى : #والشعراه يتَِعَهُمْ لماو 4*9 [الشعراء: 774]» وقال النبي كله : «لأنْ يَمتلىَ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه. خير له من أن يمتلئ شعرا؟900؟ .
كما استغرب ابن حزم من صنيع اللغويين فقال: «ولا عَجَبَ عجبٌ مِمَّن إن وجدّ لامرئ القيس» أو لزهير”"» أو لجرير”“» أو الحطيئة» أو الطرماح» أو للشماخ. أو لأعرابيٌ أسديّ أو سْلَمِيْء أ تميميٌ؛ أو من سائر أبناء العرب بوالٍ على عقبيه لفظأ في ذش شِعْرٍ أو نَثْر جَعَلَهُ في اللغة» وقطع بوب ولم يعترض فيهء ثم إذا وجد لله . - تعالى - خالق اللغاتٍ وأهلها كلاماًء لم يلتفت إليه» ولا جعله حجة» وجَعَل يصرفة عن وجهه» ويُحرّفه عن مواضعه» ويتحيل فى إحالته عمًا أوقعه الله عليه» وإذا وجد لرسول الله يل كلاماً فعل به مثل ذلك .
وتالله لقد كان محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ب بن هاشم قبل أن يكرمه الله تعالى بالنبوة وأيام كونه فتى بمكة بلا شك عند كل ذي مُسْكةٍ من عَقَلِ أعلم بلغة قومه وأفصح فيها وأولى بأن يكون ما نطق به من ذلك حجةٌ من كل : خِنْدِفِيٌ وقيسيّ وربيعيٌ وإيادي وتيميٌ ع وقضاعيٌ وجميري :
السب
)١( المسودة في أصول الفقه 2787/١ البرهان في علوم القرآن ۲/1 ل
(۲) إيضاح الوقف والابتداء /١ ٠١٠٠ء والحديث تقدم تخريجه قريباً.
(۳) هو زهير بن ربيعة أبي سُلْمَى المُزني» من شعراء المعلقات» عَدَهُ ابن سام من الطبقة الأولى من الجاهليين توفي سنة 509م. انظر: طبقات فحول الشعراء 20٠0 /١ 387 ٥ الشعر والشعراء .١717//١
(:) هو جرير بن عطيّة الحَطَفى اليّربوعيٰ التميميٰ» توفي سنة 7١١ه على خلاف» وهو من أبرز الشعراء الإسلاميين» وقد أكثر المفسرون من الاستشهاد بشعره. انظر: طبقات فحول الشعراء ۳۷٤ /١ الشعر والشعراء .555/١
به _(لشاهمر لالشعري في تفسير القرآن الكريم
٠ 5 كً. ١ 2# ۳ ٠ 5 فكيف بعد أن اختصه الله تعالى للئذارة''' واجتباه للوساطة بينه وبين خلقه وأجرى على لسانه كلامّة وضَمِنَ حفظه وحفظ ما يأتي به؟».
وقال الرازي: «إذا جوزنا إثبات اللغة بشعر مَجهول»منقول عن قائل مجهولٍء فلأن يَجورٌ إثباتها بالقرآنٍ العظيم كان أولى. . . وكثيراً أرى النحويين يتحيّرون في تقرير الألفاظ الواردة في القرآن» فإذا استشهدوا فى تقريره ببيت مُجهولٍ فرحوا ده » وأنا شديك التعجب منهم › فإنهم إذا جعلوا ورود ذلك البيت المجهول على وفقه دليلا على صحته. فلآن يَجعلوا ورود القرآن به دليلاً على صحته كان أولى»”"'. ويقول أيضاً : «والعَجَبَ من هؤلاء النحاة نهم يستحسنون هذه اللغة بهذين البيتين المجهولين› ولا يستحسنون إثباتها بقراءة حمزة ومجاهد. مع هما كانا من أكابر علماء السلف في علم القرآن»“ وهذه الأقوال من ابن حزم والرازي لا تدل على كراهية الاستشهاد بالشعر في التفسير واللغة» وغايتها التعجب من العناية بشعر العرب وشواهده. وإغفال شواهد القرآن والحديث.
فاا قول الإمام أحمد فظاهره المنع من ذلك» غير أَنَّ بعض أصحابه قد ذهب به إلى الكراهة. أو اَن المقصود به من يصرف الآية عن ظاهرها إلى معان صالحة محتملة يدل عليها القليل من کلام العرب» ولا يو جد غالا إلا في الشعر ونحوه. ويكون المتبادر خلا فه . وكأن صنيع أبي عُبيدة مَعمر بن المُدَنّى* في «مَجاز القرآن» كان دافعاً لقول الإمام
Z١١
)١( النذارةٌ هي الإنذارٌ» وهي لفظة نادرة حفظت عن الإمام الشافعي» ولا توجد في معاجم اللغة إلا معزوة له. انظر: الرسالة للشافعي .٠١
(۲) الفصل في الملل والأهواء والنحل /771.
(۳) تفسير الرازي 51//9» دراسات لأسلوب القرآن الكريم لمحمد عضيمة .77/١
.١17١/9 تفسير الرازي )٤(
- هو أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي بالولاء البصري» علامة بشعر العرب وأخبارها )٥(
اليد لبي شيب 49# | أ حمد هذا وسيأتي تفصيل ذلك عند الحديث عن کتاب ابی عبيلة .
وذكر الفراء الحنبلي (ت٣۲٠ه) في ذلك روایتین عن الإمام أ خمد وقال: (أصحّهما 5 جور ؛ لن تفسيرَ القران يجب أن يؤخذ توقيفاً. . . وفيه روايةٌ أخرى: يَجورُ؛ لأنَ القرآن عربئٌ زل بلغتهم» فجارً u و 7 نفسيره على معاني كلا مهم) .
وقول الإمام أخمد: (ما يُعجبّنِى) محتمل لأكثرّ مِن وجو من الكراهة وما فوقهاء عَيْرَ أن عمل السَّلفٍ من لدنِ ابن عباس وحتى عصر الإمام أحمد وبعده موافق للرواية الثانية امام أخمدء فقد استشهدوا بالشعر على تفسير القرآن الكريم» ولم ينقل عن أحد منهم إنكارٌ على من فعل ذلك”"'» بل نقل عن ابن عباس قوله: (إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه فى الشعرء فإنه ديوان العرب"*'. وكان إذا سيل عن الشيء من عربية القرآن يُنْشِدٌ الشعر .
= وغريب اللغة» اتهم برأى ې الخوارج› وله أكثر من مائ ثتى مصلف » أشهرها مجاز القرآن الذي يعد من أهم مصادر الشاهد الشعري في التفسيرء وشرح النقائض» وغيرها. توفي سنة ١١7ه. انظر: تاريخ بغداد 2707/١7 سير أعلام النبلاء 4/ 2554 وقد كتب عنه الدكتور محمد بن خالد الفاضل رسالة الماجستير بعنوان: «أبو عبيدة ودراساته النحوية في كتابه مجاز القرآن». بقسم النحو بكلية اللغة العربية بجامعة الإمامء عام ١+*١ه. وكتب الدكتور نهاد الموسى عنه رسالته الدكتوراه بعنوات: «أيو عبيدة معمر بن المثنى» نشرتها دار العلوم بالرياض عام 85٠5١ه. المصنفات: التمام لكتاب الروايتين والوجهين وهو تكملة لكتاب أبيه» والمفردات فى أصول الفقه. انظر: الذيل على طبقات الحنابلة ,١757/1١
(۲) انظر: التمام للفراء الحنبلي ١5 /١ 21772 المسودة .۳۸٤ /١
() انظر: التفسير اللغوي للقرآن الكريم للدكتور مساعد الطيار .٠١١
62 نكم ر حَسَنٌ عن ابن عباس › خر جه الحاكم برقم TA O وقال : ٠ صعححيع الإسناد» وقيل :
حسن الإسناد. انظر كتابه: المقدمات الأساسية في علوم القرآن 09.
(5) أخرجه ابن أبي شيبة رقم: ۲۹۹۷٤ وعبد الله بن أحمد في زوائد فضائل الصحابة رقم
5 من طريق عكرمة عن ابن عباس » وإسناده صحيح . وكذلك روى عبيد الله بن -
مهم لالشاهر (الشعري في تضسيرالقرآنالكريم
وكتبٌ التفسير حافلة بالشواهد الشعرية» مما يدل على أتهم يرونة جائرا. وإن كان بعض العلماء ء يتورع عن مثل هذاء كما فعل أخمدٌ بن ادس ' عندما ا اکھد يرت ل کش لد رل
دت مث ا قاش وَلَمْ يُنْقَأ 2 MM
ء]؟١ استشهد بعده بقوله تعالى: #م 0 ورم 4*9 [عبس: E حيث قال: «ولولا أن العلماء تجوزوا في هذا لَمَا رأيئا أن يُجمعٌ بينَ قول الله ء وبين ل الشْعْرٍ في كتاب» فكيف في ورقةٍ أو صفح ولكنًا والله تعالى يغقرٌ للا ويعفو عا دعن . وغاية ما يدل e اقتدينا والقرآن: مع إشارة ابن فارس 07 أن العلماء كد تواردوا على الا بهذا
في كتبهم ورواياتهم:
= عبد الله بن عتبة نحوه عن ابن عباس» كما أخرجه سعيد بن منصور في التفسير رقم ١ وأحمد في الفضائل رقم ١1875 وأبو عبيد في فضائل القرآن 747. وغريب الحديث 0737/4 والبيهقي في شعب الإيمان رقم .١158١
)١( هو أحمد بن فارس بن زكريا الرازي العلامة اللغوي الثقة» توفي عام 40اهء. من كتبه مقاييس اللغة» والصاحبي في فقه اللغة» وغيرها. انظر: معجم الأدباء .٥۴۳ /١
(۲) هو أبو بصير ميمون بن قيس البكري» اشتهر بالأعشى الكبير» ولقب بصنّاجة العرب». عده ابن سلام من الطبقة : الأول من شعراء الجاهلية» أدرك الإسلام ولم يسلم» وهو أكثر من استشهد المفسرون بشعره من شعراء الجاهلية. انظر: الشعر والشعراء /١ 0%« معجم الشعراء لعفيف عبد الرحمن ۵
(۳) انظر: ديوانه )٤( .٩۳ مقاييس اللغة .٤۷/١
(5) هو أبو راشد نافع بن الأزرق بن قيس الحنفي البكري الوائلي الحروري» رأس فرقة الأزارقة من الخوارجء وإليه ينسبونء كان أمير قومه وفقيههم. > من أهل البصرة» كان كثيراً ما يسأل عبد الله بن عباس وا عن مسائل من القرآن الكريم والعلم» وكانت بينهما مکاتبات› يل نافع بن الأزرق في وقعة دولاب عام 5"ه. انظر: الكامل ”/ ,١ لسان الميزان 5/ .٠٤٤ وسيأتي دراسة مسائلة مفصلاً.
اش لا
عن كل سؤال» ويستشهد على جوابه ببيت من الشعر: «وهذا كثير في الحديث عن الصحابة والتابعين آي : الاستشهاد بالشعر فى التفسير إلا أنا نجتزئ بما ذكرنا كراهية لتطويل الكتاب» وإنما دعانا إلى ذكر هذا أن جماعة لا علم لهم بحديث رسول الله صلى الله عليه [وسلم]ء ولا معرفة لهم بلغة العرب» أنكروا على النحويين احتجاجهم على القرآن بالشع»“.
وأمّا ما نُقِلَ عن بعض العلماء من إنكارهم على النحويين استشهادهم بالشعر في التفسير فقد رد محمد بن القاسم الأنباري (ت 4ه" هذا القول فقال: «فأمًا ما اذَّعوه على النَّحويّينَ مِنْ أنهم جعلوا الشّعْرَ أصلاً للقرآن» فليس كذلك. إِنَمَا أرادوا أن بنرا الحرف الغريبت منّ القرآنٍ بالشَّعْرِ؛ لأن الله يقول: إا جَمَلْتَهُ فا عَرَييا4 [الزخرف: *] وقالَ: يسان عر مين 9* [الشعراء: 145]» وقال ابن عباس : «الشعر ديوان العرب». فإذا حَفِيَ عليهم الحَرْفُ من القرآنٍ الذي أنزله الله بلغة العرب» رجعوا إلى ديوانها فالتمسُوا معرفةً ذلك منه. ..70".
وما دكره ابن حرم والرازي رحمهما الله من تعجبهم من صليع اللغويين والعلماء في استشهادهم بالشعرء وتركهم للقرآن الكريم» فإن هذا لم يكن منهجاً لأحد من العلماء فيما اطلعت عليه وإِنّما المنهج
الذي سار عليه العلماء أَنّهم قد جعلوا القرآن أصلاً أصيلاً يُقَامنُ عليه
وأن الشعر يأتى بعد ذلك من حيث الاستشهاد والثقة» غير أن القرآن
.١59/١ والإتقان 2٠٠١ 949/١ إيضاح الوقف والابتداء )١(
(۲) هو محمد بن القاسم بن بشار الأنباري اللغوي المقرئ الثقة ذو الفنون» (۲۷۲ ۔ ۸ه) له من الكتب: الأضدادء وإيضاح الوقف والابتداء» وغيرهاء وهو من أحفظ العلماء لشواهد التفسير الشعرية» روى عنه أبو على القالى كثيراً منها فى أماليه. انظر: معجم الأدباء 2757/14 سير أعلام النبلاء 7310/4/١6 ۰
(۳) إيضاح الوقف والابتداء .٠٠١ /١
عه | الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
الكريم مَحدودٌء وأساليب العرب في الكلام أوسع من ذلك فلجاً العلماء إلى الشعر لذلك» فالمعيب هو إسرافهم في الاعتماد على الشعر.
والذي عليه العلماء» هو جواز الاستشهاد بالشعر في تفسير القرآن الكريم» وعدم وجود دليل يّمنع من ذلك» بل إن البحث يذهب إلى أن القرآن الكريم نفسه هو الذي وجه إلى الاستشهاد بالشعر على التفسيرء وهذا يفهم من قوله تعالى: # يسان عر مين €{ [الشعراء: مك وأمثالها من الآيات التى وصفت القرآن بأنه عربى مبين. يقول الشاطبى””: «وأما إذا نظرنا إلى الأمر فى نفسهء فالاستشهاد بالمعنىء فإذا كان شرعياً فمقبول» وإلا فلا" `
وقد فهم بعض الكّاب أمرّ الاستشهاد على تفسير القرآن بالشعر على غير وجهه» كما ذكر ابن الأنباري من أنهم قالوا نهم جعلوا الشَّعْرَ أصلاً للقرآن» ونحو ذلك» ولإيضاح الأمرء فإن في القرآن الكريم كلمات ذات معانٍ ظاهرة يعرفها الناس كلهم»ء وهذه الكلمات لا يحتاج مفسر الآية إلى الاستشهاد عليها بشيء من الشعر أو النثر» وهذه كثيرة جداً في القرآن الكريم .
وفى القرآن كلمات ذات معان متعددة» ومن هذه المعانى ما هو معروف متداول على ألسنة العرب» ومنها ما ليس كذلك. فإذا اقتضت البلاغة فى نظر المفسر أن يحمل مثل هذه الكلمات على معنى غير المعنى المعروف لدى الجمهور من العرب احتاج إلى الاستشهاد بشعر العرب أو نثرهاء بحيث تكون دلالته على هذا المعنى الذي ذهب بالآية
)20030 هو أبو إسحاق إبراهيم بن موسی الشاطبى (ت ۰ ۷۹ه)› أصولى فقيه لخوي. له مصنفات فائقة أهمها الموافقات» والاعتصام» وشرح ألفية ابن مالك. انظر: شجرة النور الزكية 277١ الموافقات 5/ل.
.١١5/١ الموافقات )۳( .١١5/١ الموافقات )۲(
اي ااا لل سل !ف ]د أو اللفظة المفردة إليه واضحة حتى لا يتردد في قبول التفسير من لم يقف على أن هذه الكلمة قد تستعمل عند العرب فى غير المعنى المشهور الذي يعرفه غالب العرب. ۰
وفي القرآن كلمات غريبة» يحتاج المفسر عند بيان معناها إلى الاستشهاد بشيء من كلام العرب» حتى يعلم طالب العلم أن التفسير لم يخرج عن حدود اللسان العربي» فيطمئن إلى صحة التفسير لا إلى أن القرآن عربي» فإن هذا لا يشك فيه مؤمن عرف القرآن» ومارس العلم.
وفي القرآن الكريم آيات تحتمل أوجهاً من الإعراب» ومن الواضح أن معنى الآية يختلف باختلاف وجه إعرابهاء فقد يختار المفسر من الإعراب وجهاً يراه أليق بالبلاغة» أو أثبت بحكمة المعنى» ويكون هذا الوجه من الإعراب يستند إلى حكم عربي غير معهود لبعض أهل العلم» فيخشى إنكارهم لأن يكون هذا الوجه صحيحا عربية» فيعمد إلى دفع هذا الإنكار بإقامة شاهد من لسان العرب على صحة ما ذهب إليه من الإعراب.
فالاستشهاد بالشعر على صحة تفسير لفظة أو جملةٍ من القرآن الكريم قائم على دواع معقولة» وقد يصيت المفسر الذي يستشهد بالشعر أو يُخطئمٌء وقد يذهب في الاستشهاد مذهباً يوافق عليه» أو يعارض فيه. غير أن هذا بابٌ آخر غير باب الجواز من عدمه.
المسائل التي يستشهذ ا
لخة العرب من حيث الظهور وعدمه تنقسم إلى قسمين :
الأول: الظاهر البَيّن الذي يعرفه الجميع› ولا يكاد يختلف فيه العرب. وهذا القسم هو غالب اللغة التي يتخاطب بها العرب» ونزل بها القرآن الكريم» وتحدث بها النبي كله وهذا النوع لا حاجة إلى الاستشهاد عليه» لظهوره وعدم دخول الإشكال فيه» ويدخل في ذلك
لصم للشاهر لشي في تفسيرالقرآنالكريم
المفردات والأساليب» فإن العلماء لم يستشهدوا على كثير من مسائل اللغة والنحو» كرفع الفاعل» ونصب المفعول ونحو ذلك» لوضوحها وظهورهاء وعدم وجود الخلاف فيها بين العرب. ولذلك تجد في عباراتهم مثل قول ابن الأنباري: «فأما معنى الضجر فإنه لا يحتاج إلى شاهد لشهرته عند الناس”'2. وقوله أيضاً: «وكون «لا» بمعنى الجحد النفي عند البصريين - لا يَحتاحٌ إلى شاهد)”" .
الثانى: الغريب الذي لا يعرفه كل أحد» وإنما يختص بمعرفته أناس دون أناس, وهم العلماء الذين فُضّلوا بِمَرِيدٍ معرفةٍ ودراية. وهذا النوع هو الذي يحتاج إلى الشواهد من كلام العرب لتحقيقه وتفسيره. وقد سيل ابن قتيبة: «هل كانت العرب قبل نزول القرآن» وقبل مبعث النبي بي تستوي في المعرفة من جهة اللغة بجميع الأسماء التي في القرآن» وما تحتها من المعانى؟». فأجاب اله بقوله: «والعرب لا تستوي في المعرفة بجميع ما في القرآن من الغريب» والمتشابه» بل لبعضها الفضل في ذلك على بعض» والدليل عليه قول الله جل وعز: وما يكم تأويكةء إلا انه وسح في لر [آل عمران: ۷]» ونحن نذهب إلى أن الراسخين في العلم يعلمونه على ما بِيْنّاء فأعلمنا الله تبارك وتعالى أن من القرآن ما لا يعلمه من العرب إلا من رسخ في العلم» ".
ويقول ي بعد ذلك: «وكذلك هي أي: العرب في الغريب ليس كلها تستوي في العلم به» ولا كلامها كله واضحاً عندهاء بل منه المبتذل» ومنه الغريب الوحشي الذي إنما يعرفه العالم منهم» وقد يختلفون في الحروف كما نختلف» ويقول العالم في الشيء يُسأل عنه من
و 120
اللغة : لا أعرفه. ويعرفه غيره » بخ )١( الأضداد /ا١٠١. (۲) المصدر السابق .5١١ (۳) المسائل والأجوبة 6۸. )٤( المصدر السابق 9غ .٥١
ال شي ر(
إلى الاستشهاد عليه بشعر العرب ونثرهاء ليتضح معناه» وتطمئن النفس إلى صحته وسلامته .
وقد ذكر الزركشي”"! قيداً آخر عند حديثه عن التفسير الذي يرجع فيه إلى لغة العرب لفهمه» وهو أنه : «إن كان ما تتضمنه ألفاظها E اللغة يوجب العمل دون العلمء كفى فيه خبر الواحد والاثنين» والاستشهاد بالبيت والبيتين» وإن كان مِمّا يوجبٌ العلمَ دون العمل لم يكف ذلك» بل لا بد أن يستفيض ذلك اللفظ. وتكثر شواهده من الشعر)”"” .
وما ذكره الزركشي ند يُسَلْم بصحته للناظر فيه لأول َمل ولکن عله حكم شري عملي : بدخل في حيز القم لأولء و وهو و الظاهر الذي حكمْ عملي شيء يذكر» فكل ما يحتاجه المسلم المكلف في القرآن الكريم وفي السنة النبوية» قد ورد بأوضح عبارة» وأجلى بيان» كي لا يكون على المسلم حرج في فهم ما كلقه الله به.
وأما ما ورد من الألفاظ الغريبة فإنه قد ورد فى ثنايا القصص»› ويمكن القول بأن الزركشي قد لجأ إلى هذا التقسيم احتياطاً منه» بأن لا يكتفى في تفسير ما يتعلق به حكم بما لا يكفي في إيضاحه وبيانه من
)١( هو بدر الدين محمد بن عبد الله بن بَهاذر الزركشي ,560( ٤۷۹ه)ء عالم متفنن ثقة› له مصنفات عديدة في علوم القرآن وأصول الفقه والفقه» ومن أهم كتبه كتاب البرهان في علوم القرآن وهو من أوائل المصنفات في هذا العلم. انظر: الدرر الكامنة لابن حجر ۳/ 291 طبقات المفسرين للداوودي ؟157/7.
(۲) البرهان في علوم القرآن ۰۳۰٦/۲ وانظر ۳۹۷/۱.
C= الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
الشواهد» وذلك حتى يصان القرآن الكريم من حمله على لغات شاذة من لغات العرب» وقد أكد المفسرون على قاعدة جليلة من قواعد التفسيرء وهي أنه يحمل كلام الله على الغالب الظاهر من لغة العرب لا على النادر؛ «لآن كتاب الله جل ثناؤه نزل بأفصح لغات العرب» وغير جائز توجيه شيء منه إلى الشاذ من لغاتهاء وله في الأفصح الأشهر معنى مفهوم » ووجه معروف)"
ولا يهم في الاستشهاد موضوع الشعرء فإنه يصح الاستدلال به على صحة اللغة ولو كان معناه فاحشاء خلافا لمن لا يرى ذلك. قال الجرجاني: «وقد استشهد العلماءٌ لغريب القرآن وإعرابه بالأبيات فيها الفحش» وفيها ذكر الفعل القبيح» ثم لم يعبهم ذلك» إذ كانوا لم يقصدوا إلى ذلك الفحش ولم يريدوه» ولم يرووا الشعر من أجله)”" .
چيه ڪه دنه
٣٣٣ ۳۲۱ 1۷٦ ۱۷١/۱١ ۳۱۲ تفسير الطبري (شاكر) ۳۱۱/۱۲ ۔ )١( .١؟ دلائل الإعجاز )0(
جى اوري جلي
کک
CEE KO) ظ
الباب الأول
الشاهد الشعرى وموقف السلف وفيه فصلان:
الفصل الأول: الشاهد الشعري. الفصل الثانى : الاستشهاد بالشعر فى التفسير وموقف السلف منه.
ج ی جلي
www.rnOSwarat. COT!
رفخ جی 3ے فی سک دن ازو یی
.FFHOSWAFAL. 2 17ت
الفصل الأول
الشاهد الشعري
المبحث الأول: المبحث الثاني : المبحث الثالث : المبحث الرابع: المبحث الخامس : المبحث السادس : المبحث السابع :
تعريف الشاهد الشعري .
أنواع الشواهد الشعرية.
الشاهدٌ الشعري المُحْتَحٌ به.
عيوب الشاهد الشعري.
مصادر الشعر المحتج به .
صلة الشاهد الشعري بالتفسير اللغوي. الرد على التشكيك في الشعر الجاهلي. وخطره على تفسير القرآن.
ر كص حجن TED
الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
المبحث الأو ل
تعريف الشاهد الشعري
دراسة تعريف الشاهد الشعري تقتضي دراسته لغة واصطلاحاًء وما يبنى على هذا التعريف الاصطلاحي من أوجه الاختلاف والاتفاق مع المثال» وكذلك المراد بالشاهد أهو موضع الاستشهاد أم البيت المستشهد به كله؟ وهل إطلاق الشاهد عليه من إطلاق البعض وإرادة الكل؟ وهذا المبحث متناولٌ هذه الأمور كلها .
أولاً: التعريف : الشاهدٌُ لغة:
الشاهد: اسم فاعل من الفعل شَهِدَء و(شَهِدَ) أصل يدل على خُضُور وعِلْم وإعلام» لا يخرج شيء من فروعه عن ذلك" . أما الشاهد عند المفسرين فقد قال الكفوي”'' : «قال المفسرون: شه بمُعنى : بين فى حق الله» ويمُعنى : (أَقر) في حق الملائكة» ويمعنى : ١ق واحتّحٌ) في حق أولي العلم من التقََيْن)”" .
ويطلق الشاهد في اللغة على معانٍ متعددة» منها الحاضر الذي يحضر الأمرّ ويشهده“ .
.771 / انظر: مقاييس اللغة )١(
(۲) هو أبو البقاء أيوب بن سليمان الحسينى القريمى الكفوي» المتوفى سنة 95١٠ه»ء له كتاب الكليّات. انظر: معجم المعاجم لأحمد الشرقاوي إقبال 494.
(۳) الككليّات للكفوي )٤( .٥۲۷ انظر: لسان العرب 7/9 777.
ومنها اللسان» من قولهم: لفلان شاهدٌ حسنٌ؛ أي: عبارة جميلة”'' .
ومنها المَلْكء كما في قول الأعشى :
فلا تَحسَبَنْي كافراً لك نِعمَة على شاهدي يا شَاهِدَ الله فاسهّدٍ
فشاهده اللسان» وشاهد الله جل ثناؤه هو المَلَكُ”".
ومنها الشاهد عند القاضي والحاكمء وهو الذي يبين ما يعلمه ويشهد به أمام القاضي”“» ومن ذلك قوله تعالى: «شَهيين عل أنفسيهم پالکز » [التوبة: 1۷]» وغير ذلك من المعاني””".
والشواهد التي يستشهد بها في التفسير واللغة والنحو وغيرها متعددة منها القرآن الكريم» وكلام العرب نثراً وشعراًء ويدخل في النثر الحديث النبوي» والأمثال» والخطب وغيرهاء ومن أجل ذلك قيد وصف الشاهد بالشعري ليخرجٌ ما عداه من أنواع الشواهد الأخرى. الشاهد الشعريٌ اصطلاحاً:
الشاهد عند أهل العربية - كما يقول التهانوي هو: «الجزئى الذي يُستشهد به في إثبات القاعدة» لكون ذلك الجزئي من التزيل» أو من كلام العرب الموثوق بعربيته». ۰
وعلى هذا التعريف للشاهد ملحوظتان :
إحداهما: أنه قيَّدَ وظيفة الشاهد ب«(إثبات القاعدة». ووظيفة الشاهد عند علماء العربية تتجاوز إثبات القاعدة وتأكيدهاء إلى الحكم بصحة
هع
)١( انظر: تهذيب اللغة ۷٦/٦ لسان العرب 7١5/17 (شهد).
(۲) انظر: ديوانه .۲٤۳ (۳) انظر: مقاييس اللغة .۲۲٠/۳
)٤( انظر: الصحاح ٤4٤/۲ لسان العرب ۲۲۲/۷ (شهد).
(5) انظر: الصحاح ٤4٤/۲ لسان العرب ۲۲۲/۷ (شهد)ء التعريفات ٤٦ء القاموس المحيط ۳۷۲ (شهد)ء خزانة الأدب .,7:1١/١
(5) كشاف اصطلاحات الفنون ٠٠١ ٠٠١7/١ (الشاهد).
= الشامر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
اللفظة» والتركيب» وبيان ما قد يعتري القاعدة من الشذوذ وعدم الاطرادء إلا إذا كان التهانوي يعنى أن الشواهد التى أوردها العلماء لما خالف القاعدة لا يقصد بها إثبات قاعدة جديدة › وإنما جىء بها لبيان ما ورد عند العرب مخالفاً لتلك القاعدةء وان من القلة بمكان فلا يلتفت إليه» ومثل هذا يؤدي ذف فى النهاية إلى تثبيت القاعدة الأولى وترسيخها. الثانية : قد يفم من عبارة «الجزئي» أن المقصود هو موضع الشاهد فحسب» لا الجملة المشتملة على ذلك الشاهد» سواء أكانت شاهداً شعرياً ) آم نثرياً. في حين أن المقصود بالشاهد هو جملة الشاهد كلها. وكثير ممن شرح الشواهد الشعرية يذكر البيت المستشهد به ثم يقول: الشاهد في البيت كذا"''. من ذلك قول الشنْتَمَّرئ” بعد إيراده بيت الأعشى : أقُول نما جاءني قفش سُبحانَ مِنْ عَلْقَمةً الفاخِب”" «الشاهد فيه نصب «سَبْحَان» على المصدرء ولزومها للنصب من أجل قلة التمكن . وأحياناً يطلق الشاهد على البيت كله دون تعيين لموضع الشاهد منه» كما في «(شرح أبيات الجمل» لابن السيلِ البَطليؤسي” في شرح بيت المرار الأسدي:
)١( كالسيرافي في «شرح أبيات سيبويه»» والشنتمري في «تحصيل عين الذهب»» ومن المتأخرين الدكتور ناصر حسين علي في «شرح أبيات معاني القرآن للفراء؛»» ومحمد الشافعي في - واه شذور الذهب». لأنه كان مشقوق الشفة العليا شق واسعاًء والشنتمري نسبة إلى شَنْتَمَرِية الغرب» من كبار علماء اللغة والنحو بالأندلس» توفي سنة 5776ه من مؤلفاته تحصيل عين الذهب وهو شرح لأبيات سيبويه. انظر: إنباه الرواة 4/ 50.
)۳( انظر : ديوانه ۰.۹۳ الكتاب ١” /١ . )0( تحصيل عين الذهب م١ .١
(0) هو أبو محمد عبد الله بن السيْد - بكسر السين من أسماء الذئب - البَطْلْيَوْسى الأندلسي» لغوي نحوي» توفي سئة ١55ه. من مؤلفاته الاقتضاب في شرح أدب الكتاب» وشرح أبيات الجمل» وغيرها. انظر: إنباه الرواة .٠٤١١/١
تعريف الشاهد الشعري
لقذعَلِمَّث أولى المُغِْرَةٍ ني لَحِفْتُتَلمْ نكل عن الضَربٍ هسم“ «وأنشد سيبويه هذا البيت شاهداً على إعمال المصدر وفيه الألف واللام»". ويكون المراد موضع الشاهد بدليل بيانه لوجه الاستشهاد. وعلى هذا يكون المقصود بالشاهد الشعري اصطلاحاً هو الشعرٌ الذي يستشهد به في إثبات صحة قاعدة» أو استعمال كلمة» أو تر کیب › لكونه من شعر العرب الموثوق بعربيتهم . وقد انصرفت عناية رواة الأخبار المتقدمين إلى حفظ الأشعار المشتملة على الشواهدء والأمثال"؛ لأن مدار العلم على الشاهد والمثل. ثانياً: معنى التمثيل» والفرق بين الشاهد والمثال: التمثيل «يطلق على ما ليس من كلام العرب من النصوص - بمصطاحٍ النحاة متجاوزا عصر التوثيق للغة. أو مصنوعاً للبيان والإبيضاح)»”” . ولهذا فان أئمة اللغة لا يستشهدون ولا يحتجون على اللغة والنحو والصرف إلا بالشواهد الموثوق بفصاحتهاء وإيراد النحويين للشواهد الشعرية للمُولّدين من باب التمثيل والاستئناس وتوضيح القاعدة ليس إلاء ولا تتخذ الشواهد الشعرية للمولّدين حجةً تقعَّدُ بناء عليها قواعد نحوية عند جمهور النحويين . وأما في المعاني والبيان والبديع فإنهم يستشهدون عليها بأشعار المولدين وغيرهم ؛ وذلك لأن المعاني «يتناهبها المُولّدونَ كما يتناهبها المتقدمون“"» وهذا ١صَحِيحٌ بَيْنْ؛ لأن المعاني إنما اتسعت لاتساع
.1794/8 انظر: الكتاب ۱۹۲/۱ ۔ ۹۳٩۱ء خزانة الأدب )١(
(0) كتاب شرح أبيات الجمل .٠٠١ (۳) انظر: البيان والتبيين 5/5 7. () انظر: المصدر السابق 7/١ 7717.
(6) الرواية والاستشهاد للدكتور محمد عيد 1۸.
.١ 5/١ الخصائص )"(
= الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
الناس في الدنياء وانتشار العرب بالإسلام في أقطار الأرض»'.
فالمَِالٌ - بالكسر يطلق على الجزئي الذي يُذكرٌ لإيضاح القاعدة, وإيصالها إلى الفهمء كما يقال: الفاعل كذا ومثاله زيد في: ضرب زيدء وهو أعَم من الشاهد”". ولذا فإن كل ما يصلح شاهداً يصلح مثالاً من غير عكس . تالا : معنى الاحتجاج :
برد كثيراً التعبير بالاحتجاج بدل الاستشهاد كقولهم: «واحتجوا بكذا»ي» و«هذا لا يحتج بداء ونحو ذلك . والاحتجاج هو تقديم الحسة. والحَجَّةٌ هى البُرهان”". وقال الليث: «الحجة: الوجه الذي يكون به الظفر عند الخصومة. وجَمعها جح . قال الأزهري: ونما سُمْيتَ حجة لأنّها > نس ؛ أي : صل ؟ لان القصد لها راي ومن معاني الج العلبة ا
فَحَجِحٌ النحو إذن «براهين تقام من نصوص اللغة للدلالة على صحة رأي» أو قاعدة, والاحتجاج في النحو معناه الاعتماد على إقامة البراهين م نصوص اللهة شعراً ا و نفا فكل من الاستشهاد والاحتجاج يؤديان غرضاً واحدأء وَريّما کون م متطابقا. هر إثبات صحة قاعدة» سَليم السليقة». وهذا الدليل لتقا هنا هو الشاهد الشعري .
وهناك من يعبر بلفظة «الحجّة؛ بدل «الشاهد) عند شرحه للشاهد
. 86 / العمذة في صناعة الشعر ولقله )١( (المثال). ۱٤٤۷/۲ انظر: كشاف اصطلاحات الفنون )(
() القاموس المحيط 784 (حج). (5) تهذيب اللغة ۳/ .٠۹۰ (e7 المعدر السابق ۳ ۰ سان العرب SAY ((حجج) . (5) انظر: تهذيب اللغة ۳/ ٠وم, (۷) الرواية والاستشهاد باللغة 85,
(۸) أصول النحو لسعيد الأفغانى 5.
تعريف القاهد لصوي ل
الشعري» كما عند أبى جعفر النحاس” فى شرحه لشواهد سيبويه”")
حيث يكثر من عبارة: «وهذا حجة لكذا». يقول بعد إيراده لبيت من أبيات الكتاب وهو قول هُذْبَةَ بن حشرم : عسى الكربٌ الذي أمسيتٌ فيه يكونوراءه فرج قريب احخمية أنَّ «أن» محذوفة» أراد: عسى الكرب أن بكرن وراءه فرج». وقال تعقيباً على ول أبي طالب وهو يخاطب النبي کيا : مُحمدُتفدٍ نَنَسكَ كل نفس إذا محفت من ارتيا
م 2
«والبيت حجة أن الْعَرَت 3 تأمر الغائب إلا باللام)”"
رابعاً: نشأة مصطلح الشاهد.
بدأ الشاهد يأخذ معناه الاصطلاحي قديماًء حيث يُعَذَّ المفسرون أول من اتخذ من الشعر شواهد لفهم غريب القرآن الكريمء وذلك على يد حبر الأمة عبد الله بن عباس» كما في مسائل نافع بن الأزرق لابن
(A ." عباس ويا
و(غ)
)١( هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل المرادي المصري» نحوي لغوي» من مصنفاته «معاني القرآن»» و«إعراب القرآن»» و«شرح أبيات سيبويه» وغيرها. توفي سنة م"م. انظر: إنباه الرواة 15/1.
(۲) الكتاب المطبوع مختصر جداًء وفيه شواهد كثيرة ليست من شواهد سيبويه» وهو مخالف لما وصفه العلماء من الغزارة وسعة المسائل والفوائد» مما دفع الدكتور خالد عبد الكريم جمعة إلى التشكيك في كونه الكتاب الأصلي لابن النحاس الذي شرح به شواهد سيبويه» وإنما هو في أحسن الأحوال مختصر فيه إخلال واختلاف بقلم أحد النساخ. انظر: شواهد الشعر في كتاب سيبويه للدكتور خالد جمعة لالم .5١
(۳) هو هدبة بن خشرم بن كُرزء شاعر جاهلي. انظر: خزانة الأدب .٠۳٤/۹
(5) انظر: ديوانه ٥٤ الكتاب ۱١۹/۳ تحصيل عين الذهب .٤۳۷
(0) شرح أبيات سيبويه /101.
(5) انظر: ديوانه ۰۷۳ وشرح شذور الذهب لابن هشام 7 .
(۷) شرح أبيات سيبويه .۱٥۷
(۸) انظر: الكامل ”*/ ١١44 وما بعدهاء وستأتي في البحث ص9١1.
= الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وِيذْكَرُ أن الفرزدق“ لما رَد عليه عبد الله بن أبى إسحاق الحضرمي بيتاً من شعره» ولَحَنَهُ فيه» قال له: «والله لأهجوئّكَ ببِيتٍ يكون شاهداً على ألسنة النحويين أبدأً»". فهجاه بقوله:
فلو كان عبد الله مَولىَ مَحِوتَهُ 2 ولك عبد اله مَولَى مَوالي'"
والفرزدق توفى سنة ١١١ه» وقد قال ذلك لابن أبى إسحاق الذي توفي سنة ۷١١ه» وهذا القول من الفرزدق مستبعد من بدوي مثلهء ولا يعول على مثل هذا النقل في إثبات الصفة الاصطلاحية للشاهد الشعري .
والذي يُعوَّلُ عليه أَنَّ الشاهد الشعري أصبح يحمل المعنى الاصطلاحي الدقيق في الاحتجاج اللغوي والنحوي في القرن الثاني الهجري وما بعذه» وذلك في أقدم كتاب نحوي معروف» وكذلك كتب إعراب القرآن المتقدمة كمعاني الفراء والأخفش .
وقد أصبح لكلمة الشاهد فيما بعد معنى عرفيّ ينصرف الذهن عند سماعه إلى الشاهد الشعري دون غيره من أنواع الشواهد الأخرى». وكان للنحويين دور كبير في إكساب هذه اللفظة هذا المعنى” .
وكثيراً ما تَرِدُ في كتب المفسرين والنحويين واللغويين قبل إيرادهم
)1( هو هَمَامُ بن غالب التميمي› > قيل توفي سنة ١١١ه» شاعر إسلامي من الْمُقدّمِينء شعره جَزُلُء أكثْرٌ أهل اللغة والنحو والتفسير من الاستشهاد به. انظر: طبقات فحول الشعراء ٠٠١/١ الشعر والشعراء .٤۷١/١
(۲) مراتب النحويين .۳١
(۳) البيت من شواهد النحويين على أن بعض العرب يجر نحو «جوار» بالفتحة» فيقول : مررت بجواري»ء بالفتح كما في قول الفرزدق «مولى مواليا». انظر: الكتاب ٠٠۱۳/۳ 16.
(5:) انظر: إنباه الرواة ۱۰۷/۲ البيان والتبيين ۲٥۲ »ءاال١ /١ 15/5.
(0) انظر: البحث اللغوي للدكتور أحمد مختار عمر ٠۳۹ الرواية والاستشهاد لمحمد عيد 715 .
تعريف الشاهد الشعري س( للشاهد الشعري عبارة: «وأنشد». أو: «وينشد». والنشيد هو رفع الصوتء. وإنشاد الشعر هو إلقاؤه» وكانت وما زالت عادة ملقي الشعر أن يرفع صوته عند الإلقاء فَُسَمّيَ منشدا”''. وهي صيغة من صيغ رواية الشعر المعرو و
ونظراً لأن كتب التفسير والدراسات القرآنية المبكرة قد اتخذت من
نص القرآن الكريم مادة لهاء تشرحه وتبينه بكل وسيلة» فقد شملت مسائل العربية من نحو ولغة وصرف وبلاغة وغيرهاء كما شملت كثيراً من قضايا التاريخ والسيرة النبوية» وغيرها من المسائل التي تتعلق بالنص القرآني المفسّرء ولذلك فقد اشتملت هذه المدونات على أغلب أنواع الشواهد الشعرية المعروفة» ففيها شواهد اللغة والنحو والبلاغة والتاريخ وشواهد أدبية للتمثل وغير ذلك وقد تعامل المفسرون مع هذه الأنواع كما تعامل معها المتخصصون في هذه العلوم في مصنفاتهم المختصة» وفي المبحث التالي بيان لأنواع الشواهد الشعرية في كتب التفسير.
e GD GS E E EF
(۱) انظر: لسان العرب ٠٤١ ١79/١5 (نشد). (۲) انظر: الشاهد وأصول النحو لخديجة الحديثي .٠٤١
حجى «دتيربس. « نين ی شكس وی ر رو یی الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
المبحث الثاني
أنواع الشواهد الشعرية
عَنِىَ علماءٌ السلف بحفظ شعر العرب للاستشهاد به في تفسير القرآن الكريم» وحفظ اللغة العربية وقواعدهاء والاحتجاج لذلك» وقد ذكر أصحاب التراجم أن أبان بن تغلب (ت ١4١ه) صنت كتاباً في غريب القرآن؛ ضمَّئّه عدداً كبيراً من الشواهد الشعرية"'', ون أبا مسحل الأعرابيَ ج“ كان ايروي عن علي بن مبارك الأحمر أربعين ألف شاهد في النحو»” أن حَلْف بن حَيّان الأحمر المتوفى سنة ١۸٠ه كان يحفظ أربعين ألف بيت شاهداً في النحو» سوى ما كان يحفظ من القصائد وأبيات الغريب”“» ومن أكثر الناس حفظاً لها أبو القاسم ابن الأنباري (ت۳۲۸ه)» حيث ذَكِرَ في ترجمته أنه كان يحفظ ثلاثمائة آلف بيت شاهداً فى القرآن . وفى ترجمة عبد الوهاب الفاميئ الشافعي المتوفى سنة ١٠0ه ذكر هو عن نفسه أنه صنت
تفسيراً ضَمَّئَه مائة ألف بيت شاهداً شعرياً من شواهد التفسير” . وهذه
.58/١ انظر: معجم الأدباء )١(
(؟) هو عبد الوهاب بن حريش أبو مسحل الهمذاني النحوي اللغخوي» حدث عن الكسائي» وكان أعرابياً قدم بغداد وافداً على الحسن بن سهل . انظر: إنباه الرواة ؟/ ۸ غاية النهاية .٤۷۸/١
(۳) انظر: غاية النهاية .٤۷۸/١
(5) انظر: تاريخ آداب العرب للرافعي 265/١ معجم الأدباء ۲۹۸/۳.
(5) انظر: معجم الأدباء ٤١١/١ وفي رسالة صغيرة طبعت مؤخراً بعنوان «مجلس من أمالي ابن الأنباري» حققها إبراهيم صالحء أكثر ابن الآنباري فيها الاستشهاد بالشعر فى تفسير القرآنء صدرت عن دار البشائر.
(5) انظر: سير أعلام النبلاء 7159/19.
أنواع الشواهد الشعرية
الروايات تدلنا على مدى عناية العلماء بحفظ شواهد الشعر لتوظيفها فى تفسير القرآن الكريم. والاستشهاد بها على تفسيره ولغتهء وأسالييه. ٠
وقد قسَّمَ الرافعئٌ الشواهد الشعرية إلى قسمين: شواهد القرآن وهي ما يورده العلماء للاستشهاد على ألفاظ القران عند تفسيرها وبيان معانيهاء ويغلب عليها جانب اللغة. وشواهد النحو وهي ما أورده النحويون في مروياتهم ومصنفاتهم من الشواهد الشعرية التي بنوا عليها القواعد» واستشهدوا بها على مسائل النحو'''. غير أن هذا التقسيم غير حاصر لأنواع الشواهد الشعرية عامة وفي كتب التفسير خاصة. وفي إضافة الشواهد إلى القرآن نوع من التجوز في العبارة» حيث لا يقال: شواهد القرآن» لعدم حاجة القرآن إلى شواهد تؤيده» وإنما يقال: شواهد التفسير. وقد نيه إلى ذلك أبو عبيد القاسم بن سلام بعد أن ذكر أن ابنَّ عباس كان يُسأَلُ عن القرآن فيش فيه الشعرٌ بقوله: «يعني أنه كان يستشهد به على التفسير)” '*.
وقد كان العلماء المتقدمون في اختيارهم للشواهد الشعرية أهل عناية بموضوع الشاهد الذي يريدونه» فإن كانت المسألة من الغريب كان لهم نوعٌ عنايةٍ بشعرٍ بعض القبائل كهُذيل» وبعض الشعراء كرؤبة وأبيه العجُاج» وإن كانت في المعاني كانت لهم عناية بشعر آخرين. وكنت أظن هذا يحدث اتفاقاً منهم» حتى عثرت على نص للأصمعي فيه دلالة على أن العلماء كانوا يختارون شواهدهم على بَينةء فقد روى العسكري بسنده فقال: «أخبّرني أبي قال: أخبّرنا عسل بن ذكوان قال: حدثنا ابن أخي الأصمعيٌ عن عَمّه قال: تقول الرواة والعلماء: مَنْ أرادَ الغريبَ فعليه بشعر هذيلٍ ورَجَز رؤبة والعجاج» وهؤلاء يُجتمع في شعرهم
|
(1) انظر: تاريخ آداب العرب للرافعي .٠٤/١ (۲) فضائل القرآن لأبي عبيد .٤۳
١__ )> __ _الشاصر للشعري في تفسير القرآن الكريم
العَرِيبُ والمعاني. ومن أراد الغريبٌ من شعر المُحدَثِ ففي أشعار ذي الرُمَةِ. ومَنْ أرادَ الغريب الشديد التْقةٍ ففي شعرٍ ابن مُقبل. وابن حمر وحُميدٍ بن تور الهلالي» والرّاعي» ومزاحم العقيلي. . ومن أراد النسيب والغزل من شعر العَرب الصلب فعليه بأشعارٍ عُذْرةَ والأنصار. ومن أراد النّسِيبَ من الشعر المُحِدَثِ ففي : شعر ابن ابي ربيعة والحارث بن خالد المخزوميّ والطبقة الذين مع هؤلاء. ومن أراد طرف الشعر وما يُحتاج إلى مثله عند محاورة الناس وكلامهم فذلك في ث شِعْرٍ الفرسان. ويقال: أشعرٌ الفرسان دريد بن الصّمّة» وعنترة» وخفاف بن ندبة» والرّبرقان بن بدر» وعروة بن الوردء ونهيكة بن إساف» وقيس بن زهيرء وصخر بن عمروء والسّليك بن سلكة» وأنس بن مدركة» ومالك ابن نويرة» ويزيد بن الضَّعق ويعدٌ من الفرسان وفي الأشراف» ويزيد بن سنان بن أبي حارثة)” .
وهذا النص يدل على أنَّ العلماء كانوا يراعون فى موضوعات الشواهد من الشعر عند اختيارهم شعر شاعر بعينه دون غیره» ولذلك عَنِي العلماء بشعر هذيلٍ وشرحوه كما فعل أبو سعيد الشكري» وأبو عمرو الشيباني» وَعَنِي المفسرون بشعر العجّاج ورؤبة فكثر استشهادهم بشعرهما في غريب القرآن» وقد ذكرت في موضع لاحت من البحث عدد الشواهد التي استشهد بها المفسرون لكل منهما. وقد تتبعت الشواهد الشعرية في كتب التفسير والدراسات القرآنية» فوجدتها لا تخرج من حيث الموضوعات عن الأنواع التالية: ١ - الشواهد اللغوية:
وهى ما استشهد به المفسرون وأصحاب الغريب والمعاني من الشواهد الشعرية في استعمال لفظة ماء من حيث علاقة اللفظ باللفظ وما
.٠۷١ - 1١59 المصون فى الأدب )١(
أنواء الشوا : 2 أنواع اشوا الشریة لل ]ل
يتعلق به من موازنات» أو من حيث علاقة اللفظ بالمعنى» وهو ما عنى به أصحاب المعاجم» أو من حيث علاقة اللفظ بالاستعمال ويشمل ما صنفه علماء اللغة من دراسات للمتن تدور حول الغريب» والدخيل» والموضوع. ونحو ذلك .
وقد شارك المفسرون والمصنفون فى الدراسات القرانية مشاركة فاعلة في العناية بالشواهد الشعرية اللغوية» يستشهدون بها لتوضيح لفظة غريبة» أو لبيان أصلها الاشتقاقي» أو لبيان ما طرأ عليها من تطور دلالى» أو نحو ذلك من مسائل تتعلق بالمفردات القرآنية. وقد حفلت كتب التفسير بهذا النوع من الشاهد الشعري» وكتب غريب القرآن كذلك» بل إن كتب التفسير والغريب والمعاني قد تنفرد ببعض الشواهد اللغوية التي لا توجد في معاجم اللغة. ٠
والأمثلة على هذا النوع كثيرة» نقد عي العلماء بها في فترة مبكرة» حيث روي أن عمر بن الخطاب م ضيه قرأ على المنبر قوله تعالى : لاو حدر ل وق ل ريك يروت مِم 407 [النحل: ]٤١ فسألَ عن التخوفي. فقام رجل من قبيلة هذيلٍ وقال: «التخوف عندنا التنقص)»» ثم أنشله :
تَخَوَّفَ الرَحْل منها تايكاً قَرداً كَمَاتَخَوّفَ عُوْدَ النبّعْةٍ السَّفِنُ7"
.٥٤٤ 057/5 2١5١/١ انظر شواهد معنى كلمة ربا في تفسير الطبريٍ (شاكر) )١(
(۲) انظر: البيت في اللسان ٠ ١/۹ (خوف) منسوياً إلى ابن مقبل» وهو في ملحق ديوانه ٥ وفي الصحاح ۳0۹/٤ منسوباً لذي الرمة» وفي تاج العروس كذلك» وقال: «أورده أبو عدنان في كتاب النبل لابن مزاحم الثمالي. وقال: لم أجده في شعر ذي الرمة» وقال غيره: هو لعبد الله بن عجلان النهدي» جاهلي» كما وجد بخط أبي زكريا». ورواه صاحب الأغاني 57 منسویاً لابن مزاحم الثمالي» وعزاه البيضاوي في تفسيره لأبي كبير الهذلي ۰44/۳ وليس في ديوان الهذليين» وفي أساس البلاغة منسوياً لزهیر› ولم أجده في ديوانه» وهو في القلب والإبدال ۴١ وأمالي القالي / ١ 6* » والمخصص لابن سيده من غير نسبة. ونسبه البكري في اللآلي 8 -
11 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
فقال عمر: «أيها الناس» تمسكوا بديوان شعركم في جاهليتكم فإن فيه تفسير کتابکم»'. وسيأتي لهذا الشاهد مزيد بيان في موضع آخرء والمقصود هنا بيان أن عمر دنه من أقدم من فتح باب الاستعانه بالشعر في تفسير القرآن الكريم» وهو باب دخل منه الشعر الجاهلي إلى الحياه الإسلامية» وحظي فيها بمكانةٍ لم يكن ليظفر بها من غير هذا الطريق.
وأكثر المفسرين استعانة بالشاهد الشعري اللغوي في تفسير القرآن الكريم من الصحابة و : عبد الله بن عباس وء في الأسئلة التي سأله عنها نافع , بن الأزرق» وكلها تدخل تحت الشاهد الشعري اللغوي'.
ومنها أن نافع ١ بن الأزرق سأل ابن عباس عن تفسير قوله تعالى :
رسا سل کا شواظ ص تار وضاس ول تَنَصِرَانٍ امك [الرحمسن .: هم] مأ 5
فأجابه ابن عباس وي بقوله: هو الدخان الذي لا لهب فيه. فقال ابن الأزرق: وهل كانت العرب تعرف ذلك؟ قال نعمء أما
سمعت بقول النابغة : يُضِيءٌ كضوءٍ سِراج السّلي طلم يجعل الأ فيو نخاس“ يعنى دخان .
يم
وهذا الشاهد قد استشهد به علماء اللغة على أن معنى النحاس فى
= لقعنب بن أم صاحب» تفسير القرطبي »٠١١/٠١ تفسير الألوسي روح المعاني /١5 ۲ ,.
.08/١ الموافقات )١(
(؟) ستأتي دراستها مفصلة في الفصل الثاني من الباب الأول ص .١50
(۳) هو الجعدي.
() انظر: ديوانه .4١ مجاز القرآن ۲/ 2.540 معاني القرآن للفراء ۳/ ١۷١١ء غريب القرآن لابن قتيبة ٤۳۸ الجاع لأحكام القران 1١7 »© الكشاف ۰٤٤۹/٤ ونسبه الطبري
)0( انظر: مسائل افع بن الأزرق ص٦٣ شين
أنواع الشواهد الشعرية
الآية هو ما ذهب إليه ابن عباس من الدخان الذي لا لهب فيه“ . قال الأزهري: وهو قول جمِيع المفسرين)”) ومن أمثلة هذا النوع من الشاهد الشعري ما ورد عند ابن عطية في تفسير قوله تعالى : يمون ألو [البقرة: *]» حيث قال: «والصلاة مأخوذة من صَلَّى يُصَلّى إذا دعاء كما قال الشاء © عَليك مِثلُ الذي صَلَيْتِ ُاغتيضي 2 يَومَا فإنَّ لجَنْب المرءِ مُضْطجعا) ومنه قول الآخرا”ا لها حَارِسنٌ لا بَبْرحٌ الدهرَّ بَيْتَهَا 2 وإنذبحت صَلَى عليهاوَرَمْرَمَ00 وهذان الشاهدان قد استشهد بهما اللغويون على معنى الصلاة فى اللغة» وأنها بمعنى الدعاء“ . ٠ وكذلك قول الشماخ بن ضرار الغطفاني : دَعَرْتُ به القَطاونَمَيِتُ عنة مَكان الذَّنْبٍ كالرَّجُلٍ اللَمِښ“ حيث استشهد به المفسرون على أن «أصل اللعن الطرد والإبعاد والإقصاء»”'''. واستشهد به اللغويون على المعنى نفسه"''. وهو الشاهد
)١( تهذيب اللغة 27١/4 الصحاح 248١/7 لسان العرب ۷٠/٠١ (نحس).
(؟) تهذيب اللغة .۲١ /٤ (۳) هو الأعشى.
)٤( انظر: ديوانه )٥( .١6١ هو الأعشى أيضاً.
(5) انظر: ديوانه 57 7,
(۷) المحرر الوجيز 2٠١١/١ وانظر: مجاز القران .57/١ ۸٦۲۹ء ۱۳۸/۲ تفسير الطبري (شاكر) ۲٤١/١ الجامع لأحكام القرآن .١١8/١
(۸) انظر: تهذيب اللغة »”757/١7 مقاييس اللغة ۳/ .”.٠٠
(9) من قصيدته المشهورة في مدح عرابة الأوسي. ومعناه: مقام الذئب اللعين كالرجل. انظر: ديوانه .77١
(١٠)انظر: مجاز القرآن »55/١ تفسير الطبري (شاكر) ۳۲۸/۲ و87/ 504.
(١١)انظر: تهذيب اللغة ”957/7”» مقاييس اللغة ه/75. لسان العرب 2597/١” الصحاح .1١195/5
__ا ب لشاهر الشعريفي تفسير القرآن الكريم
الوحيد على هذا معنى هذا اللفظ فيما اطلعت عليه - فى كتب التفسير واللغة. ونظائر هذا النوع من الشواهد كثيرة في كتب التفسير” .
: الشواهد النحوية "
يقوم النحو على أصولء منها الأدلة التي تفرعت عنها فصوله وفروعه» ويأتي في مقدمتها النقل» الذي يحتل شعر العرب مكانة بارزة فيه › حيث يأتي في صدارة الكلام العربي المستشهد به في بناء قواعد النحوء. والمطالع لمصنفات النحويين يجد ذلك ظاهرة بارزة» حتى أصبحت كلمة «الشاهد» عند إطلاقها تنصرف إلى الشاهد الشعري”'". وليس ببعيد عن الصواب من قال: (إن الشاهد في علم النحو هو النحو»"””“'. وشواهد النحو في كتب التفسير ما استشهد به المفسرون من الشعر فى بيان تركيب أو بنيةع لبيان قاعدة أو تأكيدهاء أو إيراد ما استشني أو خرج عنهاء أو توجيه ما جاء مخالفاً لها ونحو ذلك مما درس في مصنفات النحويين بشكل واسع . )
وقد اشتملت كتب التفسير على عدد كبير من الشواهد النحويةء بل لا أكون مخطئاً إن قلت إن كتب التفسير والمعاني قد اشتملت على جل شواهد النحويين التى رويت ونقلت فى مصنفات النحويين» وعلى رأسها شواهد «الكتابس» لسيبويه. 1
ومن الأمثلة ما ذكره الفراء عند تفسيره لقوله تعالى: #المر يلك
TIT NET CFA FE FY دل YF «۲۱ ١ انظر: مجازالقرآن ۲/۱1 كح )١( تأويل مشكل القرآن ء۰۱۹٤ ۰٤۱١ ۰۷۹ ۰۲١ »۱۲ غریب القرآن لابن قتيبة ٤٥٩ ٥ /٠١ ۲٠٠١/١ تفسير الطبري 0۱۹ ء٤٦٠١ ۰٤٤٦ ء۲۰٠۹ 2١97 21١4١ لابن قتيبة ده٤٣ ء۱١١1 ٠١١ 4۷/١ الكشاف ١ ۳ A۲ ۷۲ .0/۳ [۱ الجامع لأحكام القرآن ۱۵ ٤۹ ۸ 2٠١ المحرر الوجيز ؟/
(۲) انظر: البحث اللغوي للدكتور أحمد مختار عمر 58.
(۳) نشأة النحو لمحمد الطنطاوي .٠۹۲
أنواع الشواهد الشعرية لاع اوهد لعي اا ااا ال 7# إل
سر ر م ف س له ل ر ار رج سے ی ٠ عت ألكتي والى أنزل إِلتِكَ من رَيْكَ الحق »4 [الرعد: :]١ «فموضع «الذي) رفع تستأنفه على «الحق»» وترفع كل واحد بصاحبه. وإن شئت جعلت «الذي» في موضع خفضء تريد: «تلك آيات الكتاب وآيات الذي أنزل إليك من ربك» فيكون خفضاً: ثم ترفع «الحق»؛ أي: ذلك الحق. . وإن شئت جعلت «الذي» خفضا فخفضت «(الحق»»› فجعلتة من صقة «الذي». ويكون «الذي» نعتاً ل«الکتاب»» مردوداً عليه» وإن كانت فيه الواو» كمأ قال الشاعر: 7 7ه 27 ۴ هھ )1( إلى الملك القَرّْم وابن الهمام وليتٌ الكتيبة في المزدحم' فعطف بالواو» وهو يريد واحداً)”''. وهو من شواهد النحوي ”ا وکتاب ٠ معاني القرآن» للفراء غلبت عليه به شواهد 9 النحوية؛ النحوية وصياغتها والتعريف بها مما يجعل منه مرجع نبو بمعناء الشامل» لا كتابّ إعراب وتوجيه فقط)”*'. ومن الأمثلة كذلك ما أجازه الفراء في حديثه عن قوله تعالى : #أعمنلهر کرماد أسْتَدَّتَ به اَل في بوم عَاصِفَ صض# [إبراهيم: 18] من الخفض على المجاورةء يقول: «وذلك من كلام العرب أن يتبعوا الخفض الخفض إذا أشبهه»””' ثم استشهد على رأيه بشواهد من الشعرء منها قول ذي الرمة : كأَنْمَاضَوَبَتْ نُدَامَ أعيّنِها تطّْنَاً بمُستحصد الأوتار محلو“
)غ0 لم أعرف قائله .
(۲) معانى القرآن للفراء ۲/ ٠٥۸ - ٥۷ وانظر: تفسير الطبري (شاكر) .571/1١7
(۳) انظر: معجم شواهد النحو الشعرية للدكتور حنًا جميل حداد 50١ رقم 7841.
.707/١ النحو وكتب التفسير لإبراهيم رفيده )٤(
(4) معانى القرآن للفراء .۷٤/۲
(1) رواية الديوان (عهناً) بدل (قطناً) ومعناهما واحد» والمحلوج: القطن المندوف. انظر : شرح ديوانه ۲/ 446.
والشاهد في البيت جر «محلوج» للمجاورة؛ أي: لمجاورة الاسم المجرور. والأصل أن بتصب «(محلوجا) انه نلعت اسم منصوبف. وهو قوله: «قطناً». وهو من شواهد النحويين على الحمل على الجوار”"' . ومن الأمثلة كذلك ما أورده الطبري شاهداً على جواز تقديم معمول أسماء الأفعال عليهاء حيث قال: «والعرب تفعل ذلك إذا أخرت الإغراءء وقدمت المغرى به» وإن كانت قد تنصب به وهو مؤخحر» ومن ذلك قول الشاعر: باأيّهاالمَائِحٌ دلوي دُونَكا إِنَي رَأَبِتُ النَّاسَ يَحْمِدُوئَى(" فأغرى ب «دونك» وهى مؤخرة. وإنما معناه: دونك دلوي ©. وهذا الشاهد من شواهد النحويين المشهورة على أن مفعول اسم الفعل يجوز أن يتقدم عليه؛ إذ الظاهر أن «دلوي» مفعول مقدم لقوله «دونكا)“ . وقد رد هذا الوجه بعض النحويين ٠ والغرض التمثيل . ومن المواضع التي يستشهد فيها المفسرون بالشواهد الشعرية النحوية كثيراً عند توجيه القراءات من حيث النحوء فيستعينون فى ذلك
)١( انظر: أسرار العربية 8””» الإنصاف للأنباري ٤۸4٤ء تذكرة النحاة »5١١ خزانة
الأدب .٩1 /٥ (۲) الشاهد لراجز جاهلي من بني أسيد بن عمرو بن تميم كما في شرح شذور الذهب ۳۸۱
(۳) انظر: تفسير الطبري (شاكر) /١ ١۲٠۱ء معاني القرآن للفراء 275٠0 /١ ۳۲۳.
(6) انظر: أسرار العربية ١1٠1ء خزانة الأدب .۲٠٠/٦
(5) رد هذا الوجه ابن الأنباري في أسرار العربية ١1ء ورده محمد محيي الدين بل ولا هو معمول لاسم فعل اخر محذوف يفسره المذكور ويقع في التقدير قبل المعمول لأن اسم الفعل لا يعمل وهو محذوف أيضاء ولكن هذا الاسم المنصوب
معمول لفعل محذوف من معحی اسم الفعل). شرح شذور الذهب ١م ۳.
أنواع الشواهد الشعرية
ومن أمثلة ذلك ما أورده ابن عطية في توجيه الفصل بين المضاف
والمضاف إليه في قراءة ابن عامر لقوله تعالى: #وَكَدَلِكَ 2 ڪر ر تسح المشوين فش دهم شڪ اوھ 4 [الأنعام: ۷ برة فع «قتل). ونصب لادم وجَر جر اشركائهم» . فجعل من ذلك قول الشاعر: فْرَجَحْتَهبمزرجة زج القلوصَ أبي مراد وقول الطرمّاح : فوجه الكلام في الشاهد الأول: رح أبي مزادة القلوصّ» ففصل بين المضاف «رَحّ) والمضاف إليه (أبي مزادة» بالمفعول به «القلوص»). ووجه الكلام في بيت الطرماح : قرع الكنائن الفسىّ» حيث فصل بين المضاف ((قرع» والمضاف إليه «الكنائن» بالمفعول به القسئ)». فكذلك في قراءة ابن عامر وجه الكلام: قَثْلُ شُركائِهم أولادَهُم. ففصل بين المضاف «قتل) والمضاف إليه الي بالمفعول 1 ولادهم)””' . وجمهور نحوييٌ البصريين على أن هذا لا يجوز إلا في ضرورة الشعر» وة ۾ في هلم القراءة بسبب ذلك . قال الطبري: «وقد روي عن بعض أهل الحجاز بيت من الشعر يؤيد قراءة من قرأ بما ذكرث من قراءة أهل الشام “'ء رأيت رواة الشعرء وأهل العلم من أهل العراق ينْكروَهُ» وذلك قول قائلهم : قَبَجَحْئُهُمتمَكًناً رَجّ االقلوص أبي مزادة)”" وهذا القول وإن كان قول الكوفيين إلا أن الفراء رد هذا الوجه
() انظر: المفصل للزمخشري 76؟١. (0) انظر: دیوانه 159.
(۳) المحرر الوجيز .٠١۸/١
T/۲ النشر لابن الجزري ۲۷١ انظر: كتاب السبعة لابن مجاهد )٤( يعني قراءة ابن عامر. )5(
(5) تفسير الطبري (شاكر) ١17/١7 1۱۳۸ء معاني القرآن للفراء .٥۸/١
| 0 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وقال: «وهذا مِمّا كان يقوله تحويو آهل الحجازء ولم تنجد مثله في العربية''. فلا يصح نسبة هذا القول للكوفيين دون تفصيل» حيث رده الفراء»ء وهو من كبار أهل الكوفة في النحوء وكتابه عمدة في نقل آراء الكوفيين. ونظائر هذه الشواهد في كتب التفسير كثيرة''.
: الشواهد الصرفية “
تَعْرِضٌ كثيراً للمفسرين مسائل من الصرف أثناء تفسيرهم للمفردات القرآنية» يعالجونها بمناهج مختلفة» فمنهم من يتعرض لها باختصارء ومنهم من يطيل الوقوف عندهاء والاحتجاج لما يذهب إليه من الرأي بشواهد الشعر الصرفية. وهذا النوع أقل من النوعين السابقين في كتب التفسير .
ومن أمثلة الشواهد الصرفية ما أورده المفسرون للاستشهاد على أن صيغة «فعيل» تأتي بمعنى : مول من قول الشاعر عمرو بن معد يكرب:
يِن ريحانة”” الدّاعي السّميعٌ؟ 2 يُؤرقني وأصحابي هجو يريد: الداعي المُسْمِعٌ*'. وذلك عند تفسيرهم لقوله تعالى: #وَلَهُمَ
.508/١ معانى القرآن للفراء )١(
(0) للامبتزادة: معانى القرآن للفراء ١/8ه. رف ۱۰١ c۸۷ ۱۰۷ ۱۰۸ ۲۳ ٥۵ تفسير الطبري (شاكر) ٤۰٤ ۳۲۹ 794/١ حاف 3٠١/48 ۱٤۹/۲ eT ”“١/4 ۹۸ مدل التق "ولاك CEVA والتثدل cEAV HAA T/7 الكل كوك o EE TINY TTY كات امل (Y0 ۸ :؛:, والکشاف ۲/۱ ١۱ء ١۲ء ٤۲ء والمحرر الوجيز ۱٥۷/۲ 2١7١/١ و ٤ 4/۳ والجامع لأحكام القرآن 2١١7/5 ”24/9 5.
)۳( هي ريحانة بنت معد يكرب أخت عمرو» وهي أم دريد بن الصمة القشيري. انظر: خزانة الأدب .۱۸١/۸
.٤١ انظر: ديوانه /5١غ» الأصمعيات )٤(
(0) انظر: تأويل مشكل القرآن /ا791» وغريب القرآن لابن قتيبة ۱۷ء الكشاف 218١/١ المحرر الوجيز ۳۳۹/۱ الدر المصون ۲/ 86.
أنواع الشواهد الشعربة ا
عَذَاكُ أَلير بِمَا كوا يَكْذْبْونَ4 [البقرة : ]٠١ بمعنى مؤلم» وتفسير قوله تعالى : بر ا رض [البقرة : ۷ أي: مبدعها. قال الطبري: «والاليم: هو الموجع» ومعناه: ولهم عذاب مؤلم. بصرفي ملم إلى أَلِيْم كما يقال : ضَرْبُ وَحِيعٌ بمعنى موجع) والله بديع السئوات والأرض بمعنى مبُدِع, ومله... ' ثم أورد الشاهد الشعري السابق''2. وهذا شاهد من شواهد الصرف”» وقد منع بعضهم وجه الاستشهاد به على هذا الوجه'” .
لاخر بر م
ومن الأمثلة كذلك استشهادهم عند تفسير قوله تعالى: ##وقولواً أنظَرْئًا» [البقرة: »]٠٠٤ وتفسير قوله تعالى: #ولو أيهم الوا عتا وأطعنا وأسمع انظ کان را شَ افو [النساء: ]٤١ على أن «نظرتك» و«انتظرتك» بمعنى واحد بقول الحطيئة”؟" : 0 2 1 26 سا بي وام كت لاه o. دهى (o) qr وفد نظرتكم إعشاء صادرة للخمس طال بها حوزي وتنساسي والشاهد من شواهد الصرفيين على ذلك" . ومن الأمثلة ما يورده المفسرون شاهداً على أن: «أجاب» و«استجاب» بمعنى واحد» وهو قول كعب العَتوى : وداع دعا يا مَنْ بُجيبُ إلى الندى نلم يَسْتَجِبهُ عند ذاك مجيبُ محيث”""
.۳۸۳ /١ تفسير الطبري (شاكر) )١(
(۲) انظر: خزانة الأدب 2178/8 لسان العرب 50/5" (سمع)» أمالي ابن الشجري /١ ۷ - 48.
(۳) قال ابن منظور عن وجه الشاهد: «وهو شاذ». لسان العرب 2750/5 وبحث البغدادي ذلك بتفصيل فى خزانة الأدب ١78/8 وما بعدها.
(8) انظر: دیوانه 0000.45
: وروايته عند ابن قتيبة ۰٤۳۸ - ٤۳۷/۸ 2558/7” تفسير الطبري (شاكر) )٥( وقد تَظَرْتُكُمْ إيناء عاشية للخّمس طال بها حَوْرِي وتنسّاسي انظر: تأويل مشكل القرآن 5/ا".
(5) انظر: تهذيب اللغة ۰۳۷۱/۱٤ لسان العرب .197”/١5
(۷) انظر: الأصمعيات "4.
27 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
أي: لم يُجِبْه''. وهذا الشاهد من أكثر الشواهد دوراناً في كتب التفسير واللغة شاهداً على هذا الوجه» وهو أن صيغة «افعل» بمعنى «استفعل)”''. قال ابن قتيبة: «شكرتك وشّكرتٌ لك وتصحتّكٌ ونصحتٌ
لك وكلتّكَ وكلتٌ لك واستجبتكٌ واستجبت لك قال الشاعر...). ثم ساق بيت الغنوي”".
5 الشواهد الصوتية : تعرّض المفسرون في كتب التفسير لقضايا صوتيةٍ كتسهيل الهّمز وتحقيقه» والإدغام“» والإمالةٍ وغير ذلك من الظواهر الصوتية. ويوردود الشواهد الشعرية التى تشهد لما ذهبوا إليهء وهصى المقصودة . . 8 س کے کے کی بے ر ١ - ما جاء في تفسير قوله تعالى: ون كلا لما فيم ريك أَعْمْلَهُرٌ * [هود: ]١١١ من قول الفراء: «وأمًا مَنْ شَدَّدَ «[001* فإنّهِ والله أعلم أرادَ:(لَمَنْ ما لَيُوفِينّهم)» فلما اجتمعت ثلاث ميماتٍ حذفت
(1) المحرر الوجيز 7//ا8.
(۲) مجاز القرآن ۲/۱ ۱۷۰ ۰۱۰۷/٦۷ تأويل مشكل القرآن 27٠ 25945 تفسير الطبري (شاكر) ۲/۱ /٤۸۳ ۷/۳ ,44 "05٠١ ۱۰ء ٤۳٥/٤۸۸ الكشاف 25/١ ٩ ”570/78 » المحرر الوجيز ١7١/١ الدر المصون ١/۹٥٠ء الجامع لأحكام القرآن »١58/١ أمالي ابن الشجري ,45/١ خزانة الأدب .5717//٠١
(۳) أدب الكاتب .٥۲۳
(6) بدأ الخليل دراسة الأصوات رغبة في ترتيب معجمه اللغوي وبيان سبب ذلك الترتيب» وأما سيبويه فقد درس الأصوات في كتابه لتعلقها بالإدغام وما يَحسّن فيه وما لا يحسن. انظر: العين ٥۷/١ الكتاب 575/5» الدراسات الصوتية عند علماء التجويد لغانم الحمد .٤۸ - ٤١
(5) قرأ بالتشديد عاصم وحمزة وابن عامر وأبو جعفر. انظر: التيسير 2157 النشر ۲/ ۰۹ الكشف .2785/١
أنواء الشواهد الشعربة انوع اوهد شريه لجسلبسكب ۷۹ |
واحدةٌ» قبقيت اثنتان» فأذْغْمَّت في صاحبتها. ثي أنشد الفراء على ذلك ثلاثة شواهد شعرية. الأول منها قول الشاع ”'*: وإني لَمِمّا أصدر الأمرّوججهّهُ إذاهو أعيا بالسّبيل مَصادرٌ:”" والشاهد في قوله: «لَّمِمَّااء أصلها «لَّمِنْ ما قلبت النون ميماًء واجتمعت ثلاث ميمات» فحذفت الوسطى» فصارث «لممّا». و«ما» على هذا القول بمَعنى «من». وما ذهب إليه الفراء فى توجيه هذه القراءة رده بعضُ النحوييّن, كابن الحاجب فقال: «وهذا بعيد لا ينبغي أن يحمل عليه كتاث الله ن حذف مثل هذه الميم استثقالاً لم ي يثبت في كلام ولا شعر» فكيف حمل عليه كتابُ الله تعالی» . واختار 5 الحاجب أنه لما الجازمةٌ حَذِفَ فعلّها للدلالة عليه» والتقديرٌ: لما يهملوا أو لما بتر کوا؛ لدلالة ما تقدم من قوله: #فمنهم سق وسعِيةٌ؟ [هود: ١١٠]ء 4 ذكر الأشقياءَ والسعداء ا ومُجازَاتَهم ؛ ثم س ذلك بقوله: # لوم ربك عَملهُرَ 4 [هود: »)]١١١ 2 ختم بقوله: «وما اعرف وجهاً أشبه من هذاء وإن كانت النفوس تستبعده من جهة أن مثله لم يقع في القرآن» والتحقيق أبَى استبعادةٌ لذلك“» وقالَ بمثله أبو حيان”” .
)" الشاهد الثانى الذي أورده الفراء قول الشاع ١ (¥) ت 0 7 5 سر © ساك © 25 2 صم الى كأن من اخرها إلقادم محرم نحل قارع المخارم
)۱( نسب البيت مع آخر لثلاثة شعراء هم مُضرٌ بن ربعي وطفيل بن عوف» وكعب بن زهير. انظر: شرح أبيات معاني القرآن للدكتور ناصر حسين علي .١5١
(؟) انظر: معاني الفراء 279/7 تفسير الطبري (شاكر) »445/١5 روح المعاني ؟/ .١19١
(۳) الأمالى النحوية 1۷/١ وانظر: مغنى اللبيب ”/ 597» حاشية الشهاب .٠٤١/١
(:) الأمالى النحوية .58/١ ْ
(5) البحر المحيط 7507/5» وانظر: مشكل إعراب القرآن لمكي 037" الجنى الداني 8 .
50 لم أعرفه . /
(۷) القادم: قادمة ظهر الراحلة» المَّحْرِمٌ: منقطع أنف الجبل» وقيل: الطرق في الجبال»
يقول الفراء مُعَلّقاً على مَوطن الشاهد: (أرادَ : إلى القادم ؛ فحذفٌ اللام عند ت الام ا ولى للتخفيف .
٣ - ومن الأمثلة ما جاء في تفسير قوله تعالى: ايها الوت اموا ما لک لا قبل لكر أَنْقِرُوا في سيل أل اقام إلى الأزض) [العوبة: ۸. يقول الفراء: «معناه - والله أعلم ١تَتَاقَلتم» فإذا وصلتها العرت بكلام أدغموا التاءَ في الثاء؛ لأنّها مناسبة لّهاء ويُحيئون الفا لم يكن ليبنوا الحرفٌ على الإدغام في الابتداءِ والوصل» وأنشدني الكسائيٌ
شاهداً فيه :
والشاهد فيه قوله: «اتَابَمَ» معناف ابع
التاء فاحتيجٌ إلى ألفِ الوصل» ومثلة انَاقَلَء وادّار المتقاربان واجتَلبّت الألفٌ لتيسير النطق”" .
وقال الطبري في قوله تعالى : وَل مَتَلثْرَ تدا رتم فا [البقرة: 7 اوإِنّما أصل فَاذَارَاَتُم : َدارانّم» ولكق التاء قريبة من مخرج الدال» وذلك أن مرج التاء من طرف اللسانٍ وأصول الشفتين» وتَخرجَ الدال الدالٍ من طرف اللسان وأطرافي التَِتَيْنَ”؟'» فأدغمت التاءٌ في الدال» فبجعلت دالا مشددة كما قال الشاعر . . .« ثم أورد الشاهد السابق» ثم ن محل
= والفجاج. انظر: معاني القرآن للفراء ۲۹/۲ لسان العرب 1۷/١١ (قدم). ۷١/٤ (خرم)» تفسير الطبري (هجر) ۱۲/ .٥٩۹٤
.0۹٤/۱۲ معاني القرآن ۲۹/۲ ١٤٤٠ء تفسير الطبري (هجر) )١(
(0) له تتمة» وهو غيرٌ منسوب في معاني القرآن ٤۳۸ - 471/١ تفسير الطبري (شاكر) ۲ والمحرر الوجيز ۱۸۳/۲.
(۳) انظر: الكتاب لسيبويه 5/ 51/8.
(6) فيه غرابةٌ في وصفب مَخرح التاءِ والدال. فالتاء تخر من فوق الثنايا العلياء مصعداً إلى جهة الحنّكِ يسيراً يا يقابل طرف اللسان» وهي مهموسةء والدال من المخرج نفسه إلا أَنّها مَجهورَة. انظر: الكتاب ٤۳۳/٤ التمهيد لابن الجزري .١١9
أنواع الشواهد الشعرية
الشاهد بقوله: يريد : إذا ما تابح القَبَلء فأدغمّ إحدى التاءين في الأخرىء. فلمًا أدغمت التاءٌ فى الدال فجعلت دالاً مثلهاء سكت تَجلبوا الفا لِيَصِلوا إلى الكلام بهاء وذلكَ إذ كان قبِلَهُ شيء؛ لأنَّ الإدغامَ لا يكون إلا وقبلهُ شى .
وذكر السَّمِينُ الحلبيُ أنَّ: «هذا مُطّردٌ في كل فِعْل على تَفاعَلَ أو تَمَعَلَء فَاوْهُ دال نحو: تَدَايَنَ وَاذَايَنَء وتَدَيِّنَ وادَيّنَُ أو ظاء أو طاءء أو ضاد أو صاد» نحو: : تَطَايَرَ واطايّرء وتَظيِّرَ واطيّرَ وتَظاهَرَ واظاهَرء وتَظهّرَ واطهّرَ. والمصدر على التَمَاعَلٍ أو التَمَعْلٍ نحو : : تدارۇ وتطهر َظراً إلى الأصل» وهذا أصل نافع في جميع الأبواب فليتأمل)”" .
فالفراء والطبري قل تواردا على الاستشهاد بالشاهد الشعري السابق على مسألة صوتية وهي الإدغام في لفظتين من آيتين مُختلفتين من القرآن الكريم. غير أن وجه الاستشهاد واحذدء ولم يستشهد السمين الحلبى بالشاهد الشعري مع عنايته بمسائل الصرف فى كتايه .
5ه الشواهد البلاغية :
وهي كل ما استشهد به المفسرون من الشعر لتوضيح وبيان مسألة بلاغية. وشواهد البلاغة لا تعد شواهد بالمعنى الاصطلاحى الدقيق”", فكثير منها قد ورد من باب التمثيل للقواعد التي وضعها البلاغيون. وقد بدأ أبو عبيدة فى «مجاز القرآن» بوضع اللبنات الأولى لعلم البلاغة بمباحثه المعروفة» وشاركه بعد ذلك الفراء فى «معانى القرآن)» وقد
)١( تفسير الطبري (شاكر) 5/7؟7. 2507/١4 ومجاز القرآن ١ . وانظر: معاني القرآن للفراء ۲/ ۲٠٤ المحرر الوجيز .50/١١
(0) الدر المصون ٤۴١ - ٤١٤/١ 244/5 معجم مفردات الإبدال والإعلال في القرآن الكريم للخراط 57 ",
(۳) انظر: مقدمة شواهد العربية لعبد السلام هارون ؟١.
استعان كل منهما بالشواهد الشعرية يستشهد بها على ما يذهب إليه» ويدعم بها رأيه وتفسيره. ثم جاء بعدهما الإمام ابن قتيبة ولا سيما في كتابه «تأويل مشكل القرآن». فخطا بعلم البلاغة خطوة بعيدة» وقد استطاع أن يعيد تنظيم ما كتبه أبو عبيدة والفراء في كتابيهماء والاستشهاد على ذلك بشواهد من الشعر سبق أن استشهدا بها غير أنه أضاف إليها شواهد جديدة لم يسبق إليهاء وقد تداولتها كتب البلاغة بعد ذلك» وأصبحت هي الشواهد السائرة لتلك المباحث البلاغية.
وقد عُنِيَ المفسرون بالشواهد البلاغية» وأوردوا كثيراً منها في مواضع متفرقة من تفاسيرهم» وبعضهم كان أكثر عناية بها من غيره كالزمخشري في «الكشاف»., الذي أشار في مقدمة تفسيره إلى أهمية علم البلاغة للمفسرء والحاجة الماسة إلى تعلمه لفهم كتاب الله» وقد شنح على من يتصدى للتفسير وهو غيرٌ بصير بهذا العلم”''.
وفي زمن أبي عبيدة (9١7ه) والفراء (!1١٠ه) لم تكن مصطلحات البلاغة قد اتضحت تماماً واستقر عليها الأمر؛ ولذلك جاءت المباحث البلاغية في كتابيهما متفرقةًء غَيْر ملتزمة بمصطلحات البلاغة التي عُرفت فيما بَعدُء حيث يعد كتابُ الأول منهما أولَ خطوةٍ وصلت في علم البلاغة» فقد تعرض لمباحث التقديم والتأخيرء والتشبيه» والكناية. والتمثيل» والاستعارة» والالتفات" .
ثم جاء بعدهما ابن قتيبة (a فاستطاع في كتبه وخاصة كتابة «تأويل مشكل القرآن» أن يجلي كثيرا من مسائل علوم البلاغة» مستشهدا على ذلك بعدد من الشواهد الشعرية البلاغية» مع بيان وجه الشاهد وتوضيحهء وقد دفعه إلى ذلك الرد على الملاحدة وأشباههم الذين كانوا
.۴/١ الكشاف )١( .44- 57 (؟) انظر: المباحث البلاغية فى ضوء قضية الإعجاز لأحمد جمال العمري
أثواء الشواهد الشعردة نوا الشواهد ادي ال ۸۲ ]|
يطعئون في القرآن الكريم» ويتهمونه بالتناقض والفساد في النظم والإعراب» والناظر في كتابه يدرك بيسر وسهولة أنه قد استوعب ما ورد في «مجاز القرآن» ب عبيدة» اوامعاني القرآن» للفراء وأخرجهما في ثوب جدید» أكثر ترتيباً وتنظیما» وتأثر به تلاميذه ومن جاء بعده من المفسرين” '". '. ولم 9 تفسير من التفاسير المطوّلةٍ والمتوسطة بعد ذلك من مباحث البلاغة» والاستشهاد عليها بشواهد الشعر البلاغية» كتفسير الطبري (١٠”7ه)» والزمخشري (078ه)» وابن عطية (557ه)» والقرطبي (١/اكاه) وغيرهم .
فمن أمثلة الشواهد البلاغية في كتب الدراسات القرآنية ما ذكره أبو عبيدة في تفسير قوله تعالى: لبر م أل ورَسُولِك إلى أن هد4 [التوبة: »]١ حيث قال: ١ ##إبراءة من الله ورسولوء إلى أأز خاطب شاهداً فقال: #فَسِيحُوأ» [التوبة: ؟]» مَجاره ا وأقبلوا
وأدبرواء والعربُ تفعل هذاء قال عنترة: شَطَّتْ مزارٌ العاشقين فأصبحث عَيراً علي لايك ابنةمخره ۳ وهو يشير هنا إلى ما سَّمّاه البلاغيونَ «الالتفات» وهو «انصراف المتكلم عن المخاطبة إلى الإخبارء وعن الإخبار إلى المخاطبة وما يشبه ذلك)20 . ومن أول من أشار إليه وإن لم يسمه باسمه أبو عُبيدة بقوله : «والعربٌ قد تخاطبٌ فتخير عن الغائب والمعنى للشاهدٍ». فترجعٌ إلى
عر
الشاهدٍ فتخاطبه)'''»كما أشار الفراء إليه وإن لم يسمه باسمه . ولعل
.١١١ انظر: أثر النحاة فى البحث البلاغى للدكتور عبد القادر حسين )١(
(؟) انظر: نقد الشعر عند ابن قتيبة للدكتور عبد الكريم محمد حسين ۳۹١ وما بعدها. (۳) انظر: ديوانه ۰۱٠١ شرح القصائد السبع الطوال .۲۹۹٩
(4) مجاز القرآن 2565/١ ۱۳۹/۲.
(0) معجم المصطلحات البلاغية لأحمد مطلوب ١٤1۷ء الصناعتين للعسكري ۳۹۲. (5) مجاز القرآن ۱۳۹/۲.
.45٠ .1١96 25٠+ /١ انظر: معاني القرآن للفراء )۷(
-[1م ا الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
أولَ من سَمّاه التفاتاً الأصمعي"" »: ثم شرحه ابن قتيبة وأدخله في باب: «مخالفة ظاهر اللفظ معناه»» وقال: «ومنه أن تخاطب الشاهد بشيء ثم تجعلّ الخطابّ له على لفظ الغائب» كقوله ويك: حي إا كر ف للك وَحَرَينَ 2 ريج طب وَفَرِحُوأ يبا [يونس: ۲۲]» قال الشاعر"" : يادارميّةَ بالعلياء قَالسَتَدٍ أقوث وطالٌ عليها سالف الأبد"“ وكذلك أيضاً تجعلٌ خطاب الغائب للشاهد» كقول الهذلي*“ : باوب نفسي كان جِدَةٌ َال وبياضٌ وجهك للتراب الأعفر »° وانتفع المفسرون بعد ذلك بما سبق إليه هؤلاء فهذا الزمخشري يقول: «وقد التفت امرؤ القيس ثلاث التفاتات في ثلاثة أبيات. . . وتلك على عادة افتنانهم في الكلام وتصرفهم فيهء ولأن الكلام إذا نقل من أسلوب إلى أسلوب كان ذلك أحسن تطرية لنشاط السامع وإيقاظا للإصغاء إليه من إجرائه على أسلوب واحد» وقد تختص مواقعه بفوائد»" . والشواهد كما قال الطبري - من الشعر وكلام العرب في الالتفات أكثر من أن تحص ”“ . ومن الأمثلة ما أورده الطبري عند تفسير قوله تعالى: #وَأَشْريوا في قَلوبهم ليجل پڪ [البقرة: 97] وهو قول زهير: فصحوث عنها بعد حب داخل والحُبٌُ تشر ريه فؤادك دا
حيث استشهد به على أن معنى الآية: أشربوا حب العجل» وأنه ترك ذكر الحب اكتفاءً بفهم السامع لمعنى الكلام: «إذ كان معلوماً أن )١( انظر: الصناعتين ۹۲". (۲) هو النابغة الذبياني . (۳) انظر: ديوانه .١5 (5) هو أبو كبير الهذلي.
(5) انظر: ديوان الهذليين .٠١٠/۲
(5) تأويل مشكل القرآن ۲۸۹ ۔ »59١ تفسير الطبري (شاكر) .1554/١ (۷) الكشاف .١15/١
(۸) انظر: تفسير الطبري (شاكر) .۱٥٤/۱ (9) انظر: دیوانه 04ا".
أنواء الشواهد الشعردة الفاغ الشقاهد الشعرية اال هم |
العِجْلَ لا يشرب القلب» وأنَّ الذي يشرب القلب منه حه كما قال جل تناوه: وَسَمَلَهُمْ عَنٍ لْقَرَيَةِ ألى ڪامت اة لخر ر# [الأعراف: ۳ #وستل القَرية الق ڪا فا والْعير 1 ذا فبا [يوسف: ۸۲]» وكما قال الشاع ”2 : ألا إنّني سُقَيتْ أسودَ حَالكاً ألا بَجَلِى مِنَ الشّرابٍ ألا بج“ يعني بذلك: سما أسوداً. فاكتفى بذكر «أسود». عن ذكر السّمْ؛ لمعرفة السامع معنى ما أراد بقوله: سُقَيتٌ أسود)"" . ظ وما ذكره الطبري هنا هو ما سماه لبلا غيود بعد ذلك : «المَجاز»» قال ابن عطية: «والمعتى : جعلت قُلوبهم د تشربه» وهذا تشبية ومجارٌء عبارةٌ عن تمن أمر العجل في فُلوبهم 0 والشواهد البلاغية التي أوردها الإمام الطبري» وين قبله أبو عبيدة» والفراء» وابن قتيبة» ومن بعده الزمخشري» وابن عطي والقرطبي تُعَدٌ من الشواهد عند البلاغيين لهذا الأسلوب العربي“ ونظائر هذه الشواهد البلاغية كثيرة في كتب التفسير”"' . ١ 5 - الشواهد الأدبية :
وهي الأبيات من الشعر التي يتمثل بها المفسرٌ في تفسيره على معنى من المعاني التي تعرض لها في تفسيره› فهي للتمثل لا للاستشهاد
)١( هو طرفة بن العبد البكري.
(۲) بَجَلِى: بمعنى حَسّبى من الشراب. انظر: ديوانه ٠۷١ أشعار الشعراء الستة للشنتمري AREY 0
(۳) تفسير الطبري (شاكر) 509/7. )٤( المحرر الوجيز .195/١
(5) مجاز القرآن ۰٤۷/١ معانى القرآن للفراء ٦۱/۱ - ”57» تأويل مشكل القرآن ١١١غ الكشاف ۷٤١ - ۷۳۷ ,495/7 2157/١ الجامع لأحكام القرآن ؟/77.
/١ المحرر الوجيز ٥٤۸/۳ .١1/5/5 ء18١ 21١8 .١١“/١ للاستزادة: الكشاف )5( .40 255/١ الاء الجامع لأحكام القرآن /١١ 1/٩ ۰۸/۲ ۸
لمم _الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
فلا تندرج تحت الشواهد اللغوية ولا النحوية» وإنما أوردها المفسر لإيضاح المعنى الذي يرمي إليه ويقصده. وميدان التمثل بالأشعار باب واسع» لاستحسان الناس لهاء وحفظهم لهاء وربما تكون المناسبة التي ورد فيها الشاهد قريبة من المعنى الذي تعرضت له الآية المفسّرة. وهذه الشواهد تكثر في تفاسير المتأخرين كالزمخشري والقرطبي» وتقل عند المتقدمين كأبي عبيدة والفراء والطبري. وأكثر ما يوردها المفسرون في مواضع الوعظ والوعد والوعيد» والتذكير بالآخرة والحث على مكارم الأخلاق وحسن الأدب» ونحو ذلك. فهي لا تعد من الشواهد بمعناها الاصطلاحي الذي اصطلح عليه اللغويون والنحويون» وإن كانت تدخل تحت ما ذكره الجاحظ من أن غاية رواة الأخبار أنهم يروون كل شعر فيه الشاهد والمثل”''» وأن مدار العلم على الشاهد والمثل”"' . ومن أمثلة هذه الشواهد الأدبية عند المفسرين ما أورده القرطبي وهو يقرر أن الواجب على من تصدى لتعليم الناس أن يقف حيث وقف به العلمء ولا يتعدى ذلك إلى القول ! ٠ بغير علم ٠" وذلك عند تفسيره لقوله تعالى: لتَلوَا سُبْحَتَكَ لا عِلَمَ كن إلا ما امتا إن أَنتَ لعل كيم 4069 البقرة: ؟#]ء من قول الشاعر”* : إذاما تحدثث في مجلس تنامّى حَديثي إلى ماعَلِمْتَ ولم أغدٌعِلْيِي إلى عَيْره وكانَ إذا ما تناهى سكت ومن الأمثلة على هذا النوع من الشواهد الأدبية في كتب التفسير ما
س سج سے سے
استشهد به القرطبي عند تفسيره لقوله تعالى : #وما كسم ترون أن سهد
.؟7١7/١ البيان والتبيين 75/5. (۲) المصدر السابق )١(
(۳) الجامع لأحكام القرآن ۱۹۷/۱ - 1۱۹۸ء وانظر أبيات الاستشهاد لابن فارس ضمن نوادر المخطوطات لعبد السلام هارون ١14/١ حيث ذكر ابن فارس أنه يتمثل به عندما يلاجك أحد أو يطاولك .
.١170 هو يزيد بن الوليد بن عبد الملك . (0) انظر: عيون الأخبار ؟/ )٤(
أنواع الشواهد الشعرية
ملو 409 [فصلت: ۲۲]. ا أن الجوارح تشهد على الإنسانٍ بما عمل» وهي قول الشاعر"'': العم ينقصٌ والذنوث تزيأ وِتُمَالعَبراتٌ المَتَى فَيَعُودُ هل يُستطيعٌ جحوة ذنبٍ واحاد رَجُلٌ جَوارِحُهُ عليِهِشِهُودُ والمرء يُسألُ عَن سَّنِيهِ فيشتَهي تَقلِيلّها وعن المّماتٍ يجيد" ويوجد عند بعض المفسرين إيراد لشواهد شعرية يتمثل بها آهل التصوف وتكثر في كتبهم» وهي تدخل تحت الشواهد الأدبية» ومن الأمثلة على ذلك ما دض القرطبي عند قوله تعالى : | آل اموا
لا دوا اماک وَلِعْوْدَكُم اويا إن اسحا الْحكفرٌ عل اين ومن سو لر یک 0 شم ري 9© [التوبة: ۲۳]» حيث قال: (وخص الله سبحائه الآباء والإخوة إذ لا قرابة أقرب منهاء فنفى الموالاة
بينهم كما نفاها بين الناس بقوله تعالى: #ياما الَدنَ امَنوا لا كَتَّجِدُوا اا والتصدرى وي 4 [المائدة: ]5١ ليبين أن القربت قرت الأديان. لا قرت الأبدان. وفي مثله تنشد الصوفية يقولونَ لي دارٌ الأحبةٍ قدّنث وأنتَ كنيب إن ذا لعجيب فقلتُ: وما تغني ديارٌ قريبةٌ إذالم يكن بين القلوب قريب فكم من بعيد الدار نال مراده وآخر جار الجنب مات كئيب)" ويكثر هذا النوع في تفسير القشيري*“ المسمى بالطائف الإشارات»» حيث ملأه بأمثال هذه الأبيات الشعرية التي يقصد بها معاني
.77١/١5 هو عبد الله بن عبد الأعلى الشامي. (۲) الجامع لأحكام القرآن )١(
(۳) الجامع لأحكام القرآن 8/ ٦١ - ٠١ والأبيات غير معروفة القائل.
716( هو عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك الفَشَيْرِي النيسابوري الصوفي )٤( . هھ)» کان زاهداً وَرعاًء اشتغل بالتفسير وصنف فيه کتبا منها لطائف الإشارات ٥۵ .۲۲۷ /۱۸ انظر: تاريخ بغداد ۰۸۳/۱۱ سير اعلام النبلاء
ح( مم0 الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
بعيدة كما هي حال الصوفية في التفسير الإشاري. والصوفية يكثرون من الاستناد إلى الأشعار في تحقيق المعاني العلمية والعملية» ويجري ذلك في كتبهم ۰ وفي بيان مقامأتهم. «فينتزعون معاني الأشعار» ويّضعوتها للتخلّقٍ بمُقتضاهاء وهو في الحقيقة من المُلّح؛ لما في الأشعار الرقيقةٍ من إمالة الطباع؛ وّحريكِ النفوس إلى الغرض المطلوب» ولذلك اتخذه الوعاظ ديدتاًء وأدخلوه في أثناء وعظهه)”"' . ومن الأمثلة في تفسير القشيري عند تفسيره لقوله تعالى : ميسوك
عن اهار هل هى مَوقِيتٌ لاس وَالْحح ) [البقرة: 189] قال: «الأَهِلَةٌ جمع هلال» مواقيت للناس؛ لأشغالهم ومحاسباتهم. وهي مواقيتٌ لأهلٍ القِصَّةَ أي : الصوفية في تفاوت آحوالهم» فللزاهدين مواقيت أورادهم, وأمّا أقوامٌ مخصوصون فهي لهم مواقيتٌ لجالاتهم» قال قائلهه”":
أعد تمد الليالي ليلهً بعدليلةٍ وقد كنت قدماً لا أعدٌ الليالى“
وقال آخر: تمان قد مضين بلاتلاق ومافي الصبر فضل عن تمان“ وقال آنی :
7 ر بَنة د 4 وما ع U بأنصاف لهنَّ ولا سرار”/ "ا فهو هنا أورد ثلاثة أبيات من الشعرء يقصد بها معنى إشارياً يفهمه الصوفية» غير المعنى الذي تدل عليه بظاهرها.
.١١١/١ الموافقات )١(
0 هو قيس بن الملوح» المشهور يمجنون ليلى .
(۳) انظر: ديوانه 5". )٤( لم أعثر على قائله.
(5) هو الشاعر الأموي الصمة بن عبد الله القشيري المتوفى سنة 40ه.
(0) السّرار: الليلة التي يَسْتَسِرٌ فيها القمرٌ أي يختفي. انظر: الأغاني 7/ 5» لسان العرب 5 (سرر). ۰
(۷) لطائف الإشارات للقشيري 0
أنواء الشواهد الشعربة ظ لاع اوهد شريه للل 8 أ
وقد أحصيت الشواهد الشعرية فى تفسير القشيري هذا فبلغت ٦۸۳ شاهداً شعرياً ساقها كلها مساقاً إشارياً» غير المعنى الظاهر. وكثير من هذه الأبيات الشعرية التي أوردها قد اعتراها اختلال في الوزن» وربما يكون الخلل من الناسخ. وقد أورد كثيراً من الشواهد الشعرية التي يوردها غيره من المفسرين › مع اختلاف وجه الاستشهاد.
مثال ذلك قوله عند تفسيره لقوله تعالى: نوا إل بَارِيكُم كأفثرا أنشسك [البقرة: 04]: «وقد توهم بعض الناس أن توبة بني إسرائيل كانت شق» ولا كما توهموا؛ فإن ذلك كان مقاساة القتل مرة واحدة» وأما آهل الخصوص من هذه الأمة ففي كل لحظة قتل» ولهذا:
ليس مَنْ مات فاستراح بمَّيْتِ إِنَمَاالمَيْتُمَيَّتُ الأحياءا"" وقتل النفس في الحقيقة التَّبَرّي عن حولِها وقوتِها أو شهود شيء منهاء ورد دعواها إليها. . . فأمًا بقاءٌ الرسوم والهياكل فلا حطر لَه ولا
2 7 )۲( عبرة بها .
€
في حين أن المفسرين يوردون هذا الشاهد الشعري للاستشهاد به على التفريق بين صيغة «ميت» بالتخفيف» واميت» بالتشديد. فذهب ججماعةٌ من اللغويين إلى أَنَّ: «التشديد والتخفيف في مَيّت ومَيْتَ لغتان»”"» ولا فرق بينهما في المعنى» وقد اختاره الطبري” .
وذهب آخرون إلى أنّه بالتشديد يدل على ما لم يمت بعد
() البيت للشاعر الجاهلي عَديْ بن رعلاء الغساني› والرعلاء أمه. والبيت مع ترجمة الشاعر في معجم الشعراء للمرزباني 286 ونسبه ياقوت الحموي لصالح بن عبد القدوس كما في معجم الآدباء / .57١
(۲) لطائف الإشارات للقسطلاني .۷٥ /١
(۳) تفسير الطبري (شاكر) ۳۱۸/۳ المحرر الوجيز ٤۷/۲ - ۸٤ء الجامع لأحكام القرآن 15١ .
.۳۱۹ /۳ تفسير الطبري (شاكر) )٤(
وبالتخفيف يدلٌ على مَنْ قد مات ومَنْ لَّم يمت بعدٌ. قال ابن عطية: «هكذا هو استعمال العرب» ويشهد بذلك قول الشاعر.. ثم ذكره وشرحه فقال: «استراح: من الراحة» وقيل: من الرائحةء ولم يقرأ أحدٌ بالتخفيف فيما لم يمُت إلا ما رَوى البزيُ عن ابن كثير: وما هو بيب [إبراهيم : 11۷ والمشهور عنه التثقيل)”' .
ويظهر الفرق جلياً بين إيراد القشيريٌ للشاهد الشعري اللغوي» وصرفه إلى معناه الإشاري البعيدٍ لتأييدِ تفسيره الإشاري الصوفى للآيات» وبين إيراد غيره من المفسرين لهذا الشاهد الشعري» واستشهادهم اللغوي
.
۷ - الشواهد التاريخية :
كان تاريخ مغازي الرسول ييه وسيرته مادة من مواد المفسر يلجأ إليها حين يعرض لأسباب نزول الآية» أو للأخبار والحوادث المتصلة بهاء وكل ذلك ينقل فيه أبياتاً من الشعر حجة لإثبات الخبر أو نفيه» أو لضبط زمانه» أو مكانه.
وقد كانت السيرة والتاريخ مجالاً واسعاً للاستشهاد بالشعرء بل لقد كان الشعر ضرورةً لازمة لها يزينها ويكسبها ثقة وقوة في نفوس المستمعين والقارتين» كأنما كان الشعر دليلاً على صدق ما يروى من خبر» حتى لقد رووا أن معاويةً بن أبي سفيانَ ذه طلب من عَبيد بن
5-5
(Yaz 3 : 5-5 ك1 ب ٣ سرية _ حينما كان يقص عليه ا خياره المتضمنة في كتاب «(أخبار عبيد بن
.٤۸/۲ المحرر الوجيز )١(
(۲) الكشاف ۰۲۰۱/۱ ۳۰۳ .57١ ۱۸/۲ المحرر الوجيز ٥۹/۳ الجامع لأحكام القرآن .094/1١7
() هو عَبِيْدٌ بن شَريّة الجُرهُمي» من المعمّرين والقصاص المشهورين» عاش في الجاهلية وأدرك الإسلام وأسلم» وجالس معاوية َه بعد أن استقدمه من صنعاء إلى دمشق› وإن صح خبره فهو أول من دون الكتب من العرب» فقد أملى كتابين هما كتاب -
أنواع الشواهد الشعرية
شرية» أَنْ يُورد في أخباره وقصصه كل ما يتصل بها يِن شعرء وقال له: وسألتك ألا تمر بشعر تحفظةٌ فيما قالهُ أَحدٌّ إلا ذكرته. 0 ومع أن عبيداً كان لا يقصر في الاستشهاد بالشعرء فقد عاد معاوية يُلحِفٌ عليه بقوله: وسألتك إلا شددت حديثك ببعض ما قالوا من الشعر ولو ثلاثة أبيات. وحينما ذكرّ عَبِيدُ أَنَّ يَعْرْبَ كان يقولٌ الشعرّ قال له معاوية: اذكر الشعرٌ الذي قال يَعْرْبُ. وكان معاوية كلما سَمِعَ الشعر الذي قيل فى إحدى الحوادث اطمأنٌ إلى صحة الحَبَّره وقال لعبيد: لقد جنتٌ بالثرهانٍ في حديثك يا عبيد» أو لله درك فقد جئت بالثرهان©. وهذا الشعبئ" يسأل ابن عباس وي عن أول الناس إسلاماًء فيجيبه ابن عباس : أو ما سَمعتَ قول حسان بن ثابت: إذا تذكرت شَجُواً مِنْ أَحِي يِفَو فاذكز أخاك أبَابَكر بِمَافَمَلا خَيْرَ البَرِيّةٍ أتقاها وأعدَلّهًَا بعد النّبِيٌ وأَونَامَا بمَاحَمَلا الثاني التالي المحمودمشهده وأول الناس منهم صدق الرسلا“ هذا هو المقصود بالشاهد الشعري التاريخي ٠ وقد وردت في كتب التفسير كثيرُ من الشواهد التي تشهد لوقائع تاريخية» وقد أوردها بعض المفسرين عند حديثهم عن الحوادث التاريخية في كتب التفسير . ومن هذه الشواهد التاريخية الغريبة في كتب التفسير ما أورده
= الملوك وأخبار الماضين» وكتاب التيجان وملوك حميرء وقد طبعا باسم أخبار عبيد بن شرية في أخبار اليمن واشعارها وأنسابهاء والثاني كتاب الأمثال. وقد عاش إلى زمن عبد الملك بن مروان. انظر: المعمرون لأبي حاتم السجستاني 27١ معجم الأدباء VA 1!
.٠٠١ 049 انظر: مصادر الشعر الجاهلي )١(
(؟) هو التابعي الجليل عامر بن شراحيل الشعبي. انظر: سير أعلام النبلاء .۲۹٤ /٤
(۳) الجامع لأحكام القرآن 2775/4 تاريخ الطبري »75١4/7 محاضرات الأدباء للراغب الأصفهاني ٤۷٤/٤ والأبيات في ديوان حسان بن ثابت ۱۷۷.
| 0 (لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
الطبري في تفسيره وفي تاريخه كذلك عن آدم له حيث نقل الطبري عن علي بن أبي طالب رضوان الله عليه: لَمَّا قتلّ ابن آدم أخاه بَكى ادم فقال : ) َير البلادُومَنْ ليها فلو الأرض مُفْبَرٌ قَبِيحٌ تَغبّرَك لذي لونوطعم وَل بشاشة الوجة المليحٌ فأجيب آدم 4 : ْ أبا هابيلَ ديلا جَميعاً | وصَارَ الحَنُ كالميت الذّبِيح وجاء بشِرٌَةٍ قد كان منها على خَوفٍ فجاء بها بصي قال ابن عطية: «وكذا هو الشعر بنصب بشاشةء وكف التنوين)7"'. وهذا الشعر مما انتَقِدَ على ابن إسحاق إيراده لهء إذ كيف يكون حفظ عن آدم شع؟!”"ا ومن الأمثلة على هذا النوع من الشواهد عند المفسرين ما نقله القرطبي عن ابن إسحاق في قصة غزوة أحد: «قال ابن إسحاق: فبقرت هند عن كبد حمزة فلاكتها ولم تستطع أن تسيغهاء فلفظتها ثم علت على صخرة مشرفة فصرخت بأعلى صوتها فقالت: نحن جزيناكم بيوم بدرٍ 2 والحرب بعد الحرب ذات سعر ما كان عن عتبة لي من صبرٍ 2 ولاأخيوتَئووبكري شفيث نفسي وقضيت نذري شفيت وحشئ غليل صدري فشكرٌ وحشيٍّ عليّ عمري حتى نَرِمَ أعظمي في قبري؛ ثم ذكر بعد ذلك أشعاراً تاريخية كثيرة حول هذه الغزوة”*'.
(0) تفسير الطبري C۹1 وتاريخ الطبري 47/١ . (۲) المحرر الوجيز .۸١ - 8١/6 (۳) طبقات فحول الشعراء ۷/١ ۸. (4) الجامع لأحكام القرآن ۱۲۱/٤ ۔ ۱۲۲» .٠١۳/١۱۲
أتواء الشواهد الشعربة وع اتو ای ل
6 الشواهد المشتركة:
وهي شواهد شعرية تتضمن عدداً من مواطن الاستشهاد في مفرداتها اللغوية» أو تركيبهاء وترد في كتب التفسير وغيرهاء فيستشهدون بها على أكثر من وجه» فهي شواهد صرفية» ولغوية معجمية» وتاريخية» أوردها المفسرون في مواضع متفرقة بحسب الحاجة» مع تعدد وجه الاستشهاد» د يكون فيها أكثر من استشهاد على جانب واحد كالجانب اللغوي
. ولكونها متعددة الجوانب حسّنَ إفرادُها بالذكر للتنبيه عليهاء والحث عار نظ والعناية بها .
١ من الأمثلة على هذا النوع قول الفرزدق» ونسِبٌ لغيره:
بَُونَابَنْو أَبْتَائِنَاءوبَنَانَنَا بَنْوهُنَ أبناء الرّجَالٍ الأبَاعِدِ'""
فهو شاهدٌ عند النحويين «على أن المبتداً والكَبّر إذا تساويا تعريفاً وتخصيصاً يجوز تأخيرٌ المبتدأ إذا كان هناك قرينة معنويةٌ على تعيين المبتدأء فإنه َم الخبر هنا على المبتداً لوجود القرينة من حيث المعنىء فإنك عرفت أن الخَبّر هو مَّحَط الفائدة» فما يكون فيه التشبيه الذي تذكر الجملة لأجله فهو الخبر» وهو قوله: بنوناء إذ المعنى: أن بَنِي أبنائنا مثل بنينا » لا أن ينينا مئل بني أبنائنا»”" .
وشاهدٌ عند البلاغيين على أَنَّهُ جاء على عكس التشبيه. قال ابن هشام: «قد يُقال: إن هذا البيتَ لا تقديم فيه ولا تأخير» وإِنَّهُ جاء على
عكس التشبيه)”)
)١( انظر: ديوانه ٠۲٠۷ خزانة الأدب »4455/١ دلائل الإعجاز 54/ا".
(۲) خزانة الأدب .٠٤٥/١ وانظر: شرح ابن عقيل للألفية ۲٠۲/١ الإنصاف في مسائل الخلاف 257 شرح الأشموني ۰۲۱۰/۱ شرح المفصل لابن يعيش ۰۹٩4/۱ 2117/9 تخليص الشواهد 1۹۸ شرح التصريح 1۳/1 الدرر اللوامع للشنقيطي ۷/۱ همع الهوامع .٠١7/١
(۳) انظر: خزانة الأدب »455/١ دلائل الإعجاز 5/ا".
] 84| الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم وشاهد عند الفقهاء”''. والفرضيين”'' في بابي الوصية والانتساب للآباء دون الأمهات. قال الجاحظ: «خبّرني التوشِروانيّ قال: قلت للحسن القاضي: أوصي جدي بثلث ماله لأولاده» وأنا من أولادف قال: ليس لك شيءء قلت: ولم؟ قال: أو ما سمعت قول الشاعر. . .00" , يقول العيني في شرح الشاهد: «هذا البيت استشهد به النحويون الميراث» وأن الانتسابٌ للآباءء والفقهاءً كذلك فى الوصيّة. وأهل المعاني والبيان في التشبيهء ولم أر أحداً منهم عزاةٌ إلى قائلي» . ۲ - ومن أمثلة هذه الشواهد فى كتب التفسير قول الشاعر: ولست لانسى ولكن لملأك تَتَزَّلَ من جو السماءِ يصوث استشهد به أبو عبيدة» والطبري. والقرطبي عند تفسير قوله تعالى : اوذ قال ریت مگ إن جَاعِلٌ فى الْأَرْضٍ َلِيمَة4 [البقرة: 5*٠ استشهاداً لغوياً على همز كلمة «الملائكة» فى قوله: لِمَلأَكُء وذلك عند بيان صل اشتقاق كلمة الملائكة"”'' .
.2»158 /١5 الشرح الكبير »5١ 5/8 انظر: المغني لابن قدامة )١(
(۲) 'انظر: المغنى 2١١/9 إعلام الموقعين ۳۷۱/۳ جلال الأفهام 27285 505.
."٤٦/١ الحيوان )۳(
(6) خزانة الآدب ٤٤٥/١ شرح الحماسة للمرزوقي ٥١/۲ الحاشية.
(5) اختلف في نسبته» فنسب لعلقمة بن عبدة كما في ملحق ديوانه ص8١١»2 وإلى متمم بن نويرة كما في ديوانه ۸۷ ونسب لغيرهما كما في ارتشاف الضرب لأبي حيان 5/ ۲۳ حاشية رقم ٤ وقد استوفى المحقق تخريجه ولعل نسبته لرجل من بني عبد القيس أولى لأن أبا عبيدة أنشده له» وأنشد قبله مباشرة بيت علقمة على وزنه وقافيته» مما يعني معرفته ببيت علقمة وأن هذا الشاهد ليس له. وانظر: مجاز القرآن ۳/۱
(5) مجاز القرآن ٠١ /١ تفسير الطبري (هجر) ٤۷۳/١ الجامع لأحكام القرآن .۲٦۳/١
أنتواء الشواهد الشعردة أنواع الشواهد الشعرية لل
واستشهد به أبو عبيدة؛ والطبري» وأ بن عطية عند تفسير قوله
تعالى: فو صن السا [البقرة: 14] استشهاداً صرفياً على أن ١صيّب) بمَعنى مط مأخودٌ من صاب يصوت» قال ابن عطية : «وأصل
صَيث : صيوب› احتمعت الواو والياءء وسقت إحداهما بالسكونء فقَلبّت الواو يائ وأدغمت كما فعل في سيد وم مدت . والأمثلة على هذا النوع کی ف کی ال۵
)١( المحرر الوجيز (قطر) ٠۱۹۰ 1١89/١ مجاز القرآن ۷)۱ تفسير ير الطبري (هجر) 0/۱ .
(؟) مجاز القرآن ۲۰/۱ ۰۱۸۳ ۳۰۷ ۰۳٤١ ۰۳۷۸ معانی القرآن للفراء ۰۹٩/۱ ۲/ ۲ تأويل مشكل القرآن ۰۱۹٩ تفسير الطبري (شاكر) ۳۰٦/۳ 03١6/١ ۳۱۲ TYTN TTY cto _ EEA NY |o ott /‘ 9الراكم والرثلاكء 207٠648 تفسير الطبري (هجر) ۰۲۲٢/٦ ۲۲/ ۰١٠٠ء معان القرآن للنحاس ”/ ٥ الكشاف »٤)١/٤ .»558/١ 24818 المحرر الوجيز 45/١ - ۷٤ء ۲/٥٤ء المحرر الوجيز (قطر) »١١١/١ الجامع لأحكام القرآن .٠١١/١
(لشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
المبحث الثالث
الشاهد الشعري المُحتحٌ به في التفسير كان لأهل العربيةٍ سَبّْقُ وعناية بوضع المعاييْر الدقيقة التي يُقبل الشاهد الشعري أو يُرفض بناءً عليهاء وذلك للحدٌ من التوسع في قَبولٍ ما لا يُطمأن إليه منهاء ولم يَخْرّْجٍ المفسرون في كتبهم عن تلك المَعاييْر التي وضعها علماء اللغة؛ للعلاقة الوثيقة بين اللغة والتفسير» وأهمٌ هذه المعايير هى :
أولاً: المعيار الزمني :
وضع حد زمنىٌ لما يصح الاحتجاج به من أقوال العرب شعراً أو نثراً» فاتَقِنَ على جَعْل منتصف القرن الثاني للهجرة نِهايةَ لعصر الاحتجاج بشعراء الحاضرة» وذكروا أن آخرهم إبراهيم بن هَرْمَة ( ت۱۷۹ ه)» وجَعْلِ منتصف القرن الرابع الهجري حداً لشعراء البادية"" .
وقد حاول العلماء بالشعر واللغة» تصنيف الشعراء الذين يُحتج بهم إلى طبقاتِ» كما صَنَعَ علماءً الحديث”"» وقد صنف في ذلك الأصمعي كتابه «فحولة الشعراء»» فَقَسّمَ الشعراء طَبّقتيّن: الفحول» وغير الفحول.
)١( هو إبراهيم بن علي بن سَّلمة بن عامر بن هَرْمَة ينتهي نسبه إلى الحارث بن فهرء وفهرٌ أصل قريش» شاعر مشهورٌ من مُخضرمي الدولتين الأموية والعباسية» ولد سنة ١هء ولشعره قيمة عند اللغويين والنحويين» إذ وقفوا بالاستشهاد بالشعر على مسائل اللغة والنحو عنده» توفى سنة ١7١ وقيل ١۷١ه. انظر: الشعر والشعراء ”/ 57لا طبقات الشعراء لابن المعتز 27١ الأغاني ۳۷/٤ الخزانة .504/١
(۲) انظر: المزهر 585/7.
(۳) انظر: طبقات الشعراء في النقد الأدبي للدكتور جهاد المجالي ه".
الشاهد الشعري المّحتجٌ به في التفسير
فجاء بعده محمد بن سام (ت ۲۳۱ھ( واستفاد من تقسيم الأصمعي› وحذا حذوه في تخير طبقة الفحول من الشعراء» وقال: «فاقتصرنا من الفحول المشهورين على أربعين شاعراً" . وقد قسم ابن سلام الشعراء إلى طبقتين :
الأولى: طبقات فحول الجاهلية.
والثانية : طبقات فحول الإسلام.
وفرّقٌ الشعراءَ المخضرمين على هاتين الطبقتين” '*. غير أن تقسيمه هذا لم يحظ بالقبول لكونه تقسيماً رأسياً مغلقاً©©. والذي استقرٌ عليه أمر تقسيم الشعراءء حسبٌ عصورهم الزمنية» هو تقسيمهم إلى أربع طبقات :
- الطبقة الأولى: طبقة الشعراء الجاهليين» وهم من عاش قبل الإسلام كامرئ القيس بن حجر» وَزُمَيْر بن أبي سُلْمى» وغيرهما.
- الطبقة الثانية: طبقة المخضرمين» وهم الذين أدركوا الجاهلية والإسلام كلبَيدٍ بن ربيعة» وحَسَّانٍ بن ثابت وؤ .
- الطبقة الثالثة: طبقة الإسلاميين» وهم الذين عاشوا في صدر الإسلام ولم يدركوا الجاهلية» كجرير» والفرزدق.
- الطبقة الرابعة : طبقة المُولّدِينَ» ويقال لهم : المُحدَئون كبشار بن برد
)١( هو أبو عبد الله مُحمَّدُ بن سلام بن عُبيد الله بن سالم البَصري الجْمَحِنُ علامة بالشعر واللغة» من تلاميذه ثعلب وغيره» من أشهر كتبه المطبوعة كتاب طبقات فحول الشعراء» توفي سنة ۲۳۱ھ ببغداد. انظر: تاريخ بغداد /١ ۳۲۷» إنباه الرواة .٠٤١/۳
(۲) طبقات فحول الشعراء .١ 5/١
(۳) انظر: طبقات فحول الشعراء .۲٤/١
(5) انظر: طبقات الشعراء في النقد الأدبي للدكتور جهاد المّجالي 1۷.
(5) هو أبو معاذ» مولى بني عُقَيل» أحد الشعراء المطبوعين العُميان» ورأس الشعراء المحدثين» نشأ في البصرة وانتقل إلى بغدادء توفي سنة 1548ه انظر: الشعر والشعراء ۲ تاريخ بغداد /9/ .1١7
272 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
وأبي نواس » وغيرهما”" .
- فأمًا طبقة الشعراء الجاهليين» والمُخضرّمين» فقد أَجْمعَ أهل العربية على الاستشهاد بشع رهم › ونقل الإجماع على ذلك .
- وأما طبقة الإسلاميين» فقد انقسم أهل العربية في صحة الاستشهاد بشعرهم إلى فريقين :
الأول: الذين يردُونَ الاستشهاد بشعر هذه الطبقة. ور الفريق أبو عمرو بن العلاء”“» وعبد الله بن أبي إسحاق الحضرمئ› والأصمعييُ””'. حيث كانوا يُلْحُنونِ الفرزدق» والككميتَء وذا الوم وأضرابّهم» وهم من شعراء الإسلام. ويذكر الأصمعيٌ أنه جلس إلى أبي عمرو بن العلاء ثماني ججج فما سّمعه يحت ببيتِ إسلامي”".
و 2 5 5
ويعلق ابن رشيق على ذلك فيقول: «هذا مذهب أبي عمرو وأصحابه»
ل
و ٠ هذا
)١( هو الحسن بن هانئ» مولى الحكم بن سعد العشيرة» من اليمن» نشأ في البصرةء وطلب فنون العلمء أكثر من وصف الخمر وسبق إلى معان لم يسبقه إليها أحد في وصفها. انظر: الشعر والشعراء .۷۹٦/۲
(۲) انظر: العمدة فى صناعة الشعر ونقده 2١11/4/١ خرانة الأدب 5/١ -5.
(۳) انظر: نحزانة الأدب ٤/١
(:) هو أبو عمرو بن العلاء بن عمّار بن العريان التميمى» اختلف فى اسمه على واحد وعشرين قولاًء منها: أبو العلاء» وزبان» والعريانء ويحيى. كان أعلم الناس بالقراءات» والعربية» والشعرء وأيام العرب» وهو أوئق رواة الشعرء وبلغت كتبه التي كتبها إلى سقف بيته» ثم تنسك فأحرقها. توفي عام ١١٠ه. ومن تلاميذه أبو عبيدة والأصمعي» وغيرهما. انظر: طبقات اللغويين والنحويين 25 معجم الأدباء /١١ 57» سير أعلام النبلاء 407//57» وقد كتب عنه الدكتور حسن بن محمد الحفظي رسالة الماجستير بعنوان «آراء أبى عمرو بن العلاء النحوية واللغوية» بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام عام ١١٤٠ه.
(5) انظر: العمدة فى صناعة الشعر ونقده ۹٠ /١ وإنباه الرواة .٠١۳١/٤
(5) انظر: سؤالات أبي حاتم 2.54 الموشح 785 38 ۲٤۹ ۲۵۰ ۲۹۸ ۲۸۲ وطبقات اللغويين والنحويين ١5515 25508 ومجالس العلماء .١16١
(۷) انظر: العمدة في صناعة الشعر ونقده ۹١ /١ وإنباه الرواة 177/4.
الشاهد الشعري المُّحتجٌ به في التفسير
عصره هذا المذهب: ويقدم من قبلهم ولي ذلك ت إا لماج في الشعر إلى الشاهد» وقَلة تقتهم د بما يأتي به المُولَّدونء ثم م صارت لجاجةً”''. وقصة عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي مع الفرزدق
(YD. . مسهورهة الثاني : الذين يرون صحة ا الطبقة» وهم . (TD جمهور آهل اللغة كالخليل بن »> ویوس بن حبيناء وسيبوية
ورم فقد 6 يونس يُفُضل الفرردق. ويقول: «لولا الفرزدق لذهب
شعرٌ العر ت . وابن سام 0ه ) يفضل جريراً والفرزدق› على ذي الرمة» ويقول عنه: «هو ذونهما ويساويهما في بعض شعره») 0 ويقول البغداديٌ: «وقد أَجمعَ علماء الشَّعْرِ على اَن جريراً والفرزدق والأخطلء مُقدَّمونَ على سائر شعراء الإسلام)""" .
والذي استقرّ عليه الأمرّء وسار عليه المفسرون واللغويون» جوازرٌ الاستشهاد د بشعر هذه الطبقةء وهو ما سار عليه أهل العربية» وكثير من شواهد التفسير منسوبة لشعراء هذه الطبقة» فهم في كتب التفسير يكادون
.41١/١ العمدة فى صناعة الشعر ونقده )١(
(0) انظر: الشعر والشعراء ۸۹۰٤۸٠ /١ معاني القرآن للفراء ؟/ 2١147 وخزانة الأدب ه/ ١55 60
(۳( احتتجٌ الأصبهانيُ على أن كتاب العين لم يكن كُلّه من تصنيف الخليل بقوله: «ومما يدل على هذا استشهادهم بأشعار المولدين» مما لم يكن الخليل يلتفت إليه» ولا يستشهد بمثله . وقد علمت في العين والحاء والراء وغيرها على أكثر من أربعين بيتاً للمحدثين» مثل سليمان بن يزيد العدوي, وصالح بن عبد القدوس» وسابق وبشار ومن في طبقتهم » بل وجدت فيه شيئاً من شعر أبي دلامة» والحسن بن هانئ. وهذا أدل دليل على أن الكتاب مفسد مزيد فيه». انظر: شرح ما يقع فيه التصحيف 8ه -64.
.57١/١ خزانة الآدب )٤(
(0) طبقات فحول الشعراء .٥٥١ _ ٥0١/۲
(5) خزانة الأدب .۷٦/١ (۷) انظر: خزانة الأدب .0/١
١١٠ pm الشامر (الشعري في تفسير القرآن الكريم
يتساوون من حيث عذد الشواهد مع طبقة الجاهليين» ویزیدول على طبقة إا ا می ٩
ففي «مجاز القرآن» لأبي عبيدة احتج بثلاثة وحَمسينَ شاعراً من طبقة الإسلاميين» في حين احتج يخمسةٍ وستين ¿ شاعراً من طبقةٍ الجاهليين» وواحدٍ وأربعين شاعراً من المُخضرمين. واحتجٌّ الفراء في «معاني القرآن» باثني عشر شاعا إسلامياً: مقابل الاحتجاج بتسعة شعراء من العصر الجاهلي وثما ثمانية من المخضرمين. والطبري في تفسيره احتج بثلاثة وستينّ شاعراً إسلاميا . ولذلك يقول البغدادي عن طبقة الإسلاميين: والصحيحٌ صحة الاستشهاد بكلامها)”' .
والمظنون بالعلماء الذين لم يستشهدوا بشعر هؤلاء الشعراء أَنّهِم إِنَّما كانوا يُظهرونَ التعصبّ للمتقدمين ترغيباً للناس في حفظ أشعارهم. وروايتها؛ لأنها حجةٌ في لغة الحَرب» فإن الشعرٌ القديمَ - حتى الرديء منهُ - صالح للاحتجاج به في تثبيتٍ اللغةٍ وقواعدهاء. وتفسير القرآن والسئة. بخلافٍ شعر المتأخر فإِنّهُ وإن كان جيّداً لا يصلح للحجة» > فكان العلماء يرون أن حفظ أشعار المتقدمين والترغيب في حفظها وروايتها وإن كان فيها ما هو رديءٌ من الفروض المتعينة لحفظ لغة القرآن» بخلاف أشعار المتأخرين» يدلكَ على هذا أن العلماء كانوا يعيبون كثيراً من أشعار المتقدمين من شعراء الجاهلية ومَّنْ بعدهم كما تراه في كتاب «الموشح) للمرزباني» وفي صدر كتاب «الوساطة» للجرجاني”". ويدلك على ذلك أن رجلاً أنشدّ ابنَ الأعرابئ شعراً لأبي واس» فسكت ابن الأعرابي» فقال له الرجلّ: أما هذا مِنْ أحسن الشعر؟ قال: بَلىء ولكنّ القَدِيمَ أحبٌ إلى" .
.7 ١7ص انظر: «مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري» من هذا البحث )١( .0 4 الوساطة »١ انظر: الموشح )۳( .5/١ خزانة الأدب )۲( ."84 انظر: الموشح )٤(
الشاهد الشعري المُحتجٌ به فى التفسير ججح ا رس ٠ =
وأما الطبقة الرابعة وهي طبقة المولَّدِينَ فلم يستشهدوا بشعرهم”''» وقد نقل السيوطيٌ الإجماع على ذلك" 0 والمولدون هم الذين . يتمحضروا للعرب من الشعراء. فارجل مود إذا كان عربياً غير مَحض»" 0 وإِنّما سمي المُولَّدُ من الكلام مُولّداً إذا استحدثوة» ولم يكن من كلامهم فيما مَضى». «والمُولد المُحدَثْ من كل شيء». وهذا يدل على أن المولَّدَ يقصد به الشخص المُحَدَتُ أيضاً: سواءً اكان عربيّ السب صراحة أم لا فقد كان أبو عمرو بن العلاء (51١ه) عد الأخطل وجريرٌ والفرزدق من المحدّثئين» ولم يَرْضَ الاستشهادٌ بشعرهم. (196ه) أفسدَ شِعرَهُ بهذه الأقذار لاحتجَجنا به؛ لاه مُحكمُ القولٍ لا يخطىئع)”' ., وأبو عبيدة مَعْمِرَ بن المََنى (١؟ه) يقول: «افتتح الشعر بامرئ القيس» وخم بابن هرمة 0١ والأصمعي (15؟ه) يقول: «ساقة الشعراء ابن ميّادةَ وابنُ هَرْمَة» ورؤبة» وحَكم الحُضَريُ (١٥٠ه)“» ومَكينٌ العذري (150١ه).» وقد رأيتهم أجمعين». في حين أنه يَمنعٌ الاستشهاد بشعر شعراء قبل هؤلاء مثل الكميت والطرمّاح .
ومن خلال أقوال أهل العربية في التحديد الزمني لنهاية عصر الاحتجاج بالشعر» وجواز الاستشهاد به فى اللغة والتفسير» يظهر اختلافهم في وضع تاريخ دقيق» يكون فاصلاً بين مَنْ يصح الأخذ عنهم.
.04 انظر: الاقتراح )۲( .4/١ انظر: خزانة الأدب )١( لسان العرب 554/7 (ولد). )٤( .004/” الصحاح )۳( ."٤۸/١ (ولد). (3) خزانة الأدب ٤1۷/۳ لسان العرب )0(
.٤۸٤/۲ المزهر )۷(
(A) هو الحَكم بن معمر بن قنبر من قيس عيلان» شاعر إسلامي هجاء» كان يهاجي ابن ميادة توفي سئة ١١٠ه. انظر: الأصمعيات ٠۲ الأغاني ۹٤/۲ معجم الأدباء /٠١ E
(9) الشعر والشعراء ۷٠١۳/١ وخزانة الأدبس 28/١ 450.
d= الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ومن لا يصحَ» ولذلك يُمكنٌ القول: إِنَّ المعتدلين مِنْ أهل العربية قد ارتضوا تاريخا وَسَطا على وجه التقريب بين ذي الرمة المتوفى سنة ۷ه من جهة» وإبراهيم بن هرمة المتوفى سنة ١۷١ه من جهة أخرىء فجعلوا سنة ١١٠ه وهي منتصف القرن الثاني الهجري فيصلاً في خلافهم» يأخذون بشعر مَنْ عاش قبل هذا التاريخ» ويُعرضون عن شعر من عاش بعدهء وعلى هذا يكون الشاعرٌ ابن ميادة المتوفى سنة ۹٤٠ھ آخرّ شعراءٍ العربية الذين يجب أن يُتوقف عندهُ في الاحتجاج والاستشهادٍ. وإن كان الأصمعي يرى التوقف عند ابن هَرْمّة.
غير أن هذا الإجماعَ الذي ذكره السيوطي على عدم الاستشهاد بشعر المولدين قد خرّجَ عليه بعض العلماء فقد نقل عَن عددٍ من أهل العربية الاستشهاد ببعض الشواهد لشعراء من هذه الطبقة» غير أنه لم يكن اعتماداً كلياً على هذه الشواهد, وإِنّما هو أشبهُ ما يكون بالاستئناس» حيث يرد الشاهد مقترناً بغيره» أو بقراءة شاذة» فضلا عن أنه شواهد قليلة لا تن نسبةٌ ذات دلالة في هذا الشأن. فقد استشهد أبو عبيدة عند تفسيره لقوله تعالی : #لا فبًا عو ولا هُمْ عا رفوت )€ [الصافات: ]٤١ أن معناها : ليس فيها غَول» والقَّولُ أن تغتال عقولهم. واستشهد بقول مطيع بن إياس0©:
ومَازالث الكأسُ تغتالنا وتذهث بالأول الأول“
)١( اختلف في سنة وفاة ابن ميادة (الرماح بن أبرد الرياحي)ء فقيل سنة 5١١هء وقيل سنة 594١هء وقيل غير هذا. وقد ناقش هذه الأقوال الدكتور حنا جميل حداد (محقق شعر ابن ميادة) وأثبت صحة قول من قال إنه توفي سنة 59١ه. انظر: ابن ميادة وشعره ۹ _ 0
2 هو مطيع بن إياس الكنائي› من بني ليث بن بكرء مدح المنصور وابنه جعفرء وهو من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية» توفي سنة 57١ه انظر: معجم الشعراء للمرزبانى 505» خزانة الأدب 459/4.
(۳) مجاز القرآن 159/7.
الشاهد الشعرى اله لمحتجٌ به فى التفسيم 7 0 * اط يماش سس SS ٠
ومطيع بن ن اياس من المولّدِين وقد تابع أبا بيده في الاستشهاد بهذا الشاهد الطبريئ” » والقرطية”" عند تفسيرهما للآية.
وأمّا الفراء فلم يرد في معانيه الاستشهادٌ بشعر المولّدين إلا بشاهدٍ للشاعر إبراهيم بن هرمة» وشاهدٍ للقاسم بن معن وبقية الشواهد
وأما الطبري في تفسيره فقد التزم بالاستشهاد بأشعار الطبقات الثلاث الأولى بصرامة» وآخر الشعراء الذين استشهد بشعرهم هم: إبراهيم بن هرمة22 وابن ميادة الذبياني"''. وأبو تخيلة السعدي الراجز" . وهؤلاء من الذين ذكر العلماء أنه قد حَُيِمّ بهم الشعرّء وشاهدٍ واحد لمطيع بن إياس لم ينسبه الطبري" .
وأما أبن قتيبة فلم يستشهل في كتابيه «تأويل مشكل القرآن» واغريبف القرآن» باي شاهدٍ لشاعر مولّد مع أنه قد أورد عدداً كبير ا من أشعارهم فى کته الأخرى مثل (اعيول الأخبار) و«الشعر والشعراء).
عير
وما ما الزمخشري فقد احتج ببيت لأبي تمام على تعدية الفعل «أظلم» عند تفسيره لقوله تعالى: 9إوَإدآ أظَلمَ علي اموأ [البقرة: »]۲١ حيث قال : «وأظلم : يحتمل أن.يكون غير متعدٍ وهو الظاهرء وأن يكون متعدياً منقولاً من ظلم الليلء وتشهد له قراءة يزيد بن قطيب: (أَظي) على ما لم يسم فاعله .
.٥۳۲ /۱۹ انظر: تفسير الطبري (هجر) )١(
(۲) انظر: الجامع لأحكام القرآن .٠٤/٠١
(۳) انظر: معاني القرآن .٥۷/١ (5) انظر: معاني القرآن .١1757/١
(۵) انظر: تفسير الطبري (شاكر) ۰۳۸٦/۷ تفسير الطبري (هجر) .3"١ /١17/ ۳۲٤/۱٦
(0) انظر: تفسير الطبري (شاكر) .01١١/١١
(۷) تفسير الطبري (شاكر) .57١/١
(۸) انظر: تفسير الطبري (هجر) ۱۹/ .٥۳۲
(9) نقلها أبو حيان عن الزمخشري في البحر المحيط 240/١ وفي النهر الماد كذلك له -
سا الشاهر (الشعري في تفسير القرآن الكريم 3 م 8 (0). | وجء في شعر حبيب بن اوس هما أظلما حالي ن نمت أجليًا ظلاميهما عن وجه أمرد أشيب وهو وإن كان مُحَْدَئاً لا يُستشهد بشعره في اللغة فهو من علماء العربية» فاجعل ما يُقولهُ بِمَنْزِلةٍ ما يرويه. ألا ترى إلى قول العلماء: الدليل عليه بيت الحماسة» فيقتنعون بذلك لوثوقهم بروايته وإتقانه»" فهو هنا أورد البيت بعد القراءة الشاذة» فهو لم يورده بمفرده مع أنه احتج لما ذهب إليه باعتماد العلماء لروايته» فقاس على ذلك لغته» والغريبٌُ أن الزمخشري مع قوله هذا في أبي تام قد َا أ واس في بعض شعرو مع فصاحته وتقدٌّمه!*) . ومهما يكن من أمر فإن عدد الشواهد التى أوردها العلماء من أشعار المولدين لا تَمثْلٌ شيئاً» بالنسبة للأبيات التي وردت لمن قبلهم . ويَحسنٌ التنبيه إلى أن عدم الاستشهاد بشعر المولدين لا يعني عدّمَ فصاحتهم» فقد نُقِلَتْ نقولٌ كثيرة عن أئمة علماء اللغة تُرَكّى شعرٌ هؤلاء أا “. “ا 3 0 )0( وعندما نشد مروان بن أبى حفصةً (ت187١ه) بعض شعرهو لخَلف
ف
8/١ = 58» وفي المحرر الوجيز ٠۳۹/١ نسبها للضحاك. ولم يتعرض لها ابن جني في كتابه «المحتسب)».
(1) هو حبيب بن أوس الطائي المعروف بأبي تمام» شاعر عباسي توفي سنة ١17اه. انظر: وفيات الآعيان .١١/7
(؟) ديوان أبي تمام ١ وفي شرح التبريزي لديوان أبي تمام :١6١/١ «جعل أظلم ها هنا متعلياًء وذلك قليل في الاستعمال» وهو في القياس جائز» وهو على قياس من قال ظلم الليل» في معنى أظلم. فإن ادعي أن أظلم ها هنا غير متعد» وأن حالي منصوب كانتصاب الظرف» فإن قوله أجليا ظلاميهما يدفع ذلك لأنه عدى أجليا إلى الظلامين» .
(۳) الكشاف ۸٦/۱ ۔ ۸۷.
(6) انظر: خزانة الأدب ۳٠١/۸ ١٠١۳ء وشرح أبيات المغني .۷٤/٦
(5) انظر: الأغاني .٠٤١/۳
الشاهد الشعري المّحتحٌ به فى التفسير ue کل ا د ل % س
الأخمرء ويونس بن حبيب» أثنيا عليه ثناءً عاطراًء بل فضّلاه على بعض شعر الأعشى» حتى أن مروان نفسه قد أنكر ذلك التفضيا.
ويقول أبو عبيدة: «ذهبت اليمن بجيد الشعر في قدیمه وحليثهء امرؤ القيس في الأوائل» وأبو نواس في المُحدّئين)"”'". ويقول: «أبو نواس في المحدثين مثل امرئ القيس في المتقدمين» فح لهم هذه الفِطنّ» > ودَلَّهِمْ على المعاني»› وأَرشْدَهُم إلى الطريق» والتصري في فُنُونِها”"“ويقول الجاحظ: «ما رأيتٌ أحداً كان أعلمَ باللغة من أبي نواس» ولا فص لهجة > مع حلاوة ومجانبة للاستکراه» . وقال ابن قتيبة عن أبى نوا س: «وقد كان بحُن في أشياء من خر لا أراه فيها إلا على حجة من الشعر المتقدم» وعلى علة بينةٍ من علل النحو»*©.
بل إن ابن السَّيدٍ التظليوسي قد ذهب إلى أنه يكون للاستشهاد بشعر بعض المولّدين وجةٌ مقبولٌ» وإن كان يتَّفْق مع جُمهور العلماء في أن الأصل عدم م الاحتجاج بشعرهم. فقال بعد أن استشهد بعد من الشواهد الجاهلية التي تؤيد صحة القول بصواب إضافة لفظة «الآل» إلى الضمير في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وآَلِِ. قال: «وقد قال أبو الطيب المتنبي» وإن لم يكن حجة في اللغة:
وال سيد كل يوم جَدَهُ ويَزِبِدُمِنْ أعدايئوفي آل
' وأبو الطيّب وإن كان مِمّن لا يُحتجُ به في الغ فان في بيته هذا خحجة من جهة أخرى. وذلك اَن الئاس عنوا بانتقاد شعروء وكان ني عصرو جماعة من اللخوييْنَ والنحوييْن؛ کابن خالويه» وابن جني وعَيْرهماء وما رأيتٌ منهم أحداً أنكرّ عليه إضافة «آل» إلى المُضمرء
.۳۸/۲٣ الأغانى )۲( .٠١۳١_ ٠٠۲/۱۰ انظر: الأغاني )١( .17/706 الأغانى )٤( .۳۹/۲۰ الأغانى )۳( .57١/1١ الشعر الشعراء ۸۱۸/۲. (5) انظر: ديوانه )0(
ا الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم وكذلك جَجمِيعٌ مَنْ تكلم في شِعرو مِنْ الكُتَّابٍ والشعراء؛ كالواحديٌ» وابن عَبَّادِء والحاتمئ» وابنٍ وكيع ' > للا أعلمُ لأحدٍ منهم اعتراضاً في هذا البيت» فدلٌ هذا على أن هذا لم يكن له أصلّ عندّهم. فلذلك لم يتكلموا فيه“ وكلام البطليوسي هذا وجيهء غير أنه لا يصلح أن يكون قاعدة مع كل شاعرٍ مُحدَثْء فعنايةٌ العلماء بشعر المُتنبي ليست كعنايتهم بشعر غَيّْره وقد نظر البطليوسي في القرائن المحتفة بشعر المتنبي فدعاه إلى قوله هذاء وهذه النظرة النقدية د للشاهدٍ الشعري تحتاج إلى توسع وبسط ليس هذا مَحَلَّةُ؛ فان شواهدٌ المتقدمين يَعتري بعضها من الاختلالء والفسادٍ أحياناً ما يدعو العلماء إلى التوقف في قبولهاء بل وردّها في كثير من الأحيانٍء وسيآتي مَزِيدٌ بِيانٍ لهذا في المبحث التالي. ثانياً : المعيار المكاني :
وهو ما يُمْكِنٌ أن يسمى مقياسَ «البداوة والتحضر)» فبعد أن استقر رأي العلماء على صحة الاستشهاد بشعر الطبقات الثلاث الأولى» قام اللغويون بمراجعة أشعارهم للوقوف على بداوة هذا الشاعر وحضارة ذاك؛ لأن البداوة كانت شرطاً من شروط الفصاحة. فنتج عن هذه المراجعة أن حكموا على قسم من الشعراء بالضعف وعدم الفصاحة ولين اللسان» مِمَّا يُبعد شعرّهم عن الاستشهاد والاحتجاج» وذلك بسبب بعدهم عن البداوة» ومخالطتهم للحضر في المدن.
وقد كان لهذا العامل دور بارز فى الاستشهاد»ء فقد مَجّد العلماءً البادية» واتجهوا شطرهاء ووتقوا أعلهاء فهي مَكمَنَ الفصاحة والبيان؛ ولذلك كانت العربٌ في الحاضرة ترسل أبناءها للبادية للتربي على الفصاحة» ورُوي: أَنَّ أبا عمرو بن العلاء ما كان يأخذ لغيه إلا من
.۳۹ 78/١ الاقتضاب )١(
الشاهد الشعري المَحتحٌ به في التفسير ۷
أشياخ العرب» وأهل البّداوة''» وقد سأل الكسائي الخليلَ بن أحمد: من أين أخذت علمك هذا؟ قال: مِن بوادي الحجازء وتجل» وتهامة”"' . وجعل الجاحظ من تَمَام آلة الشعر أن يكون الشاعرٌ أعرابيًا ". وذكر الفاراية”؟؟ علةً ذلك بقوله: «ولّمًا كان سكان البَربّةَ في بيوت الشَّعَرِء أو الصوف والخيام والاً حسية””' من كل أمةٍء أجفى وأبعدٌ من أن يتركوا ما قد تَمكنَ بالعادة فيهمء وأحرى أن يحصّنوا نفوسهم عن تَخيل حروف سائر الأممء وألفاظهم» وألسنتهم عن النطق بهاء وأحرى ألا يُخالطهم غيرهم من الأممء للتوحش والجفاء الذي فيهمء وكان سان المدن والقّرى وبيوت المَدَرٍ منهم أطبع: وكانت نفوسهم أشدّ انقياداً لثطقهم بما لم يتعودوه» كان الأفضل أن تؤخذ لغاث الام ة عن سكان البراري منهم› متى كانت الأمم فيها هاتان الطائفتان)”'', بخلافي الحاضرة التي كانت مِظئّدت الخلط واللّحنٍ'"". وقد أشار إلى ذلك أبو عمرو بن العلاء حينما قال: «لم أَرَ بدوياً اقام بالحضر إلا قَسَدَ لِسائُهُ عَيْر رؤب والفرزدق» . فعلى قدر توغّل القبيلة في البداوة في وسط الجزيرة العربية كبوادي نجد والحجاز وتهامة - تكون فصاحتهاء ولذلك عَمَدَ ابنُ جني فصلاً بعنوان: «باتٌ في ترك الأخذٍ عن أهل المدر كما أَخِدَ عن أهل الوَيَرِه"2. كما افتخر بعض البصريين بمّروياتهم على الكوفيين» ويقولون:
(1) انظر: رسالة الغفران /الا١. (۳) انظر: إنباه الرواة 7560/8/7.
(۳) انظر: البيان والتبيين 7/ .١57
)€( هو أبو نصر محمد بن محمد بن طرخان الفيلسوف. ولد سنة هھ وتوفي بدمشق سنة 4لالاه. يعد من كبار الفلاسفة» ولقب بالمعلّم الثاني لشرحه > كتب أرسطو المعلم الأول عند الفلاسفة. انظر: وفيات الأعيان ه/ .٠١١
(©) هى الرمال» وهو يشير إلى الصحراء. انظر: لسان العرب ١87/7” (حسا).
(3) الحروف والألفاظ .٠١١ (۷) انظر: البيان والتببين .٠١۳/١
(۸) شرح شواهد المغني ٠١/١ نخزانة الأدب .77١/١
(9) الخصائص"/ 0.
(إنّما أخذنا اللغدَ عن حَرَسْةٍ الصّبابء وأَكَلَّةِ اليّرابيع» وهؤلاء أخذوا اللغة عن أهلٍ السَّوادٍ أصحاب الكواميخ وَأكَلَةَ الشواریں'
ولم يكن الرفعٌ من قيمة البادية» والحطّ من قيمة الحاضرة مقصوراً على هؤلاءِ فقطء فهناك ما يشير إلى التفريق بينهما في العصر الجاهلي› وهو عصر الفصاحة والسليقة» فهذا عدئ بن ريد العبادي المتوفى قبل الهجرة بخمس وثلاثين سنة”'' لا يرى العلماء الاستشهاد بشعره”" .
ومثله م بن أبي الصلت المتوفى في السنة الثامنة من الهجرة*'. حيث لا يرى العلماء أن د 9 شعرة °
وقد حرص العلماءً وخاصة أهل البصرة على تَحقّق صفة البداوة
فيمن يأخذون عنهء وكان ذلك مصدر فخر واعتزاز لهم. فهذا أبو عبيدة
معمر بن المثنى عندما أتاه أبو عمر الجرمي بقطعة من كتابه «مجاز
القرآن»» وقال له: «من أين أخذت هذا يا أبا عبيدة؟ فإن هذا خلاف
تفسير الفقهاء . فقال لي: هذا تفسير الأعراب البَوَّالِينَ على أعقابهم. 2 وير ¥
فإن شئت فخذه» وإن شئت فذره»
يقول الفارابي: «وبالجملة فإنه لم يَوْحَذْ عن خضري قط» ولا عن
)0010 حرشة شة: جمع حارش» وهو صائد الصباب جمع ضَبّء واليَرابِيع ججمع يَربِوعٍ من حيوانات الصحراء وهو يُشير بهذا إلى بَداوتهم. والكواميحٌ : : جَمعٌ گامخ» نوع من الودامء وهو معرب والشواريز: هو اللْبَنُ بالفارسيّة. انظر: أخبار النحويين البصريين ۹ لسان العرب ١00/١5 (كمخ)ء ۲/۳ (حرش).
(۲) هو عدي بن زيد بن حَمّاد العباديٰ التميمئٌ» كان يسكن الحيْرَة» ويدخل الأرياف» فتقل لسانه» واحتمل عنه شىء كثير جداًء والعلماء لا يرون شعره حجة. انظر: الشعر والشعراء ۲۲۵/۱ الأغانى .٠۷/۲
(۳) انظر: طبقات فحول الشعراء /١ ١١٤٠ء الشعر والشعراء 2778/١ ۲۳۰ الأغانى ؟/ 5 شرح أبيات المغني ۳/ .٥۷ ْ
.٤0۹/١ انظر: الشعر والشعراء )٤(
(0) انظر: الشعر والشعراء »55١/١ الأغاني ۸۹/۲.
)00 يعني تفسير المفسرين . 42 طبقات النحويين واللغويين .٠۷١
الشاهد الشعرىا لمحتخحٌ به فى التة فسير ۹ Kî 222 ووس کا ۳ ٠
سكان البّراري» مِمَّنْ كان يسكنٌ أطراف بلادهم التي تُجاورٌ سائرٌ الأمم الذين حولهم فإنه لم يؤخذ لا من لہ ولا من جُذام؛ فإتهم كانوا
ستل
مُجاورين لأهل مصرّ والقِبْط» ولا من قضاعة'" وعَسّان“» ولا من إياد ؛ فإتهم كانوا مُجاورينَ لأهل الشام» وأكثرهم نصارى» يقرأون في صلاتهم بغير العربية» ولا من تَعْلبَ ولا التّمر"؛ فإنهم كانوا مُجاورين
لنب والمُرسء ولا من عبدٍ القيس”"؛ لأنّهم كانوا سكا البحرين»
(1) لخم بن عدي» بطن عظيم» ينتسب إلى لخم» وهو مالك بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيدء من القحطانية» كانت مساكنهم متفرقة بين الرملة بفلسطين» ومصرء والجولان» ومنهم آل المنذر ملوك العراق. انظر: صفة جزيرة العرب للهمداني ٠"١ - ١79 نهاية الأرب للنويري ؟07/7".
(۲( جذام بن عدي» بطن من كهلان من القحطانية» وهم بنو جذام بن عدي بن الحارث» كانت تنزل بين مدين وتبوك» وحول الأردن» وهم أول من سكن مصر من العرب. انظر: صبح الأعشى ۳۳۰/۱ الاشتقاق 175.
(۳) قضاعة بطن عظيم من القحطانية على قول أكثر أهل النسب» وقد سكنوا أطراف الجزيرة من جهة الشام» وحاربهم النبي بي في ذات السلاسل» وكانت النصرانية منتشرة بينهم. انظر: صبح الأعشى١/2717 نهاية الأرب .۲۹٤/۲
(:) غسان شعب عظيم» من قبائل اليمن» وهو مازن بن الأزد بن الغوث» وقيل: هو ماء بسد مأرب باليمن» وقيل: ماء في بلاد الشام نزله قوم من الأزد فنسبوا إليه. ومنهم بنو جفنة رهط الملوك. كانت ديارهم ببلاد الشام» جهة دمشق وما حولها. انظر: معجم قبائل العرب ۳/ .۸۸٤
(4) إياد بطن عظيم من العدنانية» وهم بنو إياد بن نزار بن معد بن عدنان» نزلوا أرض العراق» والموصل وما حولهاء ودخل أكثرهم في الإسلام في عهد عمر بن الخطاب» ومنهم خطباء مشهورون كقس بن ساعدة» وعنهم وصلت أكثر أخبار الأمم السابقة كطسم وجديس . انظر: نهاية الأرب 2778/7 معجم قبائل العرب١/07.
(0) هم النمر بن قاسطء بطن من أسد بن ربيعة» من العدنانية. من أورديتهم العلاة باليمامة. انظر: الاشتقاق لابن دريد ۰۲۰۲ الأغاني 287/9 2747 747,
(۷) عبد القيس بن أفصى» قبيلة عظيمة» تنتسب إلى عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار» من العدنانية» كانت مواطنهم بتهامة ثم خرجوا إلى البحرين واستقروا بها. انظر: نهاية الآرب۲/ ۳۲۹.
مُخالطين للهندٍ والفُرس» ولا من أَزْدِ عُمان”''؛ لِمُخالطتهم للهندٍ والفرس» ولا من أهل اليمن أصلاً ؛ لمخالطتهم للهند والحبشة» ولولادة الحبشة فيهم» ولا من بني حنيفة”") وسكانِ اليمامة» ولا من تقيف“ وسكانِ الطائف؛ لمخالطتهم تجار الأمم المقيمين عندهم» ولا من حاضرة الحجاز“؛ لان الذين نقلوا الغ صادفوهم حين ابتدأوا ينقلون لغةَ العرب قد خالطوا غيرّهم من الأممء وَفْسَدَتٌ السنتهم» .
ويقول أيضاً : «فتعلموا لغختهم والفصيح منهاء من سكان البراري منهم دون آهل الحضرهء ثم من سكان البراري من كان في أوسط بلادهم. ومن أشدهم توحشاً وجماءً. وأبعدهم إذعانا وانقيادا. وهم قيس › وتميم» وأَسَدُء وطيء) ٿم هُذيل)”" .
كل هذه النقول تدل على أن العلماء كانوا يحرصون على اللأخذ عن الشعراء الذين ينتمون إلى البادية. ويضعفون ما عداهم» ولا يلجأون إلى الأخذ عن غيرهم إلا في أضيق الحدود. وهذا المعيارٌ قد جعل العلماءة يذهبون إلى أنه يحتج بشعر الفصحاء من شعراء الحضر الجاهليين
)١( الأزد من أكبر قبائل العرب» وأزد عمان أحد بطون الأزد» وهي قبيلة قحطانية تنتسب للأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن كهلان» واستقر أزد عمان بعمان بعد تفرقهم وانهيار سد مأرب فتسبوا لهء انظر: معجم قبائل العرب 1١5/١
(؟) بنو حنيفة ينتسبون لحنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل من العدنانية» وتتفرع لبطون كثيرة» وهي قبيلة محاربة» مساكنها في أوائل الإسلام أدنى بلاد الشام إلى الشيح والقيصوم. واثال من أرض اليمامة» وقد حاربهم أبو بكر في حروب الردة. انظر: صفة جزيرة العرب ۰۱٦۱ صبح الأعشى ۳۹/۱".
() قبيلة تنتسب لثقيف بن منبه» وهم بطن متسع من هوازن العدنانية» وهم بطون كثيرة» مواطنهم بالطائف» وحاربهم النبي َي يوم حنين في السنة. انظر: معجم قبائل العرب.
. هی قريش )٤(
(0) الحروف للفارابي ١٤ء وانظر: الاقتراح 44 45» والمزهر 711/1 117.
(5) الحروف للفارابي ۰۱٤١ مقدمة ابن خلدون .٥٠۹
الشاهد الشعري المحتحٌ به فى التفسير
والمخضرمين والإسلاميين والأمويين والعباسيين حتى نهاية القرن الثاني الهجري» وأما في البادية المنقطعة فيحتج بشعر شعرائها حتى نهاية القرن الرابع الهجري» تقديراً لِبّداوتِهم وبُعڍهم عن تأثير الل فترى أهل العربية يُحتجون بشعر ابن ميّادة وأبى نخبلة الراجزى وأبي حيّة الثُميرئٌ وابن هَرْمَة وکلهم دوي فصيح. > ولا يحتجول بمن عاصرهم من شعراء المدن ؛ مثل بشارٍ بن بردء والوليدٍ بن يزيد وأبي نواس» و بي تَمّام والبحتري ؛ لأنهم من أبناء المدينة والحضار”") ثالثاً: المعيارٌ المَبَلنٌ :
لهذا المعيار علاقة وثيقة بالمعيار المكاني؛ لارتباط القبيلة غالباً بمكان وبيئة واحدة» وقد اشترط أهل العربية فيمن تؤخذ عنه اللغةء ويجوز الاحتجاج بأشعارهم ألا يكونوا من القبائل التي تسكن أطراف الجزيرة العربية» مجاورين بذلك الأعاجم أو الأحباش أو غيرهم من الأمم» وحجتهم في ذلك الحرص الشديد على سلامة اللغة» وخوفهم من تسرب اللحن إليها .
روي عن ابن عباس و و أن القرآن نزل على سبع لغات» منها خمس بلغة العجز من هوازن» وهم الذين يقال لهم عليا هوازن» وهم خمس قبائل أو أربع» منها سعد بن بكرء وجشم بن بكرء ونصر بن معاوية» وثقيف"". ويقول أبو عمرو بن العلاء: «أفصح الشعراء ألسناًء وأعربهم أهل السروات» وهنّ ثلاث: وهي الجبال المطلة على تهامة مما
بلي اليمن» فأولها هذيل: هي تلي السهل من تهامةء ثم بجيلة السراة الوسطىء > وقد شركتهم ثقيف في ناحية منهاء 4 سَراةٌ الأَرْدِء أَزدٍ
.10 انظر: أبحاث في اللغة للدكتور محمد علي سلطاني )١( . ١488 انظر : اللغة بين المعيارية والوصفية للدكتور تمام حسانث 20 .5١١/١ انظر: المزهر )۳(
ا الشامر الشعري في تفسير القرآن الكريم شنوءة» . ويقول أبو عمرو بن العلاء أيضاً: «أفصحٌ الناس ليا ميم وسُفلى قيس)”''2. وروي عن الخليل بن أحمد أنه قال : اأفصحٌ الناس ارد السراةا. ويذكر الفراء أن لغةَ عليا تميم» وسُفلى فيس لغة جيدة. وهناك نص ينقلهُ گل من كتب في هذه المسألة لأبي نصر الفارابي» يقول: «كانت قريشٌ أجودّ العرب انتقاءً للأفصح من الألفاظ» وأسهلها على اللسان عند النطق» وأحسنها مسموعاًء وإبانة عمًا في النفس. والذين عنهم نقلت اللغة العربية» دم اقَتّدِي وعنهم أخد اللسان العربي من بين قبائل العرب» هم قيسٌ» وتميمء وأَسَدُء فان هؤلاء هم الذين عنهم أكثر ما أخِذً ومعظمه» وعليهم انكل في الغريب» وفي الإعراب والتصريي» ثُمّ هُذيل» وبعض كنانة» وبعض الطائيين» ولم يُوْتحَذ عن غيرهم من سائرٍ قبائلهم. . . فإنه لم يؤخذ لا من لخمء ولا من جذام؛ فإنهم كانوا مُجاورين لأهل مصر والقبُطء ولا من قضاعة وغسان» ولا من إياد؛ فإنهم كانوا مجاورين لأهل الشام» وأكثرهم نصارى» يقرأون في صلاتهم بغير العربية» ولا من تغلب ولا النمر؛ فإنهم كانوا مجاورين للنبط والفرس» ولا من عبد القيس؛ لأنهم كانوا سكان البحرين» مخالطين للهند والفرس» ولا من أزد عمان؛ لمخالطتهم للهند والفرس» ولا من أهل اليمن أصلاً؛ لمخالطتهم للهند والحبشة» ولولادة الحبشة فيهم» ولا من بني حنيفة وسكان اليمامة» ولا من ثقيف وسكان الطائف؛ لمخالطتهم تجار الآمم المقيمين عندهم» ولا من حاضرة الحجاز؛ لآن الذين نقلوا اللغة.صادفوهم حين ابتدأوا ينقلون لغة العرب قد خالطوا غيرهم من الأمم» وفسدت ألسنتهم»””'.
.٠١۳ /١ العمدة فى صناعة الشعر ونقده )١(
(0) المصدر السابق .٠١۳/١ (۳) الفاضل للميرد .٠١١ )٤( انظر: معانى القرآن .١55/7
(6) الاقتراح ٤ 56» والمزهر ۲۱۱/۱ - ۲۱۲.
الشاهد الشعري المّحتجٌ به في التفسير 2
وما ذهب إليه الفارابى يُمثل مذهبّ البصريين الذين تشددوا فى فصاحة العربي الذي تۇخذ عنه اللغة والشعر""'*» وأما الكوفيون فقد توسعوا في الأخذ عن القبائل العربية ذاهبين إلى أنَّ الإجماعً قائمٌ على أنَّ جَميعَ قبائل العرب تتكلمُ العربية» وأَنَّهُ لم يثبت فسادٌ ألسنتها بالمخالطة فعلاً» وَإِنّما هو الافتراضٌ المَحض» وعليه فيجب الأخذ عنهم جميعاً دون الاقتصار على بعضها” وما ذهب إليه الكوفيون هو ما سار عليه المفسرون جميعاً في كتبهم» وأصحاب معاني القرآن والغريب» فقد استشهدوا بشعر جميع الشعراء الذين ينتمون إلى عصر الاحتجاج دون تفريق بين قبيلة وقبيلة .
والظاهر أن سبب هذا التحديد للقبائل» والحرص على النص عليها يعود إلى خشية اللغويين الأوائل من تعرض اللغة العربية إلى الانحراف والابتعاد عن خصائصها إِبّان نزول القرآن الكريم» مِمَّا قد يؤدي إلى ظهور لغة ثانية مُختلفة الخصائص”".
وما ذكرهٌ الفارابي نظرة فلسفية لم يعضدها واقع الاحتجاج؛ فإن العلماء الذين حفظت آقوالهم ومؤلفاتهم منذ الخليل بن أحمد وسيبويه وحتى اليوم يستشهدون بأشعار كل القبائل العربية التي ذهب الفارابي إلى أنه لم يوخذ عنهاء وقد أحصى الدكتور خالد عبد الكريم جُمعة القبائل التى استشهدَ سيبويه بشعر شعراءها فوجدها ستاً وعشرين قبيلة» ومنها القبائل التي نص الفارابي على عدم الاحتجاج بشعرها”*'.
ولم تَخرج كتبُ التفسير في ذلك عن كتب اللغة والنحوء فلم يلتزم المفسرون بالأخذ عن قبائلَ بعينهاء وإِنّما أخذوا عن كل القبائل التي
.١54 انظر: الشواهد والاستشهاد لعبد الجبار النايلة )١( وما بعدها. ۳۷١ انظر: مدرسة الكوفة لمهدي المخزومى )0( .۲۷۲ انظر: شواهد الشعر فى كتاب سيبويه لخالد جمعة )۳( 7017 انظر: شواهد الشعر في كتاب سيبوية ۲۷۳ د )٤(
٠ ( _(لشاصر لشي في تفسير القرآن الكريم
حفِظت أشعارهاء ومنها القبائلٌ التي ذكر الفارابئ أَنَّهُ لم يُوْحَذْ عنهاء وما ذكره من عدم استشهاد العلماء بشعر قريش› يتناقض مع ما نقله ابن فارس من إجماع العلماء على أن لغة قريش هي أفصح اللغات”''. بل إن سيبويه في كتابه قد اعتبّر لغة قريش أفصح اللغات» وأقواهاء وأعلاهاء وهى اللغة الأولى القدمى””'. وربما يعترض بقلة استشهاد النحويين بشعر قريش» فيجاب بأنّ العِلةَ هى قلة شعر قريش لا عدم صحة الاحتجاج به» والقبائل تتفاوت في كثرة الشعر وقلته"" . ويُمكنٌ توجيه عبارة الفارابي» إلى أله يريد بذلك أن الغالب على اللغويين الأخذ عن القبائل التى نص عليهاء وقلة أخذهم عن القبائل التي ذكر أنه لم يؤخذ عنها. أو أن المقصود أن العلماء أخذوا من القبائل التي ذكرها كل ما ورد عنهم من الشعر والنثر على حد سواءء وأما التي لم يأخذوا عنها فيقتصر عدم الأخذ عنهم على النثر وحده دون الشعر؛ لأنه قد ثبت أن العلماء من النحويين واللغويين والمفسرين قد استشهدوا بشعر تلك القبائل التي نص على أنه لم يؤخذ عنها. وإما أن يكون الفارابي قد ذهب بهذا التحديد مذهباً اجتماعياً فلسفياًء وأنه كان ينبغى أن يكون عمل أهل العربية على ذلك لا أنه هو الذي وقع فعلاًء وذلك أن وكتابه «الألفاظ والحروف» شرح لكتاب «ما بعد الطبيعة» لأرسطو' . وقد ذكر العلماء في تضاعيف كلامهم المفرق في بطون كتب اللغة
.7 انظر: الصاحبى ۳۳ لغة قريش لمختار الغوث )١(
(0) انظر: الشاهد وأصول النحو لخديجة الحديثى 48.
(۳) انظر: طبقات فحول الشعراء »759/١ العمدة فى صناعة الشعر ونقده 285/١ المزهر .٤۷1/۲ ۰
.٠۴١۷ مقدمة تحقيق كتاب الحروف ۲۷ دراسات في اللغة والنحو للدكتور عدنان سلمان )٤(
الشاهد الشعري المّحتحٌ به في التفسير
والتراجم ما يُمْكنُ أن يُسمّى بضوابط وقواعد في عملية الاستشهاد بالشعر على مسائل اللغة والنحو”'"» وأما مسائل المعانى والبلاغة فقد أطلقوها من القيود الزمانية والمكانيّة» فأباحوا الاستشهاء عليها بشعر القدامى والمُحَدَئِيْن على حَدٌ سواء» بل إِنَّ كتب البلاغة قد أكثرت من الاستشهاد بشعر المحدّثين وأقلت من الاستشهاد بشعر القدماء الذين ينتمون إلى الطبقات الثلاث الأولى؛ وقد اقتصر بعضهم على شعر أبي تَمَّام والبحتري » والمتنبي” ''.
وقال ابن جني بعد استشهاده ببيت للمتنبي: «ولا تستنكر ذكر هذا الرجل - وإن كان مُونّداً - في أثناء ما نحن عليه من هذا الموضع وغموضه» ولطف متسربه؛ فإن المعاني يتناهبها المولدون كما يتناهبها المتقدمون» وقد كان أبو العباس”” وهو الكثير التعقب لجِلَّةٍ الناس - احتجّ بشيءِ من شعر حبيب بن أوس الطائي في كتابه الاشتقاق» لما كان
3 غعرضه فيه معناه دول لفظه»” 0
وهذا المعيار القَبَلنُ لم يكن ل له كد و فى عملية الاستشهاد بالشواهد الشعرية في كتب التفسير» بل استشهد المفسرون بشعر كافة الشعراء من جميع القبائل العربية التي حُفِظَتْ أشعارهاء وترجمٌ كثرة الأخذ عن بعض القبائل» وقلة الأخذ عن أخرى إلى القدر الذي حفْظ من أشعارهاء ورواه الرواة الثقات» وليس لعدم صحة الأخذ عن هذه القبيلة أو تلك . وإن كان هناك قبائل كثر الأخذ عنها لوفرة شعرهاء وقبائل قل الأخذ عنها لقلة شعرهاء وسيأتي تفصيل ذلك .
.50 انظر: أبحاث فى اللغة للدكتور محمد على سلطانى )١(
(9) انظر: المثل السائر ١/؟. ١ ْ
(۳) يريد المبرد محمد بن يزيد» الإمام في النحو واللغة والأخبارء توفي سنة ١۲۸ه. (5) الخصائص .55/١
(6) انظر: مدى اعتماد المفسرين على الشاهد الشعري في التفسير ص97 5.
23 ا ED 1
المبحث الرابع
عيوب الشاهد الشعري عند المفسرين
العْيوبُ جَمعُ عَيْبِء والعَيْبُ في اللغة الوَصْمَةا"'
واصطلاحاً: القادحٌ المؤثّر الذي يُسقط الشاهد الشعريً بالكليّة أو يضعفٌ الاستشهاد به.
وأول مَنْ نْقَدَ الشواهد الشعرية النحويون» وكان للمفسرين مشا فى ذلك» فقد تعقبوا عدداً من الشواهد الشعرية» ووقفوا عندها وقفات نقد واعتراض» فطعن بعضهم في هذه الشواهد الشعرية بما يسقط الاستشهاد بها» ويخرجها عن دائرة الاحتجاجء ونقدها بعضهم بما يضعف الاستشهاد بهاء ويجعل الشكٌّ يدورٌ حول صحة الاستشهادٍ بها .
وقد استند المفسرون في نقدهم للشواهد الشعرية إلى أمور عدة» منها اعترافُ الرواة بوضع هذه الشواهدء واختلاقهم لها لسبب ماء أو إلى نص أحد الأئمة على وضع الشاهد» أو جَهالة قائله» أو تعد الرواية في موضع الشاهد» أو ظهور علامات الوضع على الشاهد الشعري إِمَّا لركاكة لفظدء وإمًّا غير ذلك من علامات الصّنعةٍ فيه. وهذه العيوب ليست على درجة واحدة» فمنها ما يُخرج الشاهد عن الحجيّة. ويسقطه بالكليّةء ومنها ما يُضعفةء ولا يَجعلٌ الحكمَّ الذي بى عليه قائماً بمُجرَّدٍ هذا الشاهد الشعري. وبناء على هذا يُمكنٌ تقسيمٌ عيوب الشاهد الشعري في كتب التفسير والدراسات القرآنية إلى قسمين :
)١( انظر: تهذيب اللغة ”/ .۲٠٠ مقاييس اللغة ٤/۱۸۹ء المحكم 2147/7 لسان العرب 2:4١ 4 (عيب).
عيوب الشاهد الشعري عند المغسرين 2
الأول: العيوب المسقطة للشاهد. وهي التي لا يصلح الشاهد الشعري معها إذا ثبتت للاستشهاد» ويسقط بالكلية وهي قليلة في كتب التفسيرء وفي كتب النحو.
الثاني: العيوب المضعفة للشاهد. وهي التي تقلل من قوة الشاهد الشعري وحجيته» ولكنها لا تسقطه بالكلية» وأغلب العيوب التي وجهت إلى الشاهد الشعري من هذا القسم. وقد أوردت في هذا المبحث مأ يعد عيبا في الشاهد الشعري» وما يظن عيبا وليس كذلك.
لا القسم الآول: العيوب المسقطة للشاهد الشعري.
فأما القسم الأول فيدخل تحته:
1 الطعن فى الشاهد الشعرى بالوضع أو الصنعة :
يأتي الوضع في اللغة لعدة معانٍ منها الاختلاق» يقال: وضع الشيءَ وضعاً؛ أي : اختلت' ومنها الإلصاق» يقال: وضع فلان على فَلانٍ كذا؛ أي : ألصقه ر
والشاهد الشعري هو جزء من الشعر الذي وقع فيه الوضع والاختلاق» والشعر الموضوع هو أن يقول بعض رواة الشعرء أو بعض المولدين › شعراً ثم ينسبه إلى المتقدمين من الشعراء” " . ومن العلماء من يسميه المصنوع. وابن قتيبة يسميه المنحول» استعمالاً للفظ النحل على أصل وضعه في اللغة بمعنى أن تنسب قولاً إلى لم يقلا وأا يد سلام وخلف فإنهما يعنيان بالشعر المنحول ما يكون عند أحد من الرواة من شعر معروف لشاعر متقدم دعحينه » فينسبه الراوية إلى شاعر متقدم
.۲۱۲/۲ انظر: المحكم )١(
(۲) انظر: فتح المغيث للسخاوي .١171/١ (۳) انظر: تمط صعب لمحمود شاكر 4لا ۸۰ () انظر: لسان العرب 5١/5/ا ۷١ (نحل).
١ [_ اهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
آخر'''. وهذا خطأ في نسبة الشعر فحسب» ولا يقدح في الاستشهاد به إذا كان جاهلياً أو إسلامياًء وإنما يقدح في صحة نسبته إلى قائل بعينه"" .
وقد عبر المفسرون وأهل العربية عن الشاهد الموضوع بعبارات متعددة» كقولهم: «وهو موضوع). أو قولهم: «وهو مصنوع»»ء أو قولهم: «هو منحول». أو: «محمول». وهذه التعبيرات النقدية وغيرها مما يتعقب به العلماء بعض الأشعار يهم البحث منها الموضوع والمصنوع الذي قيل بعد عصور الاستشهاد مما يعني سقوط الاستشهاد به.
والوضع لم يكن مختصاً بالشاهد الشعري فحسب» بل هي قضية معروفة في الشعر عموماًء بل وتطرق الوضع إلى حديث الرسول كَل ولذلك توعد من يتعمد الكذب الوضع بالنار» فقال: «من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)”" .
والوضع للشاهد الشعري قد يكون كلياًء يشمل البيت كله» وقد يكون جزئياً حيث يعمد الراوي أو النحوي إلى كلمة أو كلمات فيحذفها ويضع مكانها ما يناسب الوزن» ويساير المعنى الذي يريده.
ومثل ذلك الشواهد المصنوعة». وهي تلك الشواهد التي يضعها صاحبها وينشدها على أنها مما قالته العرب الفصحاءء وهي في حقيقتها أبيات يتيمة ليس لها سوابق أو لواحقء كما لا يعرف قائلها أو واضعها على الأغلب» وتتردد في كتب النحو والتفسير» بحيث لا يكاد يخلو منها كتاب من تلك الكتب» مما يكون الغرض منه غالباً تأييد مذهب فى النحو أو اللغة(؟) وتنقسم الشواهد الموضوعة بحسب معرفة الواضع لها إلى ثلاثة أقسام :
(0) انظر: طبقات فحول الشعراء .4/١
(0) انظر: تمط صعب لمحمود شاكر ۷۹ - ۸۰.
(۳) متفق عليهء البخاري ۲٤۷/۳ برقم ۲٤۳۳ مسلم ٤٩۱/۳ برقم 7477. (6) انظر: الشواهد والاستشهاد في النحو لعبد الجبار النايلة 51.
أولاً: ما اعترف واضعه بوضعه:
حفظ عن عدد من العلماء تصريحهم بالاعتراف بوضع بعض الأشعار» ونسبتها للمتقدمين. ومن أمثلة هذه الشواهد الموضوعة ما أورده المفسرون في مواضع متفرقة من تفاسيرهم» وهو قول الشاعر:
تَأنْكرئني وما كانَ الذي َكَرَت من الحوادث إلا الشَّبَ والصَّلعًا
على أنه للأعشى» فقد استشهد به أبو عبيدة على معنى قوله تعالى : #فاما را اب ای لا تول لله تَحسكرهم واو و جس منم َ4 تم ود: ]٠١ فقال: انکر وأنكرهم سواءء قال الأعشى. .)ثم ذكر الشاهل”''. واستشهد به الطبري على المسألة نفسها فقال: «يقال منه: تكرت الشيءَ
اک وأذكرثة اكه بمعنىّ واحد» ومن تكرت أنكَرْتُ قول الأعشى : وأنكرتنى وما كان الذي تكرت مِن الحوادثِ !| لا اليب والصَّلعًا
فجمع اللغتين جميعاً في البيت)7 . واستشهد به الطبري كذلك على أن: «العربَ قد تجمعٌ بين اللغتين» كما قال: مهل الْكَفْرنَ أنه ويا 403 [الطارق: 17] فجَمّعَ بين التشديد والتخفيف» وكما قال الأعشى. .2 ثم ذكر الشاهد”".
وهذا الشاهد قد نقل أبو عبيدة عن يونس بن حبيب البصري أن أبا عمرو بن العلاء قد اعترف له فقال: «أنا الذي زدت هذا البيث في شعر الأعشى إلى آخره فذهب» فأتوب إلى الله منه»“ . والبيت في ديوان الأعشى المطبوع» وقد ذكر المحقق ما قيل في وضع القصيدة برمتها على الأعشى» وأقوال المحققين ترد كثيراً من أبيات القصيدة ومنها هذا الشاهدء وقد نسب وضعة إلى حَمّاد الراوية» والمشهور أنه لأبي عمرو بن العلاء )١( مجاز القرآن ۲۹۳/۱. (؟) تفسير الطبري (هجر) .٤۷۲/۱۲
(۳) تفسير الطبري (هجر) ۲۳/ 040. )٤( مجاز القرآن ۲۹۳/۱. (4) انظر: مراتب النحويين ٤ء ديوان الأعشى .١5١
1301 الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
ورَيّما يفسر هذا ما فعله الطبري عندما استشهد به على أن العرب قد تجمع بين اللغتين معاًء حيث لم يفرده بالاستشهاد» بل ضم إليه أبي ذؤيب الهذلي :
فَتَكِرْنَهُ فُنَفَرْنَ وامَتَرَسّت بو هَوجاءُ هادية» وهاو جرش
وهذا من فطنة الطبري» وعدم ثقته بهذا الشاهد» وحسن بصره ودقته في التعامل مع الشاهد الشعري. وأما الزمخشري فقد استشهد به دون تنبيه على وضعه على غير عادته. وقد يكون الفعل متعدياً في اللغة ثلاثياً وغير ثلا ني (نكِرٌ وأنْكرٌ)» وهما موجودان في شعر هذيل» ويبدو من دراسة شعرهم» استعمال الفعل (تَكرَ) إذا شاب معنى الإنكار خوف وتوجس» مثل قول أبي ذؤيب السابق. وهذا المعنى هو الذي تؤديه الآية الكريمة: فما رآ ِْم لا تل که تڪرهم واوجس منم ب حبق [هرد: ۷۰].
أَمَا (أنكر) فهو أقرب إلى معنى الإنكار الخالص» الذي قد يغلب فيه العجب والدهش» على التوجس والخوف» وذلك مثل قول أبي
رَقُونِيء وقالوا: يا خويلد لا تَرَعْ فقلت وأنكرث الو- هم ها" وقول أبي كبير الهذلي :
وصحوثٌ عن ذكر الغواني وانتهى عُمري» وأنكرتٌُ الغداة لى وربّما اتهم النحويونَ بوضع بعض الشواهد الشعرية تأييداً لما يذهبون إليه» كما في الشاهد الذي أورده سيبويه» للاستشهاد على أن وزن َيل يعمل عَمَلَّ فعله. يقول ابن عطية: ١وَاخملِت في عَمَلٍ «فعل»» فقال سيبويه: إنه عامل» وأنشد: ا
.477/١7 انظر: تفسير الطبري (هجر) »8/١ ديوان الهذليين »١05 انظر: ديوانه )١(
(۲) انظر: الكشاف 7/ .5٠١ (۳) انظر: ديوان الهذليين .١55/” )٤( انظر: ديوان الهذليين .۸٩/۲ ) ظ
عيوب الشاهد الشعري عند المفسرين CE
و
حَزِرَاً أمورا لا تَضِيِمْ وآمنّ ماليس مُنجيه من الأفدار وادّعى اللاحقك”'' تدليسّ هذا البيت على سيبويه)”''. وهو يشير إلى ما ذكره بعضٌ النحويين من أَنَّ أبانَ اللاحقيّ هو الذي صنع هذا البيت لسيبويه لغرض الاستشهاد به» دون أن يفطن سيبويه لذلك» وقد شاع هذا لدى كثير من المفسرين وأهل العربية. وعلة طعن العلماء في هذا الشاهد أن كثيراً منهم لا يرون أن صيغة «قَعِلَ» تعمل فيما بعدهاء فحاولوا الطعن في الشاهد الشعري الذي ذكره سيبويه» في حين أن سيبويه أورد شاهداً آخر على إعمال فعل» وهو: أو مِسْحَلٌ شَنِجٌ عِضَادَةَ سَمْحَح 2 بِسَراتِهَانَدَبلَهُوكُلُوم" فقد أعمل «شيِج» في «عِضَادةً). وأقدم من رد هذا الشاهد هو المُبَردُء فقد قال عنه: اوهذا بيت موضوعٌ مُخْدَت غير أن السيرافيٌ دافع عن هذا الشاهد فقال: «(وقد زعم قوم أن ابا يَحيى اللاحقيّ حكى أن سيبويه سأله عن شاهدٍ فى إعمال فَعِلَء فعمل له البيت. وإذا حكى أبو يحيى مثلّ هذا عن نفسه» ورضي بان يُخْبِرَ أنه قليلٌ الأمانةء وأ اوْتِمِنَ على الرواية الصحيحة فخان» لم يكن مثله يُقبل قوله» ويُعترَضٌ به على ما قد أثبته سيبويه. وهذا الرجلّ حب أنْ يتجمّل بان سيبويه سأله عن شيءء فخبّرَ عن نفسه بأنّه فعلَ ما يُبطل الجَمَالَ» ويُثبتٌُ عليه عار الأَبَدِ. ومن كانت هذه صورته بَعَدَ في النفوس أن يسأله سيبويه عن
)١( هو أبو يحيى أبان بن عبد الحميد بن لاحق بن عفير الرقاشي» شاعر بصري مطبوع. توفي سنة 917١ه. انظر: الفهرست ٠١١ خزانة الأدب 8/"ا/ا١.
(؟) المحرر الوجيز .57/١17
)۳( البيت للبيد بن ربيعة كما في ديوانه ١٠ء وليس لابن أحمر كما في الكتاب ١١١/١ ومعناه: يصف فحلاً من الحم بأنه ملازم لانيو ولشدته وصلابته قد لازمهاء وقبض الناحية التي بینها وبينه. ولم يحجزه عن ذلك رَمُحها وعَضّها. ٠ وشَيْح ج مبالغة شاج ؛ أي: ملازم. انظر: شرح الطوسي للديوان .١76
.١١١/١ المقتضب )4(
- الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
شيء)"" وقد وجه كلام اللاحقي لم يعني برع هذا البيت روايته لا اختلاقه وقوله. وأكثر العلماء يميلون إلى توثيق هذا الشاهد ثقة فى نقل
(۲( سيبوية 2 .
ثانياً: ما نص أحد العلماء على وضعه:
نص المفسرون على وضع بعض الشواهد الشعرية أو الشك في صحتهاء ومن هؤلاء الزمخشري» فقد وقف مواق نقدية مع عدد من الشواهد الشعرية التي يقال بوضعها. فمن ذلك قوله: «والله أعلم بصحة ما يقال: إن «طه» في لغة عك في معنى: يا رجل. ولعل عكا تصرفوا في (يا هذا»» كأنهم في لغتهم قالبون الياء طاءٌء فقالوا في «يا» «طا»» واختصروا هذا فاقتصروا على «ها»» وأثر الصنعة ظاهر لا يخفى في البيت المستشهل به:
إل السَّمَاهةَ َه في خَلائِقِكُمْ لاقَدَسَاللهُأخلاقٌ الملاعين 9/7
وقوله في موضع آخر: «ومن بدع التفاسير: تفسير «الجزء) بالإناث» وادعاء أن الجزء في لغة العرب: اسم للإناث» وما هو إلا كذب على العرب» ووضع مستحدث منحول» ولم يقنعهم ذلك حتى اشتقوا منه: أجزأت المرأة» ثم صنعوا بيتا وبيتا :
.4٠١ 109/١ شرح أبيات سيبويه )١(
(۲) انظر: شواهد الشعر في كتاب سيبويه ”2777 شرح أبيات سيبويه 5١09/١ الحاشية رقم .١ (۳) البيت ليزيد بن المهلهل كما في الجامع لأحكام القرآن .١١١/١١
.68١ /” الكشاف )٤(
(0) صدر بيت مجهولء وهو بلا نسبة في الجامع لأحكام القرآن »55/١7 والبحر المحيط 8/ »٠١ لسان العرب ۲۹۹/۲ (جزأ).
عيوب الشاهد الشعري عند المفسرين اا
ُوٌجْنهَامِنْ بات الأوس مُحرئة"». 0 ومثله ابن عطية في إيراد الشاهد الأول مع إِثُمامهٍ فقال: «يقال: أجزأت المرأة إذا ولدت أنثى . ومنه قول الشاعر: إن أَجْرَأثْ حر وما فلاعَجَبٌ قَذْتَجْزِيٌ المرأة المِذَكَارٌ أحيانًا وقد قيل في هذا البيت: إنه بيت موضوع»” ". غير أن ابن قتيبة قد نقل عن أبي إسحاق الزجاج أن معنى الجزء هنا البنات. يقال له: جزء من عيال؛ أي : بنات. قال: وأنشدني بعض أهل اللغة بيتاً يدل على أن معنى «جزء» معنى إناث». قال: ولا أدري البيت قديم أم مصنوع : إن أَجْرْأثْ حََْ يوماً فلاعجَبٌ 2 قدتجزئ الحُرَّةٌ المذكارٌ أَحبَّانًا فمعنى: «أجزأت»2. أي آنشت» أي أتت بأنثى. وقال المفضل بن سلمة: حكى لي بعض آهل اللغة: أجزأ الرجل» إذا كان يولد له بنات. وأجزأت المرأة: إذا ولدت البنات. وأنشد المفضل : زوجتها من بَنَاتٍ الأوس مُجرئةً للعوسج الّدنِ في أبياتها رَجَلُ9». وربما اكتفى الزمخشري بإظهار شكه وارتيابه في صحة الشاهد»
ګر 2 ساس خا
كما في قوله عند تفسير قوله تعالى: #خلق الان مِنْ عَجَلٍ * [الأنہاء: ۳۷]: «وقيل: «العجل». الطين بلغة حِميّر» وقال شاعرهم : وَالنَّخْل ينبت بينَ الماءِ والعَجا <“
)١( صلر بيت» وعجزه:
0 العلل 0 لِلعَوْسَج اللّدْنِ في أبياتها رَجَلْ وهو بلا نسبة في لسان العرب 7659/7 (جزأ). (0) الكشاف .15١/4 (۳) المحرر الوجيز .745/١5 )٤( غریب القران 945". (6) عجز بيت مجهول» وصدره:
7 الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
والله أعلم بصحته»”''.
ومن الأمثلة كذلك ما ذكره الفراء من أن أبا البلاد النحوي”"' كان
ينشده بيتاً : م واس اس 1 1 5 . 5-3 م و("”)
يريد: إذ دَنَاء ثم يلقي همزة إذ» ويدغم الذال في الدالء وكانوا يرون أن هذا البيت مصنوع”. ويعني بهم أهل رواية الشعر. وهذا الشاهد استشهد به الفراء هنا على أن عسعس فى قوله تعالى: ولل ذا عسعس 9 4 [التكوير: ] في رأي بعض المفسرين بمعنى دنا من أوله وأظلم . وتابعه فى ذلك الطبري»› والقرطبى”'. وأعرض عنه أبو عبيذة »
(1) ٠ .' والزمخشري»› وابن عطية
ولابن عطية فى تفسيره وقفات نقدية لبعض الشواهد المصنوعة من مثل قوله عند تفسير معنى الإثم في قوله تعالى: #قل إِنَمَا حرم ري الوكش ما ظهِرَ ينا وما بِطنَ وَالاثم ولب عير لْحَنّ . . .€ [الأعراف: :]١٣ «والإثم أيضاً لفظ عام لجميع الأفعال والأقوال التي يتعلق بمرتكبها إثم» بقول الشاعر:
شَرِبْتٌ الام حتى طارٌ عقلي”"
= التَخْل في الصخرة الصمًاءِ مَنبتهُ ees انظر: لسان العرب 50/4 (عجل). )١( الكشاف .1١١7//7 (؟) من علماء الكوفة ورواتهاء كان أعمى معاصراً لجرير والفرزدق. انظر: المزهر 501//7. (۳) نسبه القرطبي لامرئ القيس: الجامع لأحكام القرآن »157/١19 ولم أجده في ديوانه. )٤( انظر: معانى القرآن 557/7. (5) انظر: تفسير الطبري (هجر) 177/75» الجامع لأحكام القرآن .٠١١/۱۹ (5) انظر: مجاز القرآن ”/788» الكشاف 5/١1الاء المحرر الوجيز .717/١7 (۷) صدر بيت مجهول» وعجزه:
عيوب الشاهد الشعري عند المفسرين
قال القاضي أبو محمد #: وهذا قولٌ مردودٌ؛ لأن هذه السورة - أي : الأعراف مكيةء ولم تَعْنَ الشريعة بتحريم الخمر إلا بالمدينة بعد أ د ؛ لآن جماعة من الصحابة اصطحبوها يوم اد ب وماتوا شهداء» وهي في أجوافهم. وأيضاً فبيت الشعر يقال: له مصنوع مُخْبَلَقٌ وإن صح فهو على حذفي مُضاف» '. فابن عطية يشكك في صحة هذا الشاهد» ويرى أنه على افتراض صحته ينبغي تأويله . ْ ثالثاً: ما احتمل الوضع لسيب ما: ومن الشواهد التي يحتمل دخول الوضع فيها أو في موطن الاستشهاد منهاء وخاصة أن معظم كتب التفسير قد ذكرته» قول الشاعر : ظ رى السفية به عن كل مُحكمة زيعٌ»وفيه إلى التشبيوإصغاء وهذا الشاهد الشعري غير منسوب في كتب التفسير”"» ولعل صواب رواية البيت كما في «شرح مقامات الحريري»: وقد تَيب فيها لسابق البربري» مع ثلاثة أبيات في الحلم والتسفيه» وهي التي تدور حولها الأبيات» وهي: لا نُظْهِرَنَ لذي ُهل مُعاتبة فَرْبَمَاهُيَجَتْ بالشّيءٍ أشبا فالماء يُخْمِدُ حَرَّ النار يُطْفِئُها وليسَ للجهل غَيْرٌ الجلم إطفاء ترى السَّفية له عن كل مَحْلَمَةٍ رَبِعٌ» وفيهِ إلى التسفيه إصغاء“ فأما المفسرون فقد استشهدوا به على معنى الإصغاء في اللغة»
= ل مم مل... کا الاثم تذهبٌ بالعقول وهو بلا نسبة في تهذيب اللغة 2١5١/١0 ولسان العرب .۷١/١
.584 - 588/0 المحرر الوجيز (قطر) )١(
(۲) انظر: تفسير الطبري (هجر) 4005/4 الجامع لأحكام القرآن 57/17 » البحر المحيط ٠۷ /٤ الدر المصونه/ .١١٠١
(۳) انظر: شرح مقامات الحريري للشريشي 7747/0.
CT الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
کے ور سے
وذلك عند تفسيرهم لقوله تعالى : ##وَلاِصَعّع إِليَهِ فده ِن لا يمت الجر ولرضوه وليفتروا ما هم مُفروت 407 [الأنعام: »]١١١ فيبقى الشاهد صالحاً لذلك بروايتيه.
م
أمّا المؤلفون في علوم القرآن». والأصوليون» والمؤلفون لكتب الاعتقادء فقد أوردوه للاستشهاد به على معنى المحكم والمتشابه» وهو بهذا لا يصلح الاستشهاد به» لوقوع التحريف فيه في موضع الشاهد منه. ويحتمل أن التصحيف قد دخل في هذا الشاهد في كلمتين» فتصحفت كلمة «مَحلَمّةَ) إلى «محكمَة)» وكلمة «التسفيه» إلى «التشبيه» . والتصحيف من عيوب الشاعر التي وقع كثير من العلماء فيهاء» وقد صحف أبو عبيدة بيتاً لامرئ القيس» وفسر بموضع التصحيف آية من كتاب الله على معنى خالفه فيه المفسرون. فقد روى أبو عبيدة قول امرئ القيس : تَجاوّزتٌ أحراساً إليها وَمَعشَراً عَلَىَ جراساً لو يُسِرّونَ مَقتَلى”) فكان أبو عبيدة يرويه: رجال حِرَاصٌ لو يُسِرُون مُقتلي بالسين غير المعجمة» وفْسَرَ به قوله تعالى: #8وَأسَيُواْ التدامة لما راو مدان 4 [يونس: ]٠٤ أي : أظهروها. ورواية الأصمعي للبيت: جاوزث أحراساً إِليها وَمَعشّراً عَلَيَ جراساً لو يُشِرونَ مَفَتَلي أي : يظهرون» يقال: أشررت الثوب إذا نشرته» وشررته أيضاً”" . وقد قبل بعض العلماء الاستشهاد بالشعر المنحول رغم صنعته. واشترطوا لقبوله شرطين :
)١( انظر: تفسير الطبري (هجر) 4505/4 الجامع لأحكام القرآن ٤1/۷ البحر المحيط 1 .
(۲) انظر: ديوانه ۱۹.
(۳) انظر: شرح ما يقع فيه التصحيف للأصبهاني ۸۷.
عيوب الشاهد الشعري عند المفسرين
سے
| - أن يكونٌ مُحاكياً للأصلء ويمَثل جانباً من واقعه” ١ - أن يكون قائله من أهل المعرفة بشعر العرب» ومذاهب الشعراء”''. 1 القسم الثاني: العيوب المضعفة للشاهد الشعري. وأما القسم الثاني من عيوب الشاهد الشعري وهي العيوب المضعفة للشاهد الشعري» فهى تلك العيوب التى تضعف من قوة الشاهد الشعري ولكنها لا تسقط الاستشهاد به بالكلية للخلاف بين أهل العربية في ذلك .
ومن هذه العيوب:
١ - رد الشاهد لكونه موضع ضرورة شعرية:
اختلف العلماء في حقيقة الضرورة في الشعر على عدة آراء:
الأول: مَنْ يرى أن الضرورة ما وقع في الشعرء سواء أكان للشاعر عنه مندوحة آم لا . ونسبه الألوسي إلى الجمهور” .
الثاني: من يرى أن الضرورة ما وقع في الشعر مما ليس للشاعر عنه مندوحة» وهو ما أشار إليه ابن مالك . ونسبة لَه جماعةٌ من النحوي“.
وبناء على ذلك فقد ذهب بعض العلماء إلى أن الشعر لا ينبغي أن يكون هو المستند الوحيد لبناء القواعد فى لغة العرب» ولا أن ينفرد بالتأسيس لها؛ وذلك أنه موضع للضرورات التي لا يمكن أن يقاس عليها
)١( انظر: المفصل في تاريخ العرب لجواد علي 607/4 ه
(۲) انظر: الزينة للرازي .٠١۲ - ۱۱۸/١
(۳) انظر: الخصائص ٥۹/۳ ضرائر الشعر لابن عصفور ١١ء الاقتراح ۲ خزانة الدب ٣۳ ۳۱/١ 85.
(6) انظر: الضرائر ۷.
(5) انظر: شرح التسهيل ۲۰۱/۱ - ٠۲٠۲ شرح الكافية الشافية ۲۹۹/۱ _ .٠٠٠
(0) انظر: ارتشاف الضرب 7/ 2٠١١4 ومغني اللبيب ٠٤۹/١ والأشباه والنظائر 1 والمساعد على تسهيل الفوائد 2١6٠/١ وخزانة الأدب .78/١
7A الشاهر الشعري في تفسير القرآن الكريم
كلام الناس المنثور الخالي من هذه الضرورات. يقول الشاطبي (١۷۹ه): «أما الاعتمادٌ على الشعر مجرداً من نثر شهير يضاف إليه» أو يوافق لغة مستعملةً يُحمل ما فى الشعر عليهاء فليس بمعتمد عند أهل التحقيق؛ لأن الشعر محل الضرورات)2 . ومثله أبو حيان الغرناطى» فقد رد الشواهد التي استشهد بها من أجاز تقديم الحال على صاحبه المجرور على الرغم من كثرتها بقوله: «وهذا الذي استدلوا به من السماع - على تقدير أن لا يتصور تأويله - لا حجة فيه» لأنه شِعْرٌء والشعر يجوز فيه ما لا يجوز في الكلام""ا
ويقول ابن جني: «والشعر موضع اضطرار» وموقف اعتذار» وكثيراً ما يحرف ف فيه الكَلِمُ عن أبنيت: وتحال فيه المُثل عن أوضاع صِيّغِها أجلي" .
وبما أَنَّ للشعر لغته الخاصة به فإن الشاعر مقيّد بمراعاة أحكام الوزن» والخضوع لشروط القافية وإقامة الروي» وملزم بعدد من التفاعيل العروضية ليستقيم عروض البيت» فالشاعر «مضطر أن يسلك من السبل كل شاق بسبب إقامة الوزن» ولذلك خلت النصوص الفصيحة البليغة من أمثال هذه العثرات لأن ذلك يعرض للشاعر. وعلى ذلك فإن الشعر لا يمكن أن يكون شواهد لغوية قوية» وربما كان بسبب ذلك أننا نجد جميع العيوب التي تقدح في الفصاحة في الشواهد الشعرية»“ .
كذلك فإن الشعر يخضع للضرورة الشعرية التي تبيح للشاعر أن يخالف قواعد اللغة في حدود معروفة لأجل إقامة الوزن» فقد «أبيح للشاعر ما لم يبح للمتكلم من قصر الممدود» ومد المقصورء وتحريك )١( الشواهد والاستشهاد للنايلة .٠١١ (؟) المصدر السابق .٠١١
(9) الخصائص”/188.
الساكن» وتسكين المتحرك» وصرف ما لا ينصرف» وحذف الكلمة ما لم تلتبس بأخرى"''. كما إنه يحتمل في الشعر «وضع الشيء في غير موضعه دون إحراز ف فائلة» ولا تحصيل معنى)”''. وهذه الضرورة التي تعرض للشعر تهبط بفصاحته» وتبعده عن واقع اللغة المألوف للناس”" . وقد نبة سيبويه إلى ذلك بإشارته إلى عدم جواز بعض الأساليب إلا في + - 0 )£( 2 0 ۳ م - صرورهة الشعر / وقال عند قول كثير عزة: لِمَيةمُوحشاطلل*
«وهذا كلام أكثر ما يكون في الشعرء وأقل ما يكون في الكلام»"؟. فالاضطرار يجعل الشاعر ينطق بما لم يَرِدْ به سَمَاعَ عن
00 1 العرب” ".
وبعض العلماء لا يعد هذا عيباًء وإنما يعدّه من باب الرخصة في الشعر. كما عَقَدَ ابن رشيق لذلك بايا سماه «الر رخص في الشعراء وجاء فيه قوله: «وأذكر هنا ما يجوز للشاعر استعماله إذا اضطر إليه)90 . ويذكر الألوسي أن الحكم النحوي ينقسم إلى رخصة وغيرهاء والرخصة ما جاز استعماله لضرورة الشعر*'» وجاء نحوه عند السيوطي”''' .
وهناك من رأى عدم التفريق بين الشعر وغيره من اللغة» وأن ما جاز في الشعر جاز في اللغة من باب أولى؛ لأن الشعر أصل كلام العرب؛ OS هذا | الراي فقال: رعذ عض أهل النظر
.۲۹/۱ تحصيل عين الذهب )۲( .١٠١ - ١١/45 العقد الفريد )١( .0١/١ انظر: الكتاب )٤( .۱۸۸/١ انظر: المزهر )۳( .175 - ۱۲۳/۲ لم أجده في ديوانه. (5) الكتاب )٥(
(۷) انظر: الخصائص١/89435. (۸) العمدة في صناعة الشعر ونقده 519/7. (9) انظر: الضرائر )٠١( .١5 انظر: الاقتراح .٠١
| ۳۰ الشاهر (لشعري في تفسير القرآن الكريم
كلام العرب» فكيف نتحكم في كلامهاء ونجعل الشعر خارجاً عنه».
وهناك من رأى أن ما ورد في الشعر مخالفاً لقواعد النحويين أخطاء لا مسوغ لها" وعلى هذا الرأي فهي عيوب يعاب بها الشاهد الشعري. وإن لم تسقط الاستشهاد بهء يقول ابن فارس: «وما جعل الله الشعراء معصومين» يوقون الخطأ والغلط»”". ويذكر أبو هلال العسكري أن الشعراء المتقدمين قد وقعوا في مثل هذه الضرورات التي هي من الأخطاء لعدم علمهم بقبحهاء ولو نقدت أشعارهم كما نُقِدَتْ أشعار المتأخرين» وعرفوا ذلك العيب فيها لتجنبوه”*“. ويقول الأفغاني بعد إيراده لبعض الشواهد التي تحمل على الضرورات عند جمهور النحويين قال: «إلى شواهد كثيرة ألجأت فيها الضرورةٌ الشاعرٌ إلى حل في نظم تراكيبه» فهذا كله خطأ ارتكب ضرورة» حين كان الشعر يرتجل» فلا يجوز بناء حم عليه البتة””وتسمية هذا بخصوصية الشَّعْرٍ بِتَمَط من الكلام أولى بسبب الاختلاف في مفهوم «الضرورة»؛ للتباين بين معناها اللغوي المعجمي» وبين ما اصطلح عليه جمهور النحويين''.
ومن أمثلة ذلك ما ذكره الطبري عند تفسيره لقوله تعالى: #وقاوا وسا [البقرة: ۸۸] قال: «ولا يجوز تثقيلٌ أي تحريك عين «فُعْل) منه. إلا في ضرورة شِعرء كما قال طرفة بن العبد:
أبها الفتيانُ في مَجَلِسِنَا| جَرّدوا منهاورَادَاً وشُقر" يريد: شُفراًء إلا أن الشّعرَ اضطرّه إلى تحريكِ ثانيه فحرّكة)” .
.91//6 إعراب القرآن )١(
(۲) انظر: ذم الخطأ في الشعر لابن فارس .١7
(۳) انظر: الصاحبي 2558 وذم الخطأ في الشعر 5.
(5) انظر: الصناعتين .٠١١ (5) فى أصول النحو *۷.
() انظر: أصول التفكير النحوي لعلي أبو المكارم +77 - ۲۷۷.
(۷) ديوانه .٥۷ () تفسير الطبري (شاكر) 5/7 77.
عيوب الشاهد الشعري عند المفسرين | 2
فهنا يشير إلى اضطرار الشاعر الى تحريك الساكن في المفردة أحياناً. وهذا لا يعرض للنثر» ويشير بقوله: «لا يجوز تثقيل عين «فعل)» منه) . إلى القراءة التي وردت في قوله تعالى في الآية: علش [البقرة: ۸۸] حيث قرأها بعضهم مضمومة اللام (غنف)2 . والشاهد في البيت هو تحريك الساكن وهو القاف لإقامة الوزن.
ومن الأمثلة ما ذكره ابن عطية عند تفسيره لقوله تعالى: #8 إِنَّمُْ من يق وصيرٌ فت أله لا يضِيمٌ أَجْرَ لْمْحْسِنينَ# [بوسف: :]۹٠ «قراأ الجمهور: لمن ين وبصَير#» وقرأ ابن كثير وحده: #8مَنْ <